فاضل حسن شريف
6376- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلّ بني آدم حسود و لا يضرّ حاسدا حسده ما لم يتكلّم باللّسان أو يعمل باليد. المصدر: نهج الفصاحة.
6377- جاء في کتاب مقامات فاطمة الزهراء في الكتاب و السنة للشيخ محمد السند: قوله صلى الله عليه وآله (علي مع الحق والحق مع علي) وقوله صلى الله عليه وآله (انّ الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها) أو ما عبّر عنه القرآن الكريم “كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ” (يوسف 24) وقوله تعالى “إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ” (الحجر 40) وقوله تعالى “إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا” (مريم 51) فالتعبير بالمخلَص تعبير عن الحجية لكن بما هي حجية عملية لا الحجية النظرية، كما في عناوين التطهير والاصطفاء وصفاً للانبياء كما في قوله تعالى “وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيار” (ص 47) وقوله تعالى “إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً” (الأحزاب 33) وكما في عنوان (المقرّب) كقوله تعالى “وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ” (الواقعة 11) فهو تعبير عن الحجية العملية وهو وان كان عملًا إلا انّه على صعيد القلب، كما انّ النور فوق الادراك مع أنه على صعيد العمل. إذن فالحجة العملية، هي حجية نظرية مشوبة بعمل. كما أنها أبلغ في البيان عنالحجية النظرية لأن الحجية النظرية والعصمة النظرية كلاهما بمعنى واحد تؤمنان لنا العصمة والأمن من الزلل في التلقي النظري، في حين أنها لا تشمل الأمن من الخطأ في السلوك العملي. بينما الحجية العملية فهي التلقي النظري وعصمته مفروغ عنهما فضلًا عن الأمان والعصمة في التطبيق العملي، ومن ثَمَ فتكون ابلغ في الأمان في علو درجة العصمة ومنزلتها من الحجية النظرية وحدها. إذن فالرضا والغضب الذي أشار إليهما النبي صلى الله عليه وآله في حديثه لابد أن يكونا تابعين لارادة الله تعالى، ومع هذا فانّ رضا فاطمة عليها السلام سيكون متبوعاً من قبل غضب ورضا الله تعالى، لا أن هذه المتبوعية على مستوى الكشف أي كاشفة عن رضا وغضب الله تعالى.
6378- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدّنيا حرام على أهل الآخرة و الآخرة حرام على أهل الدّنيا و الدّنيا و الآخرة حرام على أهل اللَّه. المصدر: نهج الفصاحة.
6379- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لزوال الدّنيا أهون على اللَّه من قتل رجل مسلم. المصدر: نهج الفصاحة.
6380- جاء في موقع علي الحسيني الميلاني عن دفع الشبهات في آية المباهلة: إمام المعتزلة، فقد قال: (دليل آخر لهم: وربّما تعلّقوا بآية المباهلة وأنّها لما نزلت جمع النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وأنّ ذلك يدلّ على أنّه الأفضل، وذلك يقتضي أنّه بالإمامة أحقّ، ولابدّ من أن يكون هو المراد بقوله: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) الآية. لأنّه عليه السلام لا يدخل تحت قوله تعالى: (نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ) فيجب أن يكون داخلا تحت قوله: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)، ولا يجوز أن يجعله من نفسه إلاّ وهو يتلوه في الفضل. وهذا مثل الأوّل في أنّه كلام في التفضيل، ونحن نبيّن أنّ الإمامة قد تكون في من ليس بأفضل. وفي شيوخنا من ذكر عن أصحاب الآثار أنّ عليّاً عليه السلام لم يكن في المباهلة. قال شيخنا أبو هاشم: إنّما خصّص صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من تقرّب منه في النسب ولم يقصد الإبانة عن الفضل، ودلّ على ذلك بأنّه عليه السلام أدخل فيها الحسن والحسين عليهما السلام مع صغرهما لِما اختصّا به من قرب النسب. وقوله: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) يدلّ على هذا المعنى، لأنّه أراد قرب القرابة، كما يقال في الرجل يقرب في النسب من القوم: أنّه من أنفسهم. ولا ينكر أن يدلّ ذلك على لطف محلّه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وشدّة محبّته له وفضله، وإنّما أنكرنا أن يدلّ ذلك على أنّه الأفضل أو على الإمامة). أقول: ويتلّخص هذا الكلام في أُمور: الأوّل: إنّ الإمامة قد تكون في من ليس بأفضل. وهذا ـ في الواقع ـ تسليم باستدلال الإمامية بالآية على أفضليّة أمير المؤمنين عليه السلام، وكون الإمامة في من ليس بأفضل لم يرتضه حتّى مثل ابن تيميّة! والثاني: إنّ عليّاً لم يكن في المباهلة. وهذا أيضاً دليل على تماميّة استدلال الإماميّة، وإلاّ لم يلتجؤا إلى هذه الدعوى، كما التجأ بعضهم ـ كالفخر الرازي ـ في الجواب عن حديث الغدير، بأنّ عليّاً لم يكن في حجّة الوداع والثالث: إنّه لم يكن القصدُ إلى الإبانة عن الفضل، بل أراد قرب القرابة. وهذا باطلّ، لأنّه لو أراد ذلك فقط، لأخرج غيرهم من أقربائه كالعبّاس، وهذا ما تنبّه إليه ابن تيميّة فأجاب بأنّ العبّاس لم يكن من السابقين الأوّلين، فاعترف ـ من حيث يدري أو لا يدري ـ بالحقّ. هذا، ولا يخفى أنّ معتمد الأشاعرة في المناقشة هو هذا الوجه الأخير، وبهذا يظهر أنّ القوم عيال على المعتزلة، وكم له من نظير.
6381- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لتنتقضنّ عرا الإسلام عروة عروة فكلّما انتقضت عروة تشبّث النّاس بالّتي تليها فأوّلهنّ نقض الحكم و آخرهنّ الصّلاة. المصدر: نهج الفصاحة
6382- جاء في سلسلة المعارف الاسلامية عن درو س من سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: سلوكه صلى الله عليه واله وسلم العسكريّّ والأمنيّ يذكر المحلِّلون العسكريّّون أنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان قائداً عسكريّاً فذّاً، وقد أدار المعارك العسكريّّة التي خاضها ضدّ المشركين واليهود وغيرهم من أعداء الإسلام، بكفاءة وخبرة عالية، وهذه نماذج من سلوكه وتدابيره العسكريّّة والأمنيّة. 1 – التجسُّس العسكريّّ: ويبدو أنّه لم تخل معركة من معارك الإسلام الكبرى، إلّا واستخدم النبيّّ صلى الله عليه واله وسلم فيها التجسُّس العسكريّّ، وقام بجمع المعلومات عن العدوّ، واستطلع تحرُّكاته وأوضاعه المختلفة، عن طريق العيون والطلائع وغيرهم. فعندما خرج إلى بدر، بعث بسبسة بن عمرو الجهنيّ وعديّ بن أبي الزغباء الجهنيّ يتجسّسان له الأخبار عن أبي سفيان وغيره. وفي أُحُد أرسل صلى الله عليه وآله وسلم الحبّاب بن المنذر إلى القوم، فدخل فيهم وقدّر عددهم وحجم عتادهم ونظر إلى جميع ما يُريد، وبعثه سرّاً وقال له: لا تُخبرني بين أَحَدٍ من المسلمين إلّا أن ترى قلّة فرجع فأخبره خالياً. وقام بهذه المهمّة حذيفة بن اليمان يوم الخندق. كما بعث عبد الله بن حدرد عيناً على هوازن لجمع المعلومات عن موقفهم وخطّتهم في حُنَيْن، وبريدة بن الحصيب عيناً على بني المصطلق، وعبد الله بن رواحة عيناً على غطفان وغيرهم كثير. 2 – الكتمان والسرِيَّة وأمن المعلومات: فقد كان صلى الله عليه واله وسلم يُحيط تحرُّكاته العسكريّّة بالسرّيّة التامّة، ويحرص على كتمان أهدافه والجهة التي يقصدها، حتّى عن المقرّبين، لئلا تتسرّب المعلومات الى العدوّ فيستفيد منها، وحرصاً منه صلى الله عليه واله وسلم على تحقيق عنصر المباغتة ومفاجئة العدوّ، فعندما قرّر النبيّّ صلى الله عليه واله وسلم فتح مكّة أخفى نياته ولم يُطلِع المسلمين على وجهته، وقال صلى الله عليه واله وسلم: “اللهمّ خذ العيون والأخبار عن قريش حتّى نبغتها في بلادها”. وقد روي أنّه صلى الله عليه واله وسلم كان إذا أراد غزوة ورّى بغيرها. ولم يكتف صلى الله عليه واله وسلم باتّخاذ هذه الاحتياطات، بل كان يُراقب الطرق ويتّخذ إجراءات أمنيّة مشدّدة، كمنع السفر ونحوه، كما في فتح مكّة، لئلّا تتسرّب المعلومات عن تحرُّكاته العسكريّّة عن طريق المنافقين والذين في قلوبهم مرض وغيرهم من أعداء الإسلام. 3 – الحرب النفسيّة: واستخدم النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم الحرب النفسيّة ضدّ العدوّ، بُغية تحطيم معنويّاته وشلّ إرادته وتفتيت وحدته الداخليّة، وبثّ الرعب والخوف واليأس في قلـوب أعدائه. فقد كان يأمر أصحابه بهجاء قريش، وقد كان يقوم بهذه المهمّة حسّان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وغيرهما، وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: “اهجوا قريشاً فإنّه أشدّ عليها من رشقٍ بالنبل”. وفي عمرة القضاء قال صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: “ارملوا بالبيت ثلاثاً ليرى المشركون قوّتكم” 10. فلما رمّلوا قالت قريش: ما وهنتهم. وعندما سار لفتح مكّة ووصل إلى مشارفها أمر صلى الله عليه واله وسلم أصحابه في النهار بجمع الحطب، ولمّا دخل الليل أمرهم بالتفرُّق وإشعال النيران في كلّ مكان، ليوهم العدوّ بأنّه أمام حشد كبير لا طاقة له على مواجهته. حتّى إنّ أحد أصحابه يقول: لقد كنّا تلك الليالي نوقد خمسمائة نار حتّى تُرى من المكان البعيد، وذهب ذِكرُ معسكرنا ونيراننا في كلّ وجه حتّى كان ممّا كبت الله تعالى عدوّنا. كما أنّه صلى الله عليه واله وسلم قبل أن يدخل مكّة فاتحاً استعرض جيش المسلمين، وأمر العبّاس بن عبد المطّلب أن يحبس أبا سفيان في المضيق الذي تزدحم فيه الخيل، حتّى ينظر إلى المسلمين وقوّتهم، فحبسه العبّاس، وجعلت القبائل المسلمة تمرّ مع النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم كتيبة كتيبة على أبي سفيان، في أكبر استعراض للقوّة شهدته المنطقة آنذاك.
6383- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فلا يروعنّ مسلما. المصدر: نهج الفصاحة.
6384- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدّعاء هو العبادة. المصدر: نهج الفصاحة.
6385- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا عملت سيّئة فأحدث عندها توبة، السّرّ بالسّرّ و العلانية بالعلانية. المصدر: نهج الفصاحة.
6386- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدّعاء مفتاح الرّحمة و الوضوء مفتاح الصّلاة و الصّلاة مفتاح الجنّة. المصدر: نهج الفصاحة.
6387- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر أو ليسلّطنّ اللَّه عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم. المصدر: نهج الفصاحة.
6388- جاء في کتاب مقامات فاطمة الزهراء في الكتاب و السنة للشيخ محمد السند: واذ أكرم الله زوجاتهصلى الله عليه وآله بأن جعلهن أمّهات للمؤمنين لقوله تعالى “النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ” (الاحزاب 6) اشارة الى بعض آثار الامومة من الاحترام و التكريم لهن كاحترام الأم الحقيقة وتكريمها، فانّ فاطمة عليها السلام قد فاقت منزلتها بحجيتها الالهية لتكون أمّاً للنبي صلى الله عليه وآله وعلى لسانه بقوله (فاطمة أمّ أبيها) مما يشيرالى عِظم منزلتها وخطير درجتها، فأمومتها له صلى الله عليه وآله تعني أن هناك علاقة ارتباط وثيق على مستوى الحجية، أي انّ امومتها للنبي صلى الله عليه وآله فضلًا عن رعايتها له صلى الله عليه وآله والقيام بشؤونه، فانّ لأمومتها جنبة اشراف ورعاية لدعوته وتصديقه، كاشراف مريم عليها السلام لنبي الله عيسى ورعايتها له فضلًا عن رعايتها لدعوته والقيام ببعض شؤون رسالته. فكما انّ الرسالة العيسوية قد اعتمدت نشوءاً وبقاءً على مقام السيدة مريم من بدء الحمل حتى ما بعد الولادة، فإن فاطمة عليها السلام تحتل مقام الحجية المشار إليها سابقاً مما يعطي لوقفتها عليها السلام بُعداً آخر في تأييد النبي صلى الله عليه وآله وتصديقه بدعوته، إذ اقترانها معه بآية التطهير ومشاركتها له بآية المباهلة وبيان مقامها في سورة الدهر من كونها من المقربين الذين يفيضون على الابرار و يتزودون من عين السلسبيل وهي عين رسول الله صلى الله عليه وآله كل ذلك يؤكد أن أمومتها استناداً الى حجيتها ستكون رعاية إشراف وحجية للدين، وبهذا فكم فرق بين الأمومة للنبي صلى الله عليه وآله والأمومة للمؤمنين. ويحتمل معنى أمومتها للنبي صلى الله عليه وآله ما تقدم في المقام السابق من كون وجودها النوري أصل لوجوده البدني، لأن الأم في اللغة تستعمل بمعنى الأصل، نظير ما ورد أن المؤمن أبوه النور وأمّه الرحمة.
6389- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدّاعي و المؤمّن في الأجر شريكان و القاري و المستمع في الأجر شريكان و العالم و المتعلّم في الأجر شريكان. المصدر: نهج الفصاحة.
6390- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لا يرحم لا يرحم و من لا يغفر لا يغفر له. المصدر: نهج الفصاحة.
6391- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلّ ما هو آت قريب. المصدر: نهج الفصاحة.
6392- قوله عز وجل “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ” (محمد 13) جاء في رواية عن ابن عباس: إنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا خرج من مكّة إلى غار ثور، توجّه إلى مكّة وقال: (أنت أحبّ البلاد إلى الله، وأنت أحبّ البلاد إليَّ، ولولا المشركون أهلك أخرجوني لما خرجت منك)، فنزلت الآية أعلاه تبشّر النّبي صلى الله عليه وآله وسلم بنصر الله، وتهدّد الأعداء بالعذاب والعقاب.
6393- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلّ ذنب عسى اللَّه أن يغفره إلّا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمّدا. المصدر: نهج الفصاحة.
6394- جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ” (المائدة 65-66). أمر سبحانه نبيه بالتبليغ، ووعده العصمة والنصرة، فقال “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ”، وهذا نداء تشريف وتعظيم “بلغ” أي: أوصل إليهم “مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ”. أكثر المفسرون فيه الأقاويل فقيل: إن الله تعالى بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم برسالة ضاق بها ذرعا، وكان يهاب قريشا، فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة، عن الحسن. وقيل يريد به إزالة التوهم من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئا من الوحي للتقية، عن عائشة. وقيل غير ذلك. وروى العياشي في تفسيره بإسناده عن ابن عمير، عن ابن أذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله، قالا: أمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب عليا عليه السلام للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه هذه الآية، فقام بولايته يوم غدير خم وهذا الخبر بعينه قد حدثناه السيد أبو الحمد، عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني، بإسناده عن ابن أبي عمير في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل. وفيه أيضا بالإسناد المرفوع إلى حيان بن علي الغنوي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في علي عليه السلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده عليه السلام، فقال: ” من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه “. وقد أورد هذا الخبر بعينه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره بإسناده مرفوعا إلى ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في علي عليه السلام أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام أن الله أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يستخلف عليا عليه السلام، فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه. والمعنى: إن تركت تبليغ ما أنزل إليك، وكتمته، كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة. وقال ابن عباس: معناه إن كتمت آية مما أنزل إليك فما بلغت رسالته أي: لم تكن ممتثلا بجميع الأمر “وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” أي: يمنعك من أن ينالوك بسوء “إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” قيل فيه قولان أحدهما: إن معنى الهداية هنا أنه سبحانه لا يهديهم بالمعونة، والتوفيق، والألطاف إلى الكفر، بل إنما يهديهم إلى الإيمان، لان من هداه إلى غرضه، فقد أعانه على بلوغه عن علي بن عيسى، قال: ولا يجوز أن يكون المراد لا يهديهم إلى الايمان، لأنه تعالى هداهم إلى الإيمان، بأن دلهم عليه، ورغبهم فيه، وحذرهم من خلافه والآخر إن المراد لا يهديهم إلى الجنة والثواب، عن الجبائي. وفي هذه الآية دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحة نبوته من وجهين أحدهما: انه وقع مخبره على ما أخبر به فيه وفي نظائره، فدل ذلك على أنه من عند عالم الغيوب والسرائر. والثاني: انه لا يقدم على الإخبار بذلك إلا وهو يأمن أن يكون مخبره على ما أخبر به، لأنه لا داعي له إلى ذلك إلا الصدق. وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما نزلت هذه الآية، قال لحراس من أصحابه، كانوا يحرسونه، منهم سعد وحذيفة: الحقوا بملاحقكم، فإن الله تعالى عصمني من الناس.
6395- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدّعاء يردّ القضاء و إنّ البرّ يزيد في الرّزق و إنّ العبد ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه. المصدر: نهج الفصاحة.
6396- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من يسّر على معسر يسّر اللَّه عليه في الدّنيا و الآخرة. المصدر: نهج الفصاحة.
6397- جاء في حديث عن نبي الإسلام الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ سورة محمّد كان حقّاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنّة).
6398- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلّ خلّة يطبع عليها المؤمن إلّا الخيانة و الكذب. المصدر: نهج الفصاحة.
6399- وسئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفوانة سوداء، في ليلة ظلماء، فقال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله، فكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم، لكيلا يسب الكفار إله المؤمنين، فكان المؤمنون قد أشركوا من حيث لا يعلمون”.
6400- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أراد اللَّه بعبد خيرا استعمله قيل و ما استعماله؟ قال يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتّى يرضي عنه من حوله. المصدر: نهج الفصاحة.