نعيم الخفاجي
ولع الإعلاميين الخليجيين من اتباع الفكر الوهابي الظلامي في مدح الشخصيات التكفيرية المجرمة، جعلهم يساوون مابين العدل والظلم ومابين النور والظلام، ومابين الحرية والاضطهاد.
يحللون بطرق غبية لانظير لها، استوقني مقال لكاتب سعودي يدعي انه متحرر ومثقف، واصلاحي، لكنه بالواقع انسان آلي ل ايملك فكر محترم، يساوي مابين المجرم الذباح ومابين الأشخاص الذين يحكمهم دستور وان كان الدستور يشكل حالة نشوز بظل بيئة عربية تحكم بأنظمة بعقليات جاهلية قريش قبل الإسلام،
بريطانيا وفرنسا رسمت لهم حدود ودعمتهم ليكونوا ملوك ورؤساء على الدول العربية، فرنسا أكثر إنسانية من بريطانيا، صنعت الجمهورية اللبنانية وكادت تصنع جمهورية سورية تحكمها مؤسسات دستورية،
لكن زعماء اقليات سوريا السيدين الشيخ صالح العلي زعيم الشيعة العلويين والسيد السلطان الأطرش زعيم الدروز رفضوا إقامة دولة الساحل السوري وقبلوا في سوريا الحالية، التي حكمها الان زعيم تنظيم القاعدة وداعش، الجولاني السفياني المُكفر للعلويين وبقية الفرق الشيعية والدروز والمسيح.
نظام الحكم في دمشق الحالي في اعتراف نتنياهو والسفير الأمريكي السابق في سوريا المستر فورد صرحا أنهم أي امريكا واسرائيل هم من اسقطوا نظام بشار الاسد، لذلك لايمكن إلى أي متابع يقتنع أن الجولاني السفياني وصل للحكم دون مساعدة أمريكا واسرائيل وتركيا واعراب الوهابية التكفيريين، لذلك لم ولن نتفاجئ عندما يكتب الإعلام الخليجي مقالات للاشادة في المجرم الجولاني الذباح أمير تنظيم القاعدة وداعش، لأنهم جميعا نتاج الفكر الوهابي الظلامي.
هناك فرق شاسع مابين اجتماع مائة عصابة إرهابية تكفيرية مصنفين ضمن التنظيمات التكفيرية ويجتمعون على انتخاب شخص مجرم مطلوب دوليا مثل ابو محمد الجولاني ليتم تنصيبه رئيس الجمهورية السورية، ومابين اجتماع مجلس نواب لبنان المنتخب ديمقراطيا لانتخاب رئيس جمهورية ورئيس وزراء.
الوضع اللبناني الحالي يسير نحو عقد تفاهمات بين شركاء الشعب اللبناني، المقاومة الشيعية المسلحة لها الفضل في ترسيم حدود لبنان البحرية مع اسرائيل،
لكن إسرائيل ربما هي من اخترقت منظمة حماس لكي يقوم السنوار بعمل غزوته لتحقيق أهدافها بضرب المقاومة الشيعية في لبنان واسقاط نظام بشار الأسد المعارض الاخير من الأنظمة العربية إلى إسرائيل، نعم إسرائيل حققت أهدافها بدعم عربي سني واضح، لذلك المقاومة اللبنانية الشيعية فضلت تسليم أمور انسحاب الجيش الاسرائيلي من الشريط الحدودي اللبناني إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللبناني.
مسؤولية حفظ حدود لبنان مسؤولية مشتركة تجمع المسيح والسنة والشيعة والدروز، انتهى زمن تبني الشيعة اللبنانيين فقط تحرير أراضي لبنان.
شعار استعادة لبنان هيبته وسيادته، سبق أن طبق هذا الشعار من القوى الكتائبية المارونية في إشعال حرب أهلية لبنانية خدمة إلى إسرائيل، لإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح وطرد عرفات وميليشياته من لبنان إلى تونس عن طريق سفن أبحرت من بيروت إلى تونس في حماية فرقاطات حربية اسرائيلية.
إعادة سيادة لبنان اليوم الغاية تجريد القوى المقاومة الشيعية المسلحة، من اسلحتهم، لضمان أمن دولة إسرائيل وليس لاعادة هيبة لبنان، بل نفسه السعودي يعترف بالقول( لا تزال قواتُ إسرائيلَ على التراب اللبناني،….المفردات التي تتكرَّر في خطابات الرئيسين ( الجمهورية ورئيس الوزراء) ضد «العدو الإسرائيلي» لا وزنَ لها في واقعِ اليوم، وليست ضرورية في الأدبياتِ السياسية المعاصرة).
ههههه يتكلم عن السيادة ويعترف أن إسرائيل هي صاحبة الكلمة وليس رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللبنانيين.
لايمكن مقارنة الوضع اللبناني في الوضع السوري، الفرق بين السماء والارض، إسرائيل هي من أسقطت نظام بشار الاسد، لكن إسرائيل لم تستطيع إسقاط النظام اللبناني الذي يحكمه دستور ومؤسسات تضمن مشاركة جميع المكونات دون تهميش وإقصاء، نعم تنتشر على التُّراب السوري قواتٌ إسرائيلية، تستهدف عصابات الجولاني بشكل متكرر لتذكيره أننا قادرين على طردك واسقاطك.
قضية القول ان الجولاني السفياني يحول أزمة القصف والتوغل الإسرائيلي إلى الأراضي السورية يحولها إلى فرصة استثمارية، مثل ماحاول كاتب سعودي الترويج لذلك، وأن تصرف الجولاني السلمي مع إسرائيل اليوم محلُ ثناء عالمي ليس له مثيل ههههه فعلا يضحك الثكلى، انسانية الجولاني فقط مع قوات نتنياهو، أما جرائمه بحق العلويين وبقية المكونات السورية من قتل وسبي واغتصاب هذه مواقف تكفيرية واضحة،
الحذاء الإسرائيلي الذي صنع الجولاني جاهز لطرده من دمشق، هذه هي الحقيقة، نعم لم يجرأ الجولاني السفياني ونظامه ان يهاجمِوا إسرائيل في خطاباتهم، ولم يجرؤوا تحريك مسلحيهم مهاجمة إسرائيل، سبق أن أرسل الجولاني عصاباته إلى مناطق الدروز، وكان سلاح الجو الإسرائيلي في انتظارهم دمر آخر خمسين دبابة ومدرعة من بقايا سلاح الجيش السوري السابق.
يبقى الفرق شاسع مابين النظام السوري الذي يمثل زعيم تنظيم القاعدة وداعش الجولاني الذي نصب رئيس لسوريا، بدعم دولي ومساعدة مائة عصابة تكفيرية، وبين النظام الحاكم في لبنان، الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة، ورئيس البرلمان اللبناني هم من النخب اللبنانية المثقفة، تاريخ الحكومات اللبنانية يوزر أشخاص لديهم شهادات علمية عسكرية ومدنية،
بينما الجولاني السفياني رجل إرهابي ذباح زعيم عصابات «هيئة تحرير الشام» مرفوض من كل أبناء البشرية ماعدى القوى الطائفية الإرهابية بغرب العراق وبادية سوريا، ومرحب به من الدول الوهابية لانه نتاج مدرستهم الدينية التكفيرية، رغم ماحدث في سوريا ولبنان،
لكن الوضع اللبناني مختلف، القوى الشيعية المقاومة تصبح قوة سياسية تمثل المكون الشيعي، يتبنون مقاومة سياسية بالتأكيد يكون لهم دور اكثر أهمية من دور القوات العسكرية، عداء العرب السنة للقوى الشيعية المسلحة لأسباب طائفية، وضد دعم القوى الشيعية للقوى الفلسطينية المقاومة، لذلك الوضع الحالي دفع القوى الشيعية اللبنانية في انتهاج طريقة المقاومة السياسية فهو لا يقل قوة من المقاومة المسلحة، بل خيار المقاومة السياسية افضل مليار مرة من المقاومة المسلحة للشيعة في لبنان والعالم، مطلبات القوى الشيعية اللبنانية،
انهت ممثلة أمريكا مورغان أورتاغوس، من مواصلة مهمتها وحل محلها شخص ثاني اكثر اعتدال، بالاخير الكاتب السعودي قال الحقيقة ان الجولاني السفياني ( عليه محاربة الفلول والانفصاليين السوريين) ههههه نعم هذه هي الحقيقة.
لذلك على الأخ الشيعي المقاوم وخاصة العراقي ان يفتح عيونه وعقله، عصر السذاجة والبساطة انتهى، حدثوا بطاقاتكم الانتخابية، تعاونوا لافشال مشاريع الضباع والخنازير البرية من شركاء الوطن الطائفيين، الكف عن شعارات ولغوة تحرير الغِدس وفلسطين، القدس وفلسطين مسؤولية العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني وليست خاصة بالشيعة فقط، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/6/2025