
حسن العاشور
لكي لا افهم خطأ أود أن اثبت حقيقة أني لست مدافعا عن نظام آل الأسد، فهو نظام مجرم قذر تماما مثل نظام صدام حسين، ولكن من يقتل مسلمي سوريا العزل هو في وحل قذارة الأسد وصدام، فلا اجد نصا في القرآن الكريم ولا في السنة الشريفة يجيز قتل اعزل من السلاح حتى وان كان من قوم عدو، فهو عندما جرد نفسه من السلاح كان مصداقا لمن جنح للسلم في قوله تعالى {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وجنحوا تعني كما يقول المفسرون: مالوا إلى السلم وتركوا الحربَ، إما بالدخول في الإسلام، وإما بإعطاء الجزية، وإما بموادعة، ونحو ذلك من أسباب السلم والصلح، وفي هذه الحال يكون قتلهم اعتداء على ميثاق الحياة الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، اما الموحد الذي يقر بالوهية الله فقد عصم دمه بالحديث الشريف، قال رسول الله ص: أُمِرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فإذا قالوها عصموا منِّي دماءَهم وأموالَهم إلَّا بحقِّها وحسابُهم على اللَّهِ ثمَّ قرأَ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ، فالنبي محمد ص بعظمة خُلقه وخَلقه، وسمو مرتبته الوجودية، بوصفه الانسان الكامل، الاجدر من بين الخلق جميعا لخلافة الله، الذي كان قاب قوسين او ادنى من القداسة الإلهية، لا يجوز له ان يقتل من يقول لا اله الا الله، فكيف جاز لنزق قذر قتل مسلمين عزل، فهم معصومو الدم لجنوحهم الى السلم بنص القران الكريم، ومعصومو الدم بقولهم لا اله الا الله، ومعصومو الدم أيضا بالشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
ان قطعان التكفيريين الذين اعملوا سيف الصهيونية في رقاب مسلمين سوريين عزل، بدعوى انهم ليسوا من أهل السنة، انما يقتلون نيابة عن بن غفير وسموترتش، وغيرهما من قذارة اليمين الصهيوني المتطرف، انهم يعبدون الطريق الى قيام دولة إسرائيل الكبرى التي يطالب أصحاب مشروعها بدية تدفع لقتلى خيبر، أي انهم يهدفون الى النيل من رسول الله.
ليس مستغربا اذن الا نسمع من ذلك القطيع التكفيري كلمة واحدة تستنكر العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، حتى ان الصهاينة بدأوا يفكرون بالسيطرة على دمشق لانها تمثل عندهم الطريق الى الفرات، ومن ثم الى مشروعم الذي يجدون لتحقيقه، كل ما نسمعه من ذلك القطيع هو النيل من سوريين مسلمين.