عدالة حكومة الجولاني المزيفة

رياض سعد

لا زالت المشاهد المروعة والمرعبة تتوالى من سوريا الأموية الجديدة … ؛  فقد اظهر مقطع فيديو مصور، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، أحد عناصر الجولاني على دراجة نارية بمعية رفيقه  في قرية علوية… ؛  وقد شاهد رجلًا مسنًا أعزل واقفًا أمام داره، فترجل عن دراجته وهو يصيح على الرجل بصوت قبيح  وهو يستهزئ بالرجل المسن : (أنتي علوي) فصوب البندقية تجاهه وقام بإصابته بإطلاقة نارية في قدمه، وهو يضحك فسقط الرجل كالفريسة الهاربة وأخذ يزحف على الأرض… ؛  ثم تبعه المجرم الذباح واجهز عليه بوابل من رصاص الغدر، وقتله في داره لمجرد الضحك والتسلية والاستهزاء بأرواح الناس… ؛  وأخر كلمة نطق بها الضحية: (دخيلك يا إمام علي!!) وهذه حالة من الآف الحالات الرهيبة والانتهاكات المروعة والجرائم المقززة التي ترتكبها الجماعات السنية الإرهابية الحاقدة ضد مختلف الطوائف الإسلامية والأقليات الدينية.

هذه الجماعات التي تكشف عن الحقد المتأصل في نفوسها، والتربية الطائفية والنشأة التكفيرية التي نشأوا عليها، والتي تغذى باستمرار بواسطة وسائل الإعلام العربي والإسلامي المشبوهة ومساجد الفتنة ومدارس السلفية والتكفيرية المنحرفة عن جادة الإسلام الحنيف والإنسانية… ؛ وقد أدت هذه السلوكيات الشاذة والانتهاكات المروعة لأبناء السنة , الى نبذهم من كافة الاديان والطوائف والاعراق , فأصبح المواطن المسالم يفضل مجاورة اليهودي على مجالسة السني التكفيري ولو لساعة …!! 

وقد أثار هذا الفيديو وهذه الجريمة البشعة ردود فعل غاضبة ودعوات عالمية وعربية وسورية لإيقاف حمام الدم، ومحاسبة المتورطين بهذه الانتهاكات والمجازر بحق الطائفة العلوية… ,  وقد تصاعدت حملات الادانة والاستنكار، مما دفع حكومة الجولاني المنافقة المدلسة لعرض مسرحية أخرى من مسرحيات حكومتهم الهجينة… ؛  أذ ادعى جهاز الأمن المكون أصلا من المجرمين والذباحين والإرهابيين، القبض على هذين الشخصين، ومحاسبتهم… ,  وقد أظهرت الصور الشخصين وهما مكشوفا الوجه، بينما الجهة الحكومية الأمنية والمناط بها تحقيق الأمن والعدالة، عناصرها وجهوهم مخفية بلثام، وكأنهم عصابات مافيا وليسوا رجال أمن كما يدعون… ,  ولم يعرضوا لنا غير هذه الصورة البائسة، أذ لم نشاهد وقائع جلسة قضائية رسمية، ولم نعرف الحكم بحق هذين الشخصين، مما يؤكد صورية هذه المحاكم المزيفة… ؛  وأغلب الظن أن عناصر الأمن الجولاني سوف توبخ الشخصين لا على ارتكابهم تلك الجريمة الشنعاء، فدم العلوي مباح في عقيدتهم وحكومتهم، إنما لأجل التصوير والفضيحة الإعلامية فحسب…!!