ما الجديدُ الذي يحمِلهُ الصَّدر إِذا ما عادَ للعمليَّةِ السِّياسيَّةِ؟!

نزار حيدر

نـــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لمنصَّةِ [العالَم الجديد]؛ما الجديدُ الذي يحمِلهُ الصَّدر إِذا ما عادَ للعمليَّةِ السِّياسيَّةِ؟!

   ١/ السيِّد مُقتدى الصَّدر يحترمُ ثوابتهُ وتعهُّداتهُ أَكثر من غيرهِ فإِذا تعارضَت مع حقوقهِ السياسيَّةِ [الدُّستوريَّة] فإِنَّهُ يتنازل عنها ولا يتنازل عن ثوابتهِ، والتَّجربة الإِنتخابيَّة الأَخيرة التي خاضَها مع بقيَّةِ القُوى السياسيَّة دليلٌ واضحٌ على هذا الإِلتزام.

   ٢/ إِذا حُرم الصَّدرُ من حقِّ تشكيل الحكُومة عندما فازَ بالأَغلبيَّة تحت قُبَّة البرلمان، فهوَ لن يُحرم من حقِّهِ في المُعارضةِ النيابيَّةِ، وإِذا حُرم من ذلكَ كما حصلَ في التَّجربةِ الأَخيرةِ فهو لن يُحرم من تركِ العمليَّةِ السياسيَّةِ برُمَّتها من أَجلِ أَن يُحافظَ على عهودهِ ويحمي وعودهِ والتزاماتهِ من العبثِ والإِندثارِ.

   ٣/ منذُ انسحابهِ ولحدِّ الآن فإِنَّ منافسهُ [الإِطار التَّنسيقي] يتحمَّل لوحدهِ كافَّة الإِخفاقات والفَشل والفَساد والتَّدهوُر السِّياسي الحاصِل في البلاد، وإِنَّ ابتعادهُ منحهُ الكثير من الرَّصيد الشَّعبي من مُختلفِ شرائحِ المُجتمعِ بمُختلفِ خلفيَّاتهِم وتوجُّهاتهِم كونهُ يمثِّل الآن بالنِّسبةِ لهم البديل في أَيَّةِ إِنتخاباتٍ نيابيَّةٍ جديدةٍ ينشُدُ بها العراقيُّونَ الإِصلاح والتَّغيير.

   بالإِضافةِ إِلى رصيدهِ الثَّابت [جُمهُور التيَّار]الذي يزدادُ بشكَلٍ دائمٍ في كُلِّ عامٍ على اعتبارِ أَنَّ كُتلةً بشريَّةً جديدةً تدخلُ السنَّ القانونيَّة للإِشتراكِ في الترشُّحِ والتَّصويتِ، وهو ما يمنحهُ شبابيَّةً يتفوَّقُ بها على الآخرينَ ولذلكَ نُلاحظ أَنَّهُ وفي كُلِّ انتخاباتٍ خاضها كان الأَوَّل في حصدِ النَّتائجِ كعُنوانٍ واحدٍ وليسَ عناوينَ مُتعدِّدة [تحالُف] كما أَنَّهُ في كُلِّ مرَّةٍ كان يُرشِّح وجوهٍ جديدةٍ في كُلِّ الدَّوائر الإِنتخابيَّة لتي يخوضُ فيها الإِنتخابات ما يُدلِّل على أَنَّهُ تيَّارٌ وَلودٌ وليسَ عقيماً.

   ٤/ والصَّدرُ لا يُقرِّر خَوض الإِنتخابات النيابيَّة القادِمة إِذا لم يضمِن تبنِّي الشُّركاء لمعادلةِ الأَغلبيَّة والأَقليَّة، وإِلَّا فهوَ أَقسم بدماءِ والدهِ الشَّهيد الصَّدر الثَّاني بأَن لا يشترِكَ في خلطةِ العطَّار كما أَسماها من الآن فصاعِداً.

   فمثلاً؛ هو سيشترِك إِذا ضمِنَ أَنَّهُ سيتجاوَز الثُّلث المُعطِّل في تشكيلِ الحكومةِ، أَو أَن يُتركَ يختار جانب [المُعارضة النيابيَّة] وسيشترك إِذا ضمِنَ أَنَّهُ سيحصِد الأَغلبيَّة المُطلقة من مقاعدِ المكوِّن الأَكبر، وأَقصد بهِ الكُتلة الشيعيَّة، وهكذا.

   وهوَ يفعلُ خَيراً أَن يبقى خارج العمليَّة السياسيَّة بغَيرِ هذهِ الحالةِ، لأَنَّ عَودتهِ من دونِ ضامنٍ يعني أَحد أَمرَين؛ فإِمَّا أَنَّهُ سيضطَر مرَّةً أُخرى للإِنسحابِ وهوَ الأَمرُ الذي يضرُّ بسُمعتهِ السياسيَّةِ وبمصادقيَّةِ حساباتهِ، أَو أَنَّهُ سينخرِط في خلطةِ العطَّارِ مُرغَماً وفي كِلا الحالتَينِ فإِنَّ النَّتائج سوفَ لن تكونَ لصالحِ البلدِ ولا لصالحِ النَّاخبِ ولا لصالحِ العمليَّةِ السياسيَّةِ برُمَّتها، ولا حتَّى لصالحهِ شخصيّاً وصالحِ مصداقيَّتهِ التي عُرف بها في الإِلتزامِ بالثَّوابتِ.

   ٢٠٢٣/٢/٢٢

One thought on “   ما الجديدُ الذي يحمِلهُ الصَّدر إِذا ما عادَ للعمليَّةِ السِّياسيَّةِ؟!

  1. للاستاذ نزار حيدر.. المحترم..
    تحية طيبة..
    طرح احجية ولغز.. يتطلب منا سؤالك عنها (ما هي ثوابت التيار الصدري ومقتدى الصدر) بلا زحمة.. ولماذا تتملك للصدر.. ؟ وانت اعلم ان اكثر من 90% من العرب الشيعة بالعراق قاطعوا انتخابات 2018 و2022 .. رغم دعوة السستاني والخامنئي و الصدر للمشاركة فيها؟ وكذلك العرب الشيعة انتفضوا بتشرين 2019.. التي شارك الصدر بقمعها بمليشة القبعات الزرق بالتواثي..

اترك رداً على حسين كاظم إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *