79eabc2d-fdec-4a72-ac2a-a227c2169d5f

رياض سعد

لا تكف وسائل التواصل الاجتماعي عن كشف فظائع عصابات الجولاني بحق المدنيين من الطائفة العلوية، حيث تتزايد الصور المُدمية والفيديوهات الصادمة التي تسلط الضوء على وحشية هذه الجرائم والمجازر.

لا تُطاق المشاهد التي تكشف وحشية عصابات الجولاني، حيث تُظهر الفيديوهات والصور جثث الضحايا وهي تُجرف بواسطة الجرّافات، وتُدفن في مقابر جماعية، بينما يُلقى البعض في النيران أو يُذبح بلا رحمة… ؛ والأشد قسوةً تلك الجرائم التي تُرتكب بدافع التسلّية والضحك والاستهزاء ، كقتل الأبرياء العزل وكبار السن ,  فضلا عن سرقة المنازل وتخريب المحلات والسيارات… ؛  ولا تقتصر الوحشية الجولانية الاموية على ذلك، بل تمتد إلى تعذيب النساء والرجال والأطفال، وإهانة المدنيين العُزّل، في سلسلةٍ من الانتهاكات التي تُجسّد انهياراً كاملاً للإنسانية.     

 وسط هذه الوحشية المُمنهجة ، يُطلّ علينا المتحدث باسم  خارجية ما يُسمى “الحكومة الجولانية” الهجينة  بخطابٍ مُزيّف يدعو فيه إلى “احترام حقوق الإنسان” و”حفظ كرامة السوريين”، كأنما ينتمي إلى كوكبٍ آخر!

فكيف يُطالب بالحقوق وهو شريكٌ في حكومةٍ تُدير آلة تعذيبٍ منهجية، تُزهق الأرواح، وتشرد العائلات، وتسرق مقومات الحياة، وتُذل السوريين يومياً تحت حُجّة البقاء في السلطة؟!

إنها مهزلةٌ تفضح ازدواجية من يدّعي حماية المواطنين والانسانية  بينما هو يغتال أبسط مبادئها…؟!

واني لاستغرب من بيان خارجية الطاجيك الجولانية المندد بالاعتداءات التي وقعت على بعض العمال السوريين الارهابيين ؛ والقاصي والداني يعرف اخلاق العراقيين , ورغبة السوريين في العمل في العراق وتفضيله على سائر البلدان العربية ؛ فسِجِلّ الكرم والإنسانية  العراقية اشهر من نار على علم ؛ فمنذ عقود، والعراقيون يَضربون أروع الأمثلة في إغاثة الملهوف، واحتواء الغريب، حتى صار وطنهم ملاذاً يُشار إليه بالبنان… ؛  أما السوريون الذين اختاروا العيش تحت سمائه، فوجدوا فيها حياةً مُزدهرةً تجمع بين أجورٍ مُجزيةٍ وأسعارٍ معقولة، وقلوبٍ واسعةٍ تفتح البيوت قبل الأبواب. 

وليس أدلّ على تلك الأواصر المتينة إلا بقاء نصف مليون سوري في العراق رغم  تغيير النظام في سوريا ، مُفضّلين دفءَ المجتمع العراقي على أيّ بلدٍ عربيٍ آخر… ؛  حتى أطلقوا على أنفسهم “السوراقيين” تعبيراً عن ذوبان الحدود بين الهُويّتين، في مزيجٍ فريدٍ يَصهر الدماءَ والأحلامَ في بوتقةٍ واحدة، ليكون العراقُ ليس مجرّد أرضٍ تستضيفهم، بل أخاً لهم وبلدا يُشاركهم همومهم، ويُعيد لهم إيمانهم بالإنسانية. 

لا تُخفى ازدواجية معايير ما يُسمى “حكومة الجولاني” الهجينة ، فبينما تُغضّ الطرف عن الانتهاكات المُمنهجة والتجاوزات المستمرة التي يتعرض لها السوريون في تركيا وغيرها من دول المهجر ، وتتجاهل جرائم عصاباتها المُكوّنة من مرتزقة القوقاز والصينيين والأفغان بحق المدنيين السوريين ، نراها تَثور فجأةً وتُطلِق بيانات الاستنكار حين يتعلق الأمر بالعراق؟!

 فبعد انتشار مقاطعَ لشباب عراقيٍين ّ حاولوا تحذيرَ عمالٍ سوريين مُشبوهين من الترويج لأجنداتٍ طائفيةٍ وإجرامية، انبرت الخارجية الهجينة تُطالب بـ”حماية السوريين”، بينما الحكومة العراقية – بدلاً من محاسبة العناصر السورية المُتورطة في الإرهاب – ألقت القبض على الشباب العراقي بحجة “الحفاظ على الأمن” والاستجابة لمناشدة خارجية الطاجيك في سوريا ؟! 

أليست الصورة واضحة ؟

فالجولاني الذي يَئنّ تحت نير عصاباته الدولية (الأوزبك، الطاجيك، المصريين،الشيشان ,الداغستان , القوقاز  التركمان) يُغذي الفوضى داخل سوريا، ويَصمُت عن تعذيب وقتل الآلاف على أيدي هذه الميليشيات الاجنبية ، لكنه يَنتفض فوراً إذا مسّتْ أصابعُ الاتهام عناصرَه في العراق الشقيق ؟!

إنها لعبةٌ قذرةٌ تَكشِف أن “الاستنكارات” لا تُطلَق إلا حين تَمسّ مصالحَ النظام وجواسيسه وخلاياه النائمة ، أما دم السوريين فسلعةٌ رخيصةٌ في سوق صفقاته الملوثة. 

 ليت شعري عن أي حقوق انسان تتحدث حكومة الوغد احمد الجولاني ؛ وعن اي سوري يجب المحافظة على كرامته وامنه ؛ والجرائم مستمرة ضد العلويين والشيعة , ومجازر التطهير العرقي والطائفي قائمة الى هذه اللحظة ضد الاقليات , ولغاية صدور بيان خارجية الجولاني الاموية الشيشانية المشتركة , لا زالت دماء العلويين تسيل كالأنهار في وديان الساحل , وجثثهم تملأ البحر والشوارع والطرقات…!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *