فاضل حسن شريف
يُستحسن ألَا يوقف على المبتدأ دون خبره كما في الوقف على “ٱلۡحَمۡدُ” من قوله سبحانه “ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ” (الفاتحة 1) (يونس 10) (الانعام 45) (الصافات 182). وهكذا في قوله تعالى “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ” (الانعام 1)، و “قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ” (الاسراء 111) (المؤمنون 28) (النمل 59) (العنكبوت 63) (لقمان 25). وما في قوله سبحانه “الْقُوَّةَ لِلَّهِ” (البقرة 165)، و “الدِّينُ لِلَّهِ” (البقرة 193)، و “الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ” (الانفال 1).
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (لا: النهي عن الوقف) في سورة التوبة: “فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ (لا: النهي عن الوقف) وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ” (التوبة 2)، و “وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (لا: النهي عن الوقف) وَرَسُولُهُ (ج: جواز الوقف) فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ (قلى: الوقف اولى) وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة 3)، و “وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْر (لا: النهي عن الوقف)ِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ” (التوبة 12)، و “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ (لا: النهي عن الوقف) إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ” (التوبة 25).
جاء في موقع تليكرام عن شرح الوقوف اللازمة والممنوعة في القرآن: سبب التسمية: سمي كافيًا لاكتفائه عما بعده واستغناء ما بعده عنه لعدم وجود تعلق لفظي بينهما. وجوده: يوجد في رؤوس الآي نحو “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ” (البقرة 3- 4) فالوقف على “ينفقون” كافٍ، لتعلقه بما بعده معنًى لا لفظًا. وقد يوجد في وسط الآية نحو “فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ” (البقرة 10) فالوقف على “مرضاً” كافٍ. ويمكن تحديد هذا النوع وتمييزه عن الوقف التام. فالوقف التام يكون اكتمل المعنى واكتمل الإعراب. أما الوقف الكافي اكتمل الإعراب ولكن المعنى لم ينته. فتحديد انتهاء المعنى ليس له قاعدة معينة ولكن يختلف من قارئ لآخر، ولذلك التفريق بينهما ليس له قاعدة منضبطة على الدقة المتناهية فالأمر نسبي يرجع إلى فهم المعاني. يجب الانتباه إلى أن بعض الوقفات الكافية يحسن فيها الوصل مراعاة للازدواج مثل قوله تعالى “لها ما كسبت ولكم ما كسبتم” فالوقف على “كسبت وقف كافٍ ولكن يوجد ازدواج فى المعنى بما بعده فيكون من الأحسن الوصل.
جاء في الالوكة الشرعية عن علامات الوقف ومصطلحات الضبط بالمصحف الشريف للشيخ اسماعيل الشرقاوي: ( ٌ): للدلالة على إظهار التنوين بالضم، كما في قوله تعالى: “فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة 38). (): للدلالة على الإدغام أو الإخفاء، كما في قوله تعالى: “يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ” (الشورى 49). (ا)، (و)، (ي): إذا وقعت هذه الحروفُ هكذا صغيرة، فهي للدلالة على وجوب النُّطق بها كأنها كبيرة، فينطق الحرف منها حسب ما يَقتضيه تشكيلُه أو إهماله، ومثال ذلك في الواو المدية: (داوود)، ومثال ذلك في الياء المدية: “يُحْيِ ي وَيُمِيتُ”، ومثال ذلك في الياء المتحركة: ومثال ذلك في ألف المد:”اللَّهُ وَلِيُّ” (البقرة 257)، “فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (الزخرف 43). (ن): إذا وقعت النون مفردة صغيرة، دل ذلك على وجوب النطق بها، ومثال ذلك قوله تعالى: (س): إذا وقعت السين أعلى الصاد، فهي للدلالة على وجوب النطق بالسين، كما في هذين المثالين: وأما إذا وضعت السين أسفل الصاد، فالنطق بالصاد، هذا من طريق الشاطبية كما في هذين المثالين: “أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ” (الطور 37). (): للدلالة على المد، كما في قوله تعالى:”هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ” (محمد 38). (◊): إذا وقعت هذه العلامة فوق الحرف، فهي للدلالة على الإشمام، كما في قوله تعالى: “قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ” (يوسف 11). (◊): إذا وقعت هذه العلامة أسفل الحرف، فهي للدلالة على الإمالة، نحو قوله تعالى: “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ” (هود 41). هذه العلامة أو ما شابهها تكون للدلالة على موضع سجود، وكلمة وجوب السجود وضع فوقها خط. للدلالة على ألف الوصل، وهي الألف التي تكتب ولا تنطق عند الوصل، بخلاف ألف القطع التي يكتب عليها همزة وتنطق وصلاً ووقفًا.
جاء في صفحة القراءات القرآنية عن تنبيهات حول الوقف والابتداء: أولها: قول الأئمة لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه، ولا على الفعل دون الفاعل، ولا على الفاعل دون المفعول، ولا على المبتدأ دون الخبر، ولا على نحو كان وأخواتها وإن وأخواتها دون أسمائها، ولا على النعت دون المنعوت، ولا على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على القسم دون جوابه، ولا على حرف دون ما دخل عليه إلى آخر ما ذكروه وبسطوه من ذلك، إنما يريدون بذلك الجواز الأدائي وهو الذي يحسن في القراءة ويروق في التلاوة ولا يريدون بذلك أنه حرام ولا مكروه ولا ما يؤثم. بل أرادوا بذلك الوقف الاختياري الذي يبتدأ بما بعده وكذلك لا يريدون بذلك أنه لا يوقف عليه البتة فإنه حيث اضطر القارئ إلى الوقف على شيء من ذلك باعتبار قطع نفس أو نحوه من تعليم أو اختبار جاز له الوقف بلا خلاف عند أحد منهم ثم يعتمد في الابتداء ما تقدم من العود إلى ما قبل فيبتدئ به، اللهم إلا من يقصد بذلك تحريف المعنى عن مواضعه، وخلاف المعنى الذي أراد الله تعالى فإنه والعياذ بالله يحرم عليه ذلك ويجب ردعه بحسبه على ما تقتضيه الشريعة المطهرة. ثانيها: ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفاً أو ابتداء ينبغي أن يعمد الوقف عليه بل ينبغي تحري المعنى الأتم والوقف الأوجه وذلك نحو الوقف على “وارحمنا أنت” (البقرة 286) والابتداء “مولانا فانصرنا” (البقرة 286) على معنى النداء. ونحو “ثم جاءوك يحلفون” (النساء 62) ثم الابتداء “بالله إن أردنا” (النساء 62) ونحو “وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك” (لقمان 13) ثم الابتداء “بالله إن الشرك” (لقمان 13) على معنى القسم ونحو “فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح” (البقرة 158) ونحو “فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً” (الروم 47) ويبتدأ “عليه أن يطوف بهما” (البقرة 158) و “علينا نصر المؤمنين” (الروم 47) بمعنى واجب أو لازم ونحو الوقف على “وهو الله” والابتداء “في السموات وفي الأرض” وأشد قبحاً من ذلك الوقف على (في السموات) والابتداء “وفي الأرض يعلم سركم” (الأنعام 3) ونحو الوقف على “ما كان لهم الخيرة” مع وصله بقوله “ويختار” (القصص 18) على أن (ما) موصولة، ومن ذلك قول بعضهم في “عيناً فيها تسمى سلسبيلاً” (الانسان 18) أن الوقف على (تسمى) أي عيناً مسماة معروفة. والابتداء (سل سبيلاً) هذه جملة أمرية أي اسأل طريقاً موصلة إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة ومن ذلك الوقف على “لا ريب” والابتداء “فيه هدى للمتقين” (البقرة 2) وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة “لا ريب فيه من رب العالمين” (السجدة 2) ومن ذلك تعسف بعضهم إذ وقف على “وما تشاءون إلا أن يشاء” (التكوير 29) ويبتدئ “الله رب العالمين” (التكوير 29) ويبقى (يشاء) بغير فاعل فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق.