طهران واشنطن…

باقر جبر الزبيدي

يعتبر العراق من أكثر الدول اهتماما بالمحادثات الإيرانية الأمريكية التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط بسبب تأثير الدولتين الواضح في الداخل العراقي.

الجانبان خرجا بتصريحات إيجابية عن الجولة الأولى وهو مؤشر مهم على أن الطرفين مصممان على الوصول إلى نتيجة نهائية لغلق هذا الملف الطويل تماما.

الملف النووي الإيراني هو المحور الرئيس للمحادثات لكن المؤثر الحقيقي على ملف المفاوضات بشكل عام هو ملف محور المقاومة في المنطقة والحلول التي من الممكن التوصل إليها في هذا الملف والرؤية المشتركة بين الجانبين له.

الجانب الإيراني قام بدراسة معمقة لشخصيات الإدارة الأمريكية من الرئيس إلى أصغر فرد في هذه المنظومة وهم يعلمون بشكل أكيد أنهم أمام إدارة يقودها رجال أعمال والمفاوضات نفسها تتم عبر رجل أعمال هو المبعوث الخاص لترامب في شؤون الشرق الأوسط ستيفن ويتكف.

هذه النقطة جعلت الجانب الإيراني يدفع باتجاه عقد صفقة ضخمة من شأنها أن تسيل لعاب إدارة ترامب المتلهفة على عقد الصفقات الكبيرة من أجل تلافي المشاكل التي سببتها التعرفة الجمركية والتي لها تأثيرات مستقبلية على الداخل الأمريكي.

الجانب الأمريكي بالمقابل يعلم أن هناك موجة إيرانية داخلية سواء من رجال السياسة والدولة أو من الأوساط المجتمعية يدفع باتجاه المفاوضات التي من شأنها أن تنهي العقوبات الاقتصادية وترفع الحمل عن كاهل الشعب الإيراني.

بحكم التأثير الإيراني والأمريكي على العراق فإن بغداد ستكون من أكبر المستفيدين من أي اتفاق إيراني أمريكي وبأي صيغة كانت لأن هذا الاتفاق سينعكس سياسيا وأمنيا واقتصاديا على العراق كدولة تملك مصالح مع الطرفين وربما نشهد مشاريع مشتركة بين الدول الثلاث وهو ما يعني وجود العراق كحلقة ربط بين أهم أطراف الصراع العالمي.

بقي أن نذكر أن هناك دولاً ستعمل على محاولة تخريب أي اتفاق إيراني أمريكي وستقوم عبر لوبياتها في أمريكا أو عبر إعلامها العميق بنشر الأكاذيب في محاولة بائسة أخيرة لإيقاف التغيير القادم للمنطقة في حال تم الاتفاق بين واشنطن وطهران

باقر جبر الزبيدي

زعيم تحالف مستقبل العراق

13 نيسان 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *