
فاضل حسن شريف
جاء في الموسوعة الحرة عن أحكام المد: المد لغةً هو الزيادة وإصطلاحا هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد الثلاثة (أ، و، ي) عند ملاقاة همزة أو سكون. المد لغةً: معناه (الطول والزيادة) لقول القرآن ويمددكم بأموال وبنين أي يزدكم. واصطلاحا: هو إطالة الصّوت بحرف من حروف المدّ الثّلاثة عند ملاقاة همزة أو سكون. ويقابله القصر وهو لغة الحبس لقول القرآن حور مقصورات في الخيام أي محبوسات فيها، ويعرف القصر أيضا بالمنع يقال قصرت فلانا عن كذا أي منعته واصطلاحا إثبات حرف المدّ من غير زيادة عليه. قال الله عز وجل في سورة البقرة والتي يتبين فيها المد المتصل الزائد “فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ” (البقرة 200)، “أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ” (البقرة 202)، “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ” (البقرة 207)، “سَلْ بَنِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: لزوم المتصل المد الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (البقرة 211).
جاء في موقع موضوع: المد المنفصل فهو: أن يأتي الهمز بعد حرف المد بشرط انفصالهما، بحيث يكون حرف المد في كلمة والهمز في أول الكلمة الثانية، مثل: (بمآ أُنزل). مقدار المد المنفصل أربع أو خمس حركات كما المد المتصل. سُمّي منفصلاً، بسبب انفصال حروف المد عن الهمزة. إذاً فالفرق بينهما هو وقوع حرف المد والهمزة في نفس الكلمة أو في كلمتين منفصلتين، وهذه بعض الأمثلة على المد المتصل والمنفصل من القرآن الكريم: مد متّصل: قال تعالى: “الصَّآئِمِينَ” (الأحزاب 35). مد منفصل: قال تعالى: “بِمآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ” (البقرة 5). قال الله تعالى في سورة البقرة “زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) بِغَيْرِ حِسَابٍ” (البقرة 212)، “كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (البقرة 213)، “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَالضَّرَّاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا (~: لزوم المد المنصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” (البقرة 214)، “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 217).
الالف الخنجرية جاء في صفحة عجائب القرآن الكريم للكاتب زياد السلوادي: الفرق بين رسم (فكيدوني) ورسم (كيدونِ): وردت لفظة (كيدوني ، كيدونِ) ثلاث مرات في القرآن الكريم، جاءت مرتان منها بغياب ياء المتكلم (كيدونِ) وذلك في: (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدونِ فلا تنظرونِ) الأعراف:195. (فإن كان لكم كيد فكيدونِ) المرسلات:39. وجاءت مرة واحدة بثبات ياء المتكلم (فكيدوني) في قوله تعالى: (إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون، من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرونِ) هود:54-55. فما هو الفرق بين أن ترسم الياء في (فكيدوني) ويغيب رسمها عن (كيدونِ)؟ شرحنا في عديد من الألفاظ المماثلة التي رسمت فيها الياء في مواضع وغابت عن الرسم في نفس الكلمة في مواضع أخرى، وبينا أن هذه قاعدة من قواعد الرسم القرآني السبع نسميها قاعدة الياء، حيث ترسم الياء عندما يتحدث السياق عن أمر كلي وجامع، وتغيب عندما يتحدث السياق عن أمر جزئي فرعي، سواء كان جزئياً في ذاته أم فرعياً مقتطعاً من كليّ. وفي هذه اللفظة نجد أن الأمر بالكيد في (كيدونِ) موجه الى طرف واحد هم الكافرون بالله تعالى ورسله وذلك في الأعراف والمرسلات، أما في هود فقد ذكر السياق لفظة (جميعاً) في (فكيدوني جميعاً ثم لا تنظِرونِ)، وهذا يعني أن يأتي الكيد من أطراف كثيرة مجتمعة معاً، أي كيد من هذا وكيد من ذاك، ولذلك أثبتت الياء لأن سياق الكيد هو سياق كلي جمعي. أما لفظة (تنظرونِ) فجاءت في الآيتين بغير ياء المتكلم، لأن الأنظار المعني منفي بلا، (فلا تنظرونِ) (ثم لا تنظرونِ)، لأن الزمن المطلوب لوقت الإنظار جزئي أو أقل من جزئي أو حتى معدوم، وكذلك أيضاً في قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرونِ) (يونس71). حذفت الياء من (تنظرونِ) لنفس السبب. أما حين طلب إبليس من ربه أن ينظره الى يوم يبعثون فقد رسمت الياء في: (قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون) (الحجر 36). (قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون) (ص 79). (قال أنظرني الى يوم يبعثون) (الأعراف 14). فجاءت الياء في (أنظرني) مثبتة الرسم لأن الإنظار المطلوب في الآيات الثلاث هو إنظار ممتد الى آخر أيام الدنيا، أي أن سياقه هو سياق كلي.
قال الله عز وجل في سورة البقرة والتي يتبين فيها المد المتصل الزائد “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (البقرة 218)، “فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (البقرة 220)، “وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالفالواو لورود الهمزة بعده) إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” (البقرة 221)، “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة 222)، “لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (البقرة 226)، “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (البقرة 228).