منظمة عراقيون ضد الفساد
في ظل السيطرة الإيرانية الواضحة على القرار السيادي العراقي، الذي يتمثل لغاية الإن بعدم الانفتاح العراقي الواضح تجاه الإدارة السورية الجديدة برئاسة السيد “أحمد الشرع ” والذي بد\وره لم يتلقَ تهنئة رسمية من العراق بشأن تسلّمه منصب رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية وحسب الأعراف الدبلوماسية المتبعة؟ وكذلك إرجاء الزيارة الأولى بصورة مفاجئة لوزير الخارجية السوري السيد ” أسعد الشيباني” لبغداد يوم السبت 22 شباط والتي كانت مقررة على جدول الأعمال لوزارة الخارجية والحكومة العراقية.
وفيما تشهد الساحة السياسية في العراق حاليا حالة من التشابك والسجالات السياسية بين الرافضين بشدة لاي تقارب مع القيادة السورية من قادة الاطار التنسيقي الشيعي ومعهم ائتلاف إدارة الدولة, الأمر الذي انعكس على أن يضع البلاد أمام منعطف خطير تتداخل وتأثر فيه بصورة مباشرة التوافقات الداخلية وبالحسابات والمصالح الإقليمية الإيرانية والتحديات السياسية والاقتصادية، وفي هذا السياق ، تدرس حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لغرض ترطيب الأجواء وعدم انجرارها الى التصريحات العبثية السياسية التي نتجت خلال الأيام الماضية , لغرض إرسال وزير الخارجية فؤاد حسين إلى سوريا.
حيث أظهرت تأجيل زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد، دون تحديد موعد جديد لها، عن مدى ما وصل اليه تدخل إيران المتزايد في الشأن العراقي الداخلي. حيث أصبحت قيادات فيلق القدس، وممثلة بالمندوب السامي السفير الإيراني في بغداد، تلعب دوراً أساسياً وتأثيرا محوريا ومباشرا في طريقة تحديد مسار العلاقات بين العراق وسوريا. هذه الخطوة بدورها أثارت استياء واسعاً في الأوساط العراقية، نظراً لتجاوزها لجميع القيم والأعراف الدبلوماسية ولعدم احترامها لسيادة الدول.
فقد كشفت عدة مصادر مسؤولة مطلعة” للمنظمة” عن أهم الأسباب وراء الإلغاء المفاجئ لزيارة وزير الخارجية السوري “أسعد الشيباني” إلى العراق، وفي تطور ملفت ويعكس عن حجم عمق التوترات السياسية والأمنية التي تعصف بالعلاقات بين بغداد ودمشق حاليا وفي ظل الأجواء المشحونة والتجاذبات السياسية بين مختلف القوى والأحزاب السياسية العراقية الرافضة من جهة والمؤيدة لهذه الزيارة من جهة أخرى.
وأفاد ” للمنظمة “مسؤول رفيع المستوى كان بالقرب من هذه الأحداث مؤخرا ، وتحدث لنا شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية بأن :” الإلغاء جاء بناءً على نصيحة وطلب مباشر من قبل السياسي والنائب السابق السيد عزت الشاهبندر والذي يرتبط بدوره بعلاقات شخصية مميزة مع شخص رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحثه على أن تقوم وزارة الخارجية بإصدار بيان مقتضب لغرض تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى ” وأوضح لنا المصدر المسؤول :” أن القرار اتُخذ بعد اجتماع عاجل لتقييم المخاطر الأمنية التي كانت تهدد الوفد السوري، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية لم تكن قادرة على توفير ضمانات كافية لسلامة موكب الوزير “الشيباني” في ظل تهديدات مباشرة وواضحة باستهدافه وصلت معلوماتها عاجلة الى مكتب رئيس الوزراء السوداني ” وفقًا للمصدر المسؤول المطلع ،بأنه :” كانت هناك خطط من قبل نواب برلمانيين وشخصيات سياسية ورجال دين شيعية مرتبطين بفصائل مسلحة ولائية وبعض من قيادات الحشد الشعبي موالية لإيران، وإلى جانب جلب حشود شعبية ومناصرين لها، لتنظيم احتجاجات مفتعلة وعنيفة على طول مسار موكب الوزير السوري الشيباني وقبل دخول الموكب للمنطقة الخضراء” وأضاف لنا السيد المسؤول : “كان من المقرر أن يحمل المتظاهرون لافتات تستنكر الزيارة وتصف القيادة السورية، وعلى رأسها السيد “أحمد الشرع” بأنهما هؤلاء إرهابيين ومجرمين بحق الشعب العراقي، مع ترديد شعارات وهتافات صاخبة ورمي الموكب بالحجارة والبيض وزجاجات المياه الملونة ” وأشار المسؤول المطلع للمنظمة إلى :” أن هذه التحركات كانت تحظى بدعم ضمني وتأييد وتشجيع من قيادات بارزة في الإطار التنسيقي الشيعي ، والذين يرفضون بشدة عن وجود أي تقارب مع دمشق في ظل سيطرة قوى المعارضة السورية عليها، والتي يرونها في الوقت نفسه معادية لمصالح طهران بالمنطقة , بل وصل الأمر بان بعض هذه القيادات طالبت بتنفيذ أوامر القبض التي صدرت من الجهات القضائية “.
*حرج دبلوماسي وتدخل شخصي من رئيس الوزراء السوداني يحسم الأمر:
وأكد المصدر المسؤول المطلع:” بأن تنفيذ هذه الزيارة لو حدثت بالفعل في وقتها المحدد لكانت ستؤدي حتمآ إلى حرج دبلوماسي غير مسبوق للحكومة العراقية وبتاريخ وزارة الخارجية منذ نشأتها، لا سيما مع التغطية الإعلامية المكثفة التي كانت ستتولاها وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية ومراسلين، وبخاصة وسائل الإعلام المرتبطة بالفصائل المسلحة الموالية لإيران، والتي كانت قد خططت مسبقآ لنقل الأحداث مباشرة. وفي ظل هذا الوضع الأمني المضطرب غير المسيطر عليه، ولتفادي الحرج الدبلوماسي رئيس الوزراء السوداني، الطلب منهم مباشرة إلغاء الزيارة عبر اتصال هاتفي يجريه وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الذي نقل الرسالة بدوره إلى وزارة الخارجية السورية”.
وأذ نؤكد بدورنا بأن عودة العلاقات السورية / العراقية هي من صميم العمل الحكومي الاخوي المشترك تطوير التقارب والعلاقات الأخوية بين الشعبيين الشقيقين والزيارات المكوكية المشتركة , وبالمقابل الحكومة السورية بدورها ومتمثلة بالسيد الرئيس “الشرع” تواق جدآ على أن تكون العلاقات بين الشعبيين طبيعية وأخوية كما كانت في السابق وستكون افضل واحسن واعمق بالمستقبل , وعليه فان الحكومة العراقية ملزمة أمام شعبها بان يتم تذليل كافة الصعاب والعراقيل والحواجز التي تضعها الدول الأخرى على تطوير هذه العلاقات الأخوية وإرجاعها الى وضعها الطبيعي , وفي الوقت عينه تثير لدينا تساؤلات مشروعة حول مستقبل العلاقات العراقية-السورية، خاصة في ظل الرفض الإيراني المتصاعد لأي تقارب قد يقوم به العراق مع دمشق , وكما يضع الحكومة العراقية أمام تحدٍ دبلوماسي وسياسي لكيفيه احتواء هذه الضغوط الخارجية والداخلية سواء أكانت من قبل قيادات الإطار التنسيقي الشيعي والخارجية من قبل قيادات فيلق القدس والمندوب السامي للسفارة الإيرانية ببغداد ، وفي وقت تسعى فيه للحفاظ على توازن دقيق بين مصالحها الوطنية والتأثير لعلاقاتها الإقليمية.
يبقى السؤال المهم: هل ستتمكن بغداد من تجاوز هذه الأزمة دون تصعيد بين الأحزاب الشيعية والأطراف السياسية السنية والذي قد يهدد العراق استقراره الداخلي المشوب بالحذر حاليآ وعلى شفا لحظة من التصعيد والذي قد يتطور الى صدامات مسلحة تستغلها بعد ذلك تنظيم داعش لتوسيع هذا الصدام المسلح الى عواقب ونتائج غير محمودة؟
معآ يد بيد ضد مكافحة الفساد المالي والإداري والسياسي في العراق
شعارنا بأن: المعلومات يجب أن تكون متاحة للجميع، ويظل حق الاطلاع عليها حقًا أصيلًا للجمهور الراي العام دون تمييز.