حسن النحوي
كأننا رجعنا الى مطلع ثمانينيات القرن المنصرم ، عندما بدأ شباب الحزب بمقاومة المحتل الصهيوني و هم ثلّة قليلة مستضعفة ضعيفة الامكانيات بلا دعمٍ دولي و لا ناصر مجتمعي . حينها نطق أحدهم بعبارة ( العين لا تقاوم المخرز ) كناية عن ضعف الناس عن مجابهة العدو المتغطرس المتفوق عسكريا و المدعوم داخلياً و خارجيا .. في حينها جعل شباب الحزب عبارةَ الامام الخميني ( الله في الميدان ) نُصبَ أعينهم و مظلّة لهم و توكلوا عليه مستبشرين بالاية الكريمة ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة : ٢٤٩ . الواقع المرير الذي نعيشه بعد طوفان الاقصى هو طوفان الهزيمة الذاتية عند البعض تجاه التفوق التكنولوجي و السياسي للعدو في هذه المرحلة ، و كأن ( الله في الميدان ) و ( كم من فئة ) لا تتمتعان بالمرونة و الديناميكية الزمكانية ليستوعبان عصرنا الحاضر .. الحقيقة انهما ليسا اكسباير بل عقول البعض تحولت الى اكسباير و هذه سنّة الاستبدال الالهي ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) محمد : ٣٨ . لكل من ينهزم نفسياً و ذاتياً و يتولّى خائفاً .. هذا ( التولّي ) و الهروب قد يكون بالفعل او بالقلم او باللسان .. المهم هو هروب و انتكاص و انقلاب على المبادئ التي تربينا عليها .. ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) ال عمران : ١٤٤ . انتهى .