
نزار حيدر
متى سنشهدُ تطوُّراً في العلاقةِ بينَ بغداد ودمشق؟!؛ نــــــــــــــــزار حيدر يُجيبُ؛ في [٢٠] هذا الشَّهر
١/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ سوريا مُهمَّةٌ جدّاً للعراق وعلى مُستوياتٍ مُختلفةٍ ولعلَّ من أَهمِّها الآن هو ملف مُحاربة الإِرهاب وتحديداً تنظيم داعش الإِرهابي الذي مازالَ يشكِّلُ تهديداً وخطَراً على البلدَينِ.
لذلك فإِنَّ بغداد ودمشق على تواصُلٍ مستمرٍّ للتَّشاورِ الدَّائم بهذا الخُصوصِ.
٢/ والعراقُ هو البلدُ الوحيدُ الذي قاتلَت فيهِ قِيادات الجماعات المُسلَّحة التي وصلَت الآن إِلى السُّلطةِ في دمشق يَومَ أَن اجتاحَ الإِرهابُ العراق بُعيدَ التَّغييرِ عام ٢٠٠٣، فارتكبَت بحقِّ العراقيِّينَ جرائمَ قتلٍ وذبحٍ وشاركَت في قيادةِ عمليَّات التَّفخيخِ والتَّفجيرِ في مناطقَ عدَّةٍ من العراق مِنها العاصمة بغداد راح ضحيَّتها الآلاف من الأَبرياء، وأَنَّ بعضَ هذهِ القيادات كانت مُعتقلةً في السُّجونِ العراقيَّة، فيما صدرَت بحقِّ بعضهِم أَوامرَ قبضٍ من قبلِ القضاءِ العراقي.
ولعلَّ ذلكَ هو الشَّيءُ الأَهم الذي يحُول دونَ انفتاحِ العراق على [سوريا الجَديدة] لحدِّ الآن أُسوةً ببقيَّةِ دُول الجِوار والمنطقة والمُجتمع الدَّولي، فبغداد تخشى ردَّةَ الفِعل السلبيَّة من الشَّارع العراقي وتحديداً من أُسر ضحايا الإِرهاب وهي تُتابعُ في الأَخبارِ وعِبر الشَّاشةِ الصَّغيرةِ مُصافحةِ [ضحايا الإِرهاب] لليدِ التي شاركت في قتلهِم وذبحهِم فيما إِذا قرَّرت بغداد رفعِ مُستوى العِلاقةِ مع دِمشق [الجديدة].
ولكن، في نِهاية المطاف، فإِنَّ العاصِمتَينِ ستجِدانَ الطَّريقة المُناسِبة لتجاوُز الماضي بشكلٍ من الأَشكالِ وبأَقلِّ الخسائرِ [النَّفسيَّةِ] وهذهِ هيَ طبيعةِ الأَشياءِ! إِذ لا يُعقل أَن تبقى بغداد تتفرَّج من دونِ أَن تُبادر لمدِّ جسُورِ العلاقةِ بشَكلٍ أَوسع مع دِمشق.
٣/ وستكونُ أُولى هذهِ الجسُورِ حضورَ الوفدِ العراقي برئاسةِ وزير الخارجيَّةِ الدُّكتور فُؤاد حسين مُؤتمر القمَّة الذي سيُعقد في باريس يومَ غدٍ [٢/١٣] والخاص بالملفِّ السُّوري بحضُورِ وزير خارجيَّة دمشق [الجديدة] وبمُشاركةِ [٨] وفودٍ عربيَّةٍ و نظراءهُم من الدُّول الصِّناعيَّةِ السَّبع وممثِّلينَ عن [٦] دُول أُوروبيَّة والولاياتِ المُتَّحدة وتُركيا والمملكة المُتَّحدة والإِتِّحاد الأُوروبي وجامِعة الدُّول العربيَّة ومجلس التَّعاون الخليجي.
وفي [٢٠] من هذا الشَّهر [شباط] ستستقبِل بغداد وزير خارجيَّة سوريا [الجديدة] على رأسِ وفدٍ رسميٍّ رفيع.
٤/ ولا يختلفُ إِثنان على أَنَّ بغداد نجحَت بشَكلٍ مُلفتٍ للنَّظرِ في عدمِ زجِّ العراق بالمشرُوعِ الإِيراني الذي دعا إِليهِ وحدَّدَ ملامحهُ المُرشد الإِيراني الأَعلى منذُ التَّغيير الذي شهدتهُ سوريا ولحدِّ الآن والقاضي بتكرارِ تجربتهِم التي خطَّطوا لها ونفَّذُوها في العراق بعدَ التَّغيير عام ٢٠٠٣ عندما قرَّرت طهران أَن [تُزلزل الأَرض تحتَ أَقدام الأَميركان] على حدِّ وصفِ الرَّئيس الإِيراني الأَسبق رفسنجاني، فلطالَما دعا المُرشد خلالَ الفترةِ التي تلَت عمليَّة التَّغيير في سوريا [والتي اعتبرَتها طهران خَسارةً عظيمةً حدَّ الفاجِعة كما وصفَها مسؤُولٌ إِيرانيٍّ] إِلى تنظيمِ صفُوفِ [المُقاومة] على حدِّ زعمهِ، لزعزعةِ الوضعِ في سوريا [الجديدةِ] والحيلولةِ دون إِستقرارِ تواجُدِ الأَميركان فيها ولإِعادةِ البلادِ [سوريا] إِلى سابقِ عهدِها [جُزءاً من محورِ طهرانِ للمُقاومةِ].
ولقد مارسَت طهران الكثير من الضَّغطِ على بغداد للإِنخراطِ بمشروعِها هذا بشَكلٍ من الأَشكالِ إِلَّا أَنَّ بغداد ظلَّت حريصةً على أَن لا تتورَّط بأَيِّ مَوقفٍ سلبيٍّ من الوضعِ في سوريا على الرَّغمِ من الخِطابِ الطَّائفي وخِطاب الكراهيَّة التَّحريضي الذي أَدلى بهِ بعض وُكلاء طهران في بغداد من الزُّعماء الحزبيِّينَ مِنهم المالكي الذي مازالَ يُحرِّضُ سرّاً وعلناً لتوريطِ حكومة السُّوداني بأَيَّةِ خُطوةٍ سلبيَّةٍ مُمكنةٍ بهذا الإِتِّجاه، لكنَّهُ فشلَ فشلاً ذريعاً ولم يلقَ آذاناً صاغية ًفي بغداد بل أَنَّ الرَّأي العام واجههُ بحالةٍ من الإِستهجانِ والإِستهزاءِ والسُّخريةِ والإِزدراءِ ليقينهِ بأَنَّ تحريضهِ بهذا الخطابِ العَفن ليسَ لخدمةِ العراق أَو لحمايةِ أَمنهِ القَومي ومصالحهِ الوطنيَّةِ العُليا وإِنَّما لخدمةِ أَجنداتِ [الغُرباء] ولإِشباعِ غرُورِ نفسهِ المريضةِ المسكُونةِ بحبِّ السُّلطةِ!.
٢٠٢٥/٢/١٢
سؤال لنزار حيدر..
من سمح للارهابيين ان يدخلون العراق من سوريا اليس سوريا الاسد حليف ايران والاحزاب والمليشيات الحاكمة للسلطة بالعراق
..
اليس ايران تقيم علاقات مع طالبان.. واقامت علاقات مع حزب البعث السوري رغم انها حاربت البعث العراقي..
ايران تبحث عن مصالحها.. بالاضرار بمصالح العراق ولبنان واليمن وسابقا سوريا