
ميلاد عمر المزوغي
ابومحمد الجولاني, ذلك الادمي الذي نذر نفسه لخدمة الاسلام السياسي وتنفيذ اجندات اعداء الامة والدين,المؤكد انه لم يؤخذ على حين غرة بل كان برضائه وكل شيء محسوب, جاب دول الشام ببندقيته, يحمل فكرا تكفيريا لتدمير المسلمين,تنقل بين ربوع العراق وسوريا, اعتبر مناضلا وطنيا بل قوميا حرا,السلطان العثماني اسبغ عليه مختلف صفات البطولة والقيادة ,فتح له الحدود مع سوريا على مصراعيها.
كوّن الجولاني الخمائس من المرتزقة الآتون من مختلف اصقاع العالم ,لمحاربة طغاة دمشق العلمانيين,دمر كل شيء في طريقه الى دمشق التي وصلها بعد جهد جهيد, ربما كان هناك تواطؤ من قبل الايرانيين والروس لأجل مصالحهما ,قد يخفف ترامب العقوبات عن ايران ويتغاضى عن برنامجها النووي, اما الروس فان سيد البيت الابيض وعدهم بحل النزاع في اكرانيا,وشاهدنا عبر وسائل الاعلام المختلفة التوبيخات التي وجهها ترامب لزيلنسكي,وضرورة الجلوس مع بوتين واطلاق يد ترامب في المناجم الاكرانية للتعويض عن المليارات التي قدمها الامريكان لأكرانيا.
حسنا, غيّر ابومحمد هيئته واسمه, أصبح احمد الشرع ازاح العمامة عن راسه, اصبح مهذّب اللحية,بدلة رسمية مدنية, يتكلم عن الديمقراطية والحقوق المدنية وحوار الاديان لكنه في الجانب المقابل, فان مختلف المناطق في سوريا تشهد اعمال اجرامية بشعة بحق المدنيين العزل وفق اعراقهم ومذاهبهم, ما يسمى بالساحل السوري نال نصيبه من حرب الابادة, مجازر جماعية, اعدامات ميدانية ,وقد وثّق جنود الشرع اعمالهم بالصوت والصورة, ما جعل بعض منظمات حقوق الانسان تندد بتلك الاعمال وتعتبرها تطهير عرقي ,ما استدعى السيد الرئيس الشرع الى تشكيل لجان تقصي الحقائق, وانه لن يغفر لمرتكبيها وان كانوا من خاصته,الجولاني يحمل فكرا قائما على الاقصاء والعمل على احداث فتن بين مكونات الشعب السوري لكي تستتب له الامور.
سقط النظام السوري, عندما اكتملت خيوط المؤامرة الاقليمية والدولية , ودخل الجولاني القصر الاموي فاتحا منتصرا مزهوا بنفسه, وبالتأكيد يدين بالولاء التام للسلطان العثماني الذي سخّر له كل السبل بما فيها الطيران المسيّر, يريد اردوغان ان يحي الدولة العثمانية التي اوغلت في الظلم لأولئك الذين اعتبروها دولة اسلامية فرضت ضرائب مجحفة في حق سكان الدول التي دخلتها غازية وليست مناصرة لهم,لقد استطاع الحلفاء ان يهزموا الامبراطورية العثمانية التي سيطرت على حوض البحر المتوسط. رفض اوروبا لقبول تركيا عضوا في اتحادها بسبب ماضيها الاسود بشان الجرائم بحق الارمن والاكراد, جعل من تركيا تغيّر استراتيجياتها والتوجه صوب مستعمراتها السابقة بغداد ودمشق وكلتاهما تشهدان حالة من الوهن بسبب ما اطلق عليه الربيع العربي حيث ان معظم الدول العربية تم استهدافها عسكريا وفكريا واجتماعيا من خلال بث النزعة الطائفية والعرقية ليسهل السيطرة عليها.
سوريا اليوم تشهد تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ,فالكيان الصهيوني قام بتوسيع المنطقة المحايدة في الجولان وحاول ان يهادن ابناء الطائفة الدرزية في الجنوب السوري وجعل من نفسه وصيا على ابنائها في جرمانه احدى ضواحي دمشق.كما تشهد سوريا تدخلا تركيا سافرا لأجل ابقاء دمشق تحت نفوذها.
نعود فنقول, هذا هو العالم الحر, بالأمس يصنف الجولاني وجبهة النصرة بانهم دواعش ارهابيين, واليوم يتعامل معهم على انه زعيم مدني لكي ينفذ اجنداته في تقسيم الامة العربية والنيل منها والسيطرة على خيراتها.
ميلاد عمر المزوغي