كُوبا الشيوعية و بلادنا الأسلامية!؟

عزيز الخزرجي

الفرق بين الشيوعية و آلأسلامية :

كوبا الدولة الشيوعية و للآن تطبق أحكام الشيوعية في إدارة البلاد ؛ طبق نظام عادل يتساوى الجميع فيه أمام القانون , نظام و بلد غير نفطي لم أجد مثيلاً له أو أفضل منه في عالم اليوم, حيث الرئيس و الموظف و الوزير و العامل و المواطن العادي متساوين في الحقوق أمام القانون ؛ جميع أبناء الشعب الكوبي يملك السكن و المأوى و الرعاية و المخصصات و الماء و الكهرباء و الحصانة و الحماية الطبية و الجميع يشتركون بعيشة راضية و يملكون الرعاية الأجتماعية و الطبابة و التعليم و مناطق للترفيه و اللعب للأطفال و الكبار !

لا يوجد فقير بينهم تقريباً و كما هو الحال في بلادنا الأسلامية العاهرة التي فيها جيوش من الفقراء و العاطلين عن العمل .. كما لا يوجد أغنياء أو فوارق طبقيّة واسعة .. الجميع يعيشون بسلام و أمان و نظام عادل يعرف كلّ مواطن حدّه و حدوده و حقوقه و واجباته ولا يوجد شباب عاطل .. تصوّر لتوفر الحاجيات و الفواكه وآلأطعمة الأساسية و الطبابة و الخدمات الكافية لا يحتاج المواطن الكوبي العلاج خارج البلاد أو في أية دولة أخرى , حيث يوجد أطباء و مستوصفات و مستشفيات تكفي لتغطية حاجة الناس بإرتياح, كل 2000 مواطن له طبيب عائلي تقريباً؛ 

و من كثر وجود العدالة الشاملة و الوفرة النسبية في المعيشة و الأكل و عدم وجود التمايز الطبقي في الحقوق و الأمتيازات و الحمايات و الخدمات و كما هو الحال قي بلادنا “الأسلامية” ألتعيسة – الظالمة التي تعج بآلفوارق الطبقية و التمايز المعيشي و الخدمات و الحمايات الخاصة بآلمسؤولين, بحيث أحدهم يمتلك 1350 مسؤول في حمايته و قس على ذلك !

بينما الرئيس و الوزير و النائب و المدير و الطبيب و المهندس و العامل في بلد الشيوعية التي لا يؤمنون بآلله حسب الظاهر ؛ لكل مواطن فيه بغض النظر علن منصبه ؛ له متطلبات السكن و المعيشة حسب عدد العائلة مع طبيب خاص للعائلة و حماية إجتماعية و أموال و رواتب خاصة), بحيث ترى في المقابل .. إغراء الكثير من الكنديين و الأمريكيين و غيرهم للذهاب إلى كوبا للعلاج و للسياحة .. 

فآلشعب الكوبي بسبب طبيعة حياتهم و ما يؤمنون به؛ شعبٌ مُسالم و مُحب و بسيط و متواضع لقلة الكذب و آلنفاق و المشاكل و إنعدام الفوارق و الفساد تقريباً في بلادهم تراهم سعداء .. بعكس بلادنا المنكوبة المسلوبة و المستعمرة و المحكومة و المتبوعة بظل نواب و وزراء و مدراء و ساسة فاسدين متخلفين يلهثون على الحرام بظاهر إسلامي و رزانة و أربطة عنق لا تليق بأجملهم كما المنافقين, إلى جانب وجود قادة يتلونون مع كل مستعمر و وصي .. لهذا قلب الله قلوبهم و نواياهم و وجوههم القترة و كروشهم الممتلئة بآلحرام و بيوتهم المؤسسة على أحجار مغصوبة و أراضي مسلوبة بسبب حالة المسخ التي أصابتهم و الشعب, و ذلك بسبب الثقافة و آلممارسات الحكومية الباطلة المنافقة المضغوطة و الحاقدة على كل الناس و على الدنيا للأسف الشديد. 

و أقسم بآلله .. و أنا أكتب هذه الفروق و قلبي يُقطر دماً و يغمره آلحزن و الأسى بسبب الطبقة السياسية العراقية الحاكمة و العاهرة المنافقة .. لأن كوبا و قد – يعرف بعض المتطلعين – بأن كوبا دولة غير نفطية بل و فقيرة نسبيّاً بآلقياس مع آلعراق و آلدول العربية الغنية عموماً ؛ لكن توجد فيها(كوبا) إدارة سليمة و نزيهة و قيادة إنسانية تؤمن بآلحق و الحياة و العدالة و حقوق الأنسان و المجتمع .. و المسؤولين فيه أصحاب ضمير و وجدان بعكس أحزابنا و قياداتنا العاهرة التي تؤمن بكل شيئ إلا الأنسانية و الضمير !

لتلك الأسباب ترى تلك الدولة الشيوعية التي لا تدعي الأيمان و لا الأسلام ؛ أفضل و أغنى من العراق و من غيره و علي جميع الأصعدة .

فتعساً و تباً لكل الأحزاب المتحاصصة اللاهثة وراء هذه الدنيا و تعبد آلدولار عملياً والوهم الذي يسميه بآلله نظرياً و خمس مرات يقف للصلاة مع الوهم يومياً .. بلا أي أثر عملي في وجوده لأنه يجهل حتى صفات و حقيقة ما يدعيه بأنه ربه .. فكل فكره و ذاته منصب على ربه الحقيقي و هو الدولار و السلطة..

لقد قلت مراراً فيما سبق ؛ لو خيّروني بين إسلام لا إنسانية فيه و بين إنسانية لا إسلام فيه؛ لفضّلت الأخيرة على الأولى, لأن فلسفتي الكونيّة تقرّ بأن الأنسانية هي التي تعطي معنى لحياتنا و هي التي ترضي رب الكون.

و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم .

عزيز حميد الخزرجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *