ومضة سياسية/ إشكالية السياسة و الإعلام في العراق

حيدر الجوراني

إشكالية السياسة و الإعلام في العراق، أنهما يردان إلى أرذل العُمر، و هذا ما يُستنبط من خطاب تنتجه حالة تدوير ذات الوجوه في مصانع الإعلام.

في علم النفس تبرير الفشل يتم من خلال إسقاطه على الآخرين، كأحد الحيل الدفاعية النفسية التي بُني على أساسها سيجموند فرويد مدرسة التحليل النفسي.

أما في علم النفس السياسي، فمن الأفضل كشف حيز من اللاوعي السياسي من خلال إحداث ثُقب في تمرحل أصحاب الحديث عن الديمقراطية.

تحاول السُلطة بشتى تقنيات العمليات النفسية أن تكرس حالة من الدونية في البنى الإجتماعية و السياسية للشخصية العراقية، و بالوقت نفسه، تسعى لإسقاط تخلف و قلة ثقافة سياسية في التأصيل للديمقراطية ليس فقط بين صفوف تنظيماتها الداخلية، لا بل حتى في عمقها الفكري السياسي كآيديلوجيا.

 *الشعب العراقي متخلف و غير مُثقف* وهو السبب في إفشال التجربة الديمقراطية في العراق!!؟

هكذا إتفق السيدان الدنبوس و الشابندر!!.

ما هو معيار التخلف ؟ و كيف يقاس؟ و إحصائياً يؤخذ بالحُسبان التفاوت في التوصيف عبر عقود زمنية لإنه مفهوم عبر جيلي Accros Generational و حسبنا الشعب العراقي في المنطقة.

أما الثقافة!!؟

فهي مأزق نرجسي آخر … يسقط فيه المثقف نفسه.

أود أن أوضح الآتي تعقيباً على هذا الحوار:

هامش١/ يجهل المتحدثان و الكثيرين حتى من الطبقة السياسية التفريق بين الديمقراطية Democracy و الديمقراطة Democratization

الأولى فكرة يمارس إنتاجها السياسي، و الثانية عملية إعادة إنتاج للمجتمع في ضوء ذلك الإنتاج السياسي.

هامش٢/ و لإن الطبقة السياسية، و السيدين المتحدثين ينتميان لها، لا تريد أن تعترف بالخطأ الستراتيجي لها كمعارضة قبل عام 2003  و هو الفخ الأمريكي الذي أوهمها في مكافأة السلطة تحت شعار الديمقراطية، لكن بطريقة الإحتلال العسكري.

هذا الفخ … إعترف فيه فقط (كنعان مكية) فيما عدا ذلك، لدي مؤشرات على عدم وعي المعارضة عن تبعات التغيير بالقوة العسكرية الخارجية و هذا المأزق كلفها الكثير.

هامش٣/ التخلف السياسي يكمن في إنعدام الثقافة الديمقراطية ضمن تنظيمات أغلب الطبقة السياسية، بينما يتم إلقاء ذلك الفشل و فشل إدارة الدولة و النظام السياسي تحت شعار (الشعب العراقي متخلف و غير مثقف).

لا أريد أن أطيل فقد سئمنا هذا النتاج الإعلامي في الفضاء السياسي العراقي، و على مقدم البرنامج أن يذكر عبارة (حق الرد مكفول للشعب العراقي)

أما الإعتذار عن الإساءة فالأمر متروك للمتحدث و المؤيد له، و لا يحتمل التبرير أو إعادة إنتاج الفهم بالتأويل أو التفسير.

نسخة منه إلى/ هيئة الإعلام و الإتصالات، و العلاقات العامة في فضائية الرشيد.

د. حيدر الجوراني

باحث أكاديمي و كاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *