ضياء ابو معارج الدراجي
ها هو قلمي يخط مقالتي الأخيرة، آخر الكلمات التي أكتبها بعد رحلة طويلة من النزف بالحبر والوجع والخيبة. أعرف أن البعض سيفرح، وأعرف أن البعض الآخر سيستنكر، لكنني لم أعد أكترث، فقد تعبت من الكتابة لوطن لم يعد يصغي، ومن الصراخ في برية تملؤها الذئاب.
أن تكتب، أن تصرخ، أن تحترق من أجل وطنك وأهلك، بينما غيرك يجني الثمار ويتسلق على أكتاف الكلمات التي لم تكتب له أصلًا، فتلك خيبة لا تحتمل. أن ترى اللصوص يتنعمون بأقلام الصادقين، والمنافقين يقتاتون على وجع المخلصين، فتلك طعنة لا تندمل.
عشرون عامًا ونحن نكرر الوجوه ذاتها، بوجوه جديدة، بأقنعة مختلفة، بعناوين خلّابة، لكن الجوهر واحد، الخراب ذاته، الفساد ذاته، المسرحية لم تتغير، فقط تم استبدال بعض الممثلين، أما النص فهو مكتوب منذ الأزل، والشعب يصفق ويصدق ويقاتل لأجل الوهم.
في هذا البلد، الساسة نوعان؛ نوع أتقن فن القفز بين المراحل ليظل فوق الجميع، ونوع ظل يلعق فتات الموائد ليبقى مجرد ظلٍّ في دهاليز السلطة، وبين هؤلاء، شعب تائه، تتقاذفه الخطب والشعارات والوعود، ثم يُلقى به في مستنقع البؤس من جديد.
أنا لا أكتب اليوم نادمًا، ولا أكتب متراجعًا، بل أكتب مودعًا، بعد أن امتلأ صدري بغبار الخيبات، وبعد أن رأيت كيف يتخاصم الساسة أمام الكاميرات، ثم يضحكون خلف الأبواب المغلقة، وكيف يدفع الشعب دمه ثمنًا لمسرحيات لم يكن يومًا جزءًا من نصّها.
سأرحل عن الكتابة السياسية، ليس خوفًا، ولا هروبًا، بل قرفًا واشمئزازًا. فليفرحوا، فليتخلصوا من قلمي الذي أوجعهم، لكنهم لن يتخلصوا من الحقيقة، فالحقيقة تظل كالشمس، تحرق كل من يحدق فيها طويلًا.
أما أنتم، قرّائي، فمنكم من فهم، ومنكم من هاجم، ومنكم من صمت، وللجميع أقول: لقد كنتُ صادقًا، وأصدق ما يكون الكاتب حين يقرر أن يضع قلمه جانبًا، لأنه لم يعد يرى فائدة في الصراخ وسط الخراب.
وداعًا، لكن الوطن سيبقى شاهدًا على كل شيء.ضياء ابو معارج الدراجي
عندما يكون قلمك لسنوات.. متناقضا..
فانت تمجد بمن خانوا باوطانهم كحسن نصر الله.. وتنتقد فاسدي العراق من الاسلاميين الشيعة وشركاءهم .. وهم حلفاء حسن نصر الله واستنزفوا اموال يستحقها المحتاجين بالعراق بارسالها لمليشة حزب الله الموالي لايران.. ثم تدعم ايران.. وبنفس الوقت لا تنتقدها لدعمها طبقة سياسية فاسدة فاشلة متامرة.. ربتهم ايران نفسها باراضيها طوال اكثر من عقد من الزمان..