عصام الصميدعي
اليوم امريكا كدولة براغماتية تؤمن بفلسفة المنفعة كحد أدنى , تجد في سياستها العقلية مصدر من مصادر القوة لها … , وهذا المبدأ الغريب في عالمها السياسي و الذي يتنافى مع عقليتها الاستعلائية بتركيع الشعوب التي لا تجد فيها بصيص أمل في رسم خطى محافل المرابين العالمي للهيمنة .
فاجد الانقلاب المفاجأة في استراتيجيتها تجاه العراق في الايام المقبلة , قد تخل بموازين القوى في المنطقة , فدعمها لسياسة الاعمار في البلد والانفتاح , وسياسة السوداني ؛ لكسب الجمهور الشيعي والمتمثل بالإسلام السياسي الوطني , والذي سوف يمنح لأمريكا الاستقرار في المنطقة , باعتبار أن مفكري الشيعة يميلون للعقلانية والسلم دون تشنج , وبنسب تمنح المواطن الاستقرار والشعور بالأمان ؛ لذلك تراهم مهادنين … , وهذا يعود إلى حقيقة فرضتها التجربة بأن الشيعة مقاتلون اشداء على الاعداء وهم في نفس الوقت رحماء لمن لا يناوئهم العداء , وان من يريد فرض الهيمنة على المنطقة ؛ عليه اولا أن يجد للشيعة مكانا وموطئ قدم فيها … ؛ فالكيان الصهيوني والدول العربية السنية يحتاجون إلى حماية غربية من التمدد الصيني الذي بات يهدد الشرق الأوسط , فالصين بمواردها البشرية وامكانياتها التقنية أصبحت قوة عالمية لا يستهان بها , وأن الشعوب التي تحتمي بالامريكان وتعيش وصاية الولايات المتحدة ؛ شعوب غبية فاشلة غير قادرة على حماية نفسها , لذا وجدت في العراق منطلق لها للدخول في عالم المنافسة , لكسب العقل الشيعي , و احتضانه باعتباره موازي للعقل اليهودي من ناحية الذكاء والحكمة ومتفوق عليه بالقتال , لأنه يحمل نفحة من رؤى وحكمة ال البيت ؛ وعلى الرغم من كثرة المصاعب والاعداء والتحديات ؛ بدأت حكومة السوداني بحملة اعمار وتنمية قوية وهي اشبه بالانطلاقة التنموية الكبرى , فضلا عن الحريات والاستقرار الامني الذي يعيشه العراق الان , وهذا الامر يصير المواطن الشيعي في المنطقة مستقرا امنا مما ينعكس على بقية المكونات والطوائف بصورة ايجابية … , فأمريكا اليوم لا تجد في الامارات والكيان الصهيوني مستقر بعد طوفان الأقصى , فاتضح لهم بأنهم كبيت العنكبوت , وان رفع الحماية عنهم سي جعلهم كعصف مأكول ويكون اليهود عندها في خبر كان في منطقة الشرق الاوسط ؛ لذلك فان استدراج شيعة العراق الى المعادلة الدولية ومشاركتهم فيها بصورة فاعلة ؛ سيفتح للأمريكان مجالات واسعة للسيطرة على المنطقة , وهم يذكرون صدام الذي قاتل إيران لمدة ثمانية سنوات بهم رغم أن الامام الخميني كان يعد شيعة العراق والكويت بأن المجرم صدام سوف ينتهك حرمكم ويسفك دمالكم , وهذا وعد الله لنصرتهم له , وفعلا في حرب الكويت حدث هذا …. , وحين تخلت الشيعة عنه سقط صدام بأسبوع واحد , لأن السنة لا تجيد الحرب كما الشيعة فأمريكا تعرف أن الشيعة هم رجال الحرب , لذا هي اليوم بأمس الحاجة لهم , وبالأخص شيعة العراق الذين يمثلون الخزين النابض للمقاتلين الذي لا ينفذ , فحرب داعش عرف العالم معنى للحروب مغاير , وحزب الله لبنان واليمن هي بينات للمقاتلين الاحرار من الشيعة …. اقولها لا اعرف هل تصور صائب ام لا والله اعلم .
امريكا تريد العراق يفك ارتباطه بايران..
تريد شيعة عرب يحكمون ولكن ولاءهم للعراق بنهوضه واستقلاله عن ايران.. بالطاقة من كهرباء وغاز.. وصناعة وزراعة وخدمات وحدود منضبطة ..
تريد عراق بجيش قوي وشرطةقوية بلا مليشيات موالية لايران من حشد ومقاومة..
المقاومة اثبتت بانها مقاومة لوجود الدولة العراقية
القوات الامريكية بالعراق كحالها الموجودة باليابان والمانيا والخليج وتركيا حاجة لتلك الدول اكثر منها لامريكا..
الصين تاجر مهول.. يهدف لاخضاع الدول العالم الثالث للمنتجات ا لصينية الرخيصة فتكون تلك الدول مجرد اسواق استهلاكية للبضائع الصينية.. في حين العراق يحتاج التوجه لدول غنية ومستقرة ومستهلكة.. كاوربا وامريكا وكندا.. فهذه الدول اتجهت لجني ثروات عبر التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي والتواصل التقني..
بنغلادش ومصر و الاردن اكبر الدول تصديرا للملابس لاوربا وامريكا..