رياض محمد
احيانا واثناء توفر الوقت – وهو نادرا ما يحصل – احاول ان اتخلص من ما يرميه الفيسبوك في وجهي من صفحات وكروبات لا ادري كيف صرت متابعا لها فاصحح ذلك بعدم المتابعة.
الفيسبوك كما يصلني يقسم الى ربع خطاب كراهية طائفي او موجه ضد امريكا واسرائيل والغرب او حزبي او قومي او شخصي…الخ. ويمكن اختصار هذا المحتوى بعبارة: انا اكره اذن انا موجود!
وربع اخر يمكن تسميته محتوي جنسي وهو عموما صور وفديوهات لنساء او فتيات جميلات ومثيرات اما تنشرها النساء انفسهن او تقوم صفحات معينة بنشرها. ويمكن اختصاره بعبارة: انا جميلة ومثيرة جدا فشاهدني!
وربع اخر هو اساسا معلومات مضللة واحداث وهمية ونظريات مؤامرة…الخ. يمكن تسمية هذا الربع: العالم الشرير يتأمر عليك!
واخيرا هناك الربع الذي اريد مشاهدته او قرائته وهو منشورات ثقافية وفكرية وافكار واراء ومعلومات تغني الانسان وتفيده وتفتح النقاش بيننا وتغيرنا الى الافضل.
ويمكن اضافة خانة خاصة نسميها صفحة الوفيات لكل منشورات الموت التي سادت الفيسبوك خلال الاشهر الاخيرة.
وربما خانة اخرى لفديوهات افتراس الحيوانات واخرى للطبخ والاكل واخرى لكرة القدم وقسم للمحتوى التافه وقسم خاص نسميه الاستشراف للمؤمنين العرب – وما اكثرهم – الذين يريدون هداية العالم!
كم اتمنى لو كان الفيسبوك مقسما وفق هذه الارباع بحيث يختار من يفتح الفسيبوك الربع الذي يريده: اريد خطاب كراهية فاذهب الى هذا الربع وهناك استمتع بمستنقع الامراض العقلية العراقي والعربي! ويمكن تقسيمه ايضا الى قسم السنة الذين يكرهون الشيعة والشيعة الذين يكرهون السنة والمسلمين الذين يكرهون الغرب والعرب الذين يكرهون الكون كله…الخ.
اريد نظريات مؤامرة فاذهب الى هذا الربع واغرق في هذا الهراء اللطيف.
اريد صور وفديوهات لنساء جميلات ومثيرات فاذهب هناك. وهناك ايضا اقسام: قسم الشفاه الممتلئة المثيرة وقسم الصدر والسيقان…الخ.
ما لا اريده هو الاستيقاظ في الصباح وبينما انا انتظر قهوتي فافتح الفيسبوك لاجد اجمل صدر في العالم او المؤخرة الاكثر جاذبية في الكون وهما في وجهي وانا لا زلت نصف نائم!
