الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
صلاة يوم عيد الأضحى 10 ذو الحجة:
أقيمت الصلاة في مسجد الإمام الحسين عليه السلام بامامة الشيخ حسن العامري التي ابتدأت بدعاء ثم التكبيرات فصلاة العيد ركعتان في كل ركعة خمسة قنوتات متكررة، ثم خطبة العيد، فالزيارة، ومأدبة الإفطار وتقديم الشاي والحلويات والمعجنات بتبرع من مؤسس المسجد الحاج عطا علي، وبعدها ذهب البعض لقراءة سورة الفاتحة في مقبرة دار السلام التابعة للمسجد.
ابتدأ الخطيب الشيخ حسن العامري التي تمحورت حول (ذكر ولقاء الله تعالى) بقوله أن المؤمن عند موته يفرح بلقاء ربه لان كل انسان مكتوب على جبينه عند ولادته قدر عمره في الحياة الدنيا، ولكن مع الاسف ان البعض يتصور أن ذكر أمواته في العيد هو ذكر الحزن، ولا يعلم أن ذكر الأموات هو ذكر لله خالقهم بأخذ العبر والدروس “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا” (الأحزاب 41). وقد أوصى أمير المؤمنين عليه السلام في خطبه عن تكرار ذكر الموت لان فيه لقاء الله تعالى كون المؤمن أشد حبا لله كما قال عز من قائل “وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ” (البقرة 165)، و “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ” (البقرة 152) وكيف لا فان نعم الله لا تحصى ولا تعد التي تتطلب ذكر شكر نعمه سبحانه “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا” (النحل 18).
والذكر على نوعين ذكر عبادي كالصلاة المتعارفة والصلاة على محمد وآل محمد “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” (الأحزاب 56) والتسبيح والتحميد، وذكر عملي ومنه تعلم الفقه وأصول الدين والأخلاق وتربية النفس الأمارة بالسوء. والذكر العملي أساسه تعلم القرآن وأحاديث الرسول وآله عليهم السلام. وحتى تتعلم كيف تذكر الله ذكرا عمليا صحيحا عليك بأتباع الرسول وآله عليهم السلام كما قال الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم “و “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ” (آل عمران 31) لأن القرآن والعترة الطاهرة هم الثقلين الذين باتباعهما تحصل على حب الله عز وجل وأجره كما جاء في قوله تعالى “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ” (الشورى 23) والحديث الشريف (وإني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين، كتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعِتْرَتي، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أَهْلُ بيتي).
عن الإمام الصادق عليه السلام قوله (كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا) أي إن أعمالكم الحسنة لكم وللناس هي التي تؤكد انتمائكم الى أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي تمثل الذكر العملي للمؤمن.الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: (رحم الله عبدا أحيا أمرنا، يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا). وهذا مصداق لتعلم علوم أهل البيت وذلك بحضور مجالس ذكرهم بالمناسبات المختلفة كذكر ولاداتهم ووفياتهم وخاصة ذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام وتعلم أحاديثهم، بالإضافة الى تعلم آيات القرآن خلال كلام الخطباء في هذه المناسبات. فعلى محبي أهل البيت حضور مناسباتهم حتى يتعلموا علومهم ويعلموها قولا وفعلا حسنا للناس الآخرين.
ومن يتبع الكتاب والرسول وأهل بيته عليهم السلام فعليه الاحترام والتقدير والاحسان لوالديه “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (الاسراء 23)، و بالتذليل والرحمة لهما “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الاسراء 24). وفي ختام الخطبة شكر الشيخ العامري بالمناسبة مؤسس وراعي المسجد الحاج عطا أبو علي، ومدرس القرآن في المسجد السيد أبو سيف، والمشرف على المسجد أبو فاطمة الشمري ومساعده الدكتور وسام والآخرين خدمة المسجد.