أبريل 26, 2025
0b5eb830-ac5d-4797-87c4-a6580b44f3a1

عدنان عبدالله الجنيد

‏بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ القائلِ في محكم كتابه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} – سورة الحج.

*”اليمنُ على العهدِ، يا غزة… والوفاءُ ما تغيّرَ يوماً، ولن يتبدّلَ أبدًا.”*

     ✍عدنان عبدالله الجنيد

رداً على الرسالةِ الشامخةِ المضيئةِ التي أطلقها الناطقُ العسكري لكتائبِ القسام، “أبو عبيدة”، والتي أثلجت صدورَ الأحرارِ، وأوقدت جذوةَ العزِّ في النفوسِ، نقولُ:

باسم اللهِ العليِّ الجبّار، ناصرِ المستضعفين، قاصمِ الجبابرة، ومذلِّ المتكبرين…

باسم من أنهى طغيانَ فرعونَ بلحظةِ غرقٍ، وأبادَ ملكَ النمرودِ ببعوضةٍ لم تُرَ، ودكَّ رأسَ جالوتَ بحجرٍ من يدِ غلامٍ مؤمن، وأخسفَ الأرضَ بقارونَ المتجبر، وسحقَ جيشَ أبرهةَ الطاغي بحجارةٍ من سجيل…

فكما كان لهم شأنٌ في الإهلاك، فإن لمجاهدي غزة، وشرفاءِ اليمن، شأنٌ في النصر والتمكين بإذن ربِّ العالمين.

من  الأوسِ والخزرج، من بلدِ الإيمانِ والحكمة، من شعبٍ قرآنيٍّ الهوية، إيمانيِّ الجذور، متينِ العقيدة، ومن جبلِ الصمودِ الشامخِ صنعاء، نرسلها صرخةَ حقٍّ تخترقُ حجبَ الزيفِ والدجل، ونقول لفلسطينَ: نحنُ معكم.

من صوتِ القائدِ الربّاني، السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي (أيّده الله)، الذي لم يشهد التاريخُ المعاصرُ مثله في البصيرةِ والقيادةِ والحكمةِ والصلابة، نقتبس الموقفَ الحق، ونثبت على النهجِ دونَ مواربةٍ أو وجل.

من بحرنا الأحمر، حيث أُعلن الفيتو الشعبيُّ ضد حصارِ غزة، وبدل أن تكونَ قراراتُنا رهناً بمجلسِ أمنِهم الكاذب، كانت رهناً بكرامتِنا وإيمانِنا.

من مضيقِ بابِ المندب، حيث تغيّرت معادلاتُ الردعِ والهيمنةِ، واهتزّت قواعدُ الطغيانِ الثلاثي، وولّى زمنُ التحكمِ بمصائرِ الشعوب.

من ميادينِ الكرامةِ، حيث الحشودُ المليونية تهتف: “يا غزة، نحن معكم”، وترفعُ الراياتِ رغم الجراحِ والحصار، وتثبتُ أن الوعدَ لا يُنقض، والعهدَ لا يُخان.

من القوّةِ الصاروخيةِ – الباليستيةِ، والمجنّحةِ، والفرطِ صوتية – التي أربكت المستوطنينَ، وزلزلت مضاجعَ الصهاينةِ، واخترقت تحصيناتِهم، وغاصت في عمقِ هشاشتِهم، نرسلُ توقيعَنا المدفعيّ على صفحاتِ المعركةِ المقدسة.

من طائراتِنا المسيّرةِ التي حلّقت إلى “يافا”، وأمطرت تل أبيبَ برسائلِ الصدقِ والثأر، نخطُّ العهدَ بأننا في خطِّ النارِ معكم.

من قوّاتِنا البحريةِ التي أغلقت الموانئَ، وقطعت الشرايينَ التجاريةَ للمعتدين، ومن دفاعاتِنا الجويةِ التي أسقطت طائراتِ التجسسِ الأمريكية، نبعثُ تحيةً رصاصيةً ممهورةً بالإيمان.

من الجبالِ والوديانِ، من الوديانِ والصحارى، من مواقعِ الرباطِ، ومن تحتِ الأنقاضِ، ومن بينِ الحجارةِ والرماد، نكتبُ معكم سفرَ الانتصارِ بشرفٍ وثبات.

من البياناتِ العسكريةِ التي أهانت جبروتَ أمريكا، وأربكت منظوماتِهم الدفاعيةَ، وأسقطت القبةَ الحديديةَ الخاوية، نقولُها بصوتِ المجاهدِ الحرّ: لستم وحدَكم.

وختاماً…

إلى فصائلِ المقاومةِ الإسلاميةِ في فلسطين،

السلامُ عليكم يا شرفَ الأمة، ويا منارةَ المجدِ في زمنِ الانكسار.

السلامُ عليكم يا مَن بيّضتم وجوهَ الأحرارِ، وأعدتم للأمّةِ معنى الجهادِ بعد طولِ غياب.

السلامُ على قادةٍ أقسموا ألّا يفرّوا، وعلى مجاهدينَ نذروا أرواحَهم تجارةً مع الله، وارتقوا بها سلَّمَ الشرفِ درجةً درجة.

يا من عضضتم على الجهادِ بالنواجذ، وتدتم أقدامَكم في الأرض، وغضضتم أبصارَكم عن الدنيا، وأرسلتم أبصارَكم صوبَ العدو… اعلموا أن النصرَ حليفُكم لأنّكم في صفّ الله، واللهُ لا يُسلمُ أولياءه.

لقد أعدتم للأمّةِ كرامتَها، ووهبتم المستضعفينَ أملاً، وغربلتم العالمَ بدمائكم الزكية، فتكشف الصفُّ النقيُّ من الصفِّ المنافق، واهتزّت عروشُ الأنظمةِ المطبعة، وارتجّت كواليسُ الخيانة.

واليمنُ معكم، كعهده منذ بدر، وكعهده في العقبة، وكعهده في مؤتة، واليوم… في غزة.

اليوم يُعيد التاريخُ نفسَه:

كما أنزل اللهُ النصرَ يومَ خذلَت قريشٌ الدعوة، واحتضنها أهلُ اليمن – الأوسُ والخزرج –

فإنه اليوم يُعيد الأمانةَ ذاتها، ويدفعُ برايتِها إلى أحفادِ الأنصار، بقيادةِ من يحملُ الهُدى والحق، السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، ليكمل ما بدأه آباؤهم مع رسولِ الله، وينصروا فلسطين كما نصروا الإسلام من قبل.

قال تعالى:

{فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَٰفِرِينَ} – الأنعام: 90

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.

والسلام على من نصر اللهَ، وكان مع الحقِّ، ومشى في دربِ الكرامةِ، ولم يَحِد.

صادرةٌ عن شعبِ الإيمانِ والحكمة، يمنُ الأنصارِ، يمنُ النخوةِ، يمنُ الجهادِ، يمنُ المواقفِ التي لا تموت.

عنهم كاتبُهم وخادمُ قضاياهم العادلة:

عدنان عبدالله الجنيد

عضو ملتقى كُتَّاب العرب والأحرار لدول محور المقاومة وأحرار العالم، وعضو الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *