11عــام في زنزانة البعث..!

غيث زورة

في جلسة عفوية وحديث عن الفرق ما بين الحكمين السابق والحاضر . وجدت نفسي أمام من سرقت أحلامهم في زمن النظام البائد وان صمتي قبال حديثهم عجز !! ولكون الحديث شيق وما يحمل في طياته من ألم ومأسي ما حلت بهم في زمن النظام المقبور البائد .لم ينتهي الحديث حتى وجدت صمتي هوه في قمة الرفعة حيث أعطاني شواهد حية تتحدث بمشاعر حقيقية عن زمن النقمة والفرق عن ما نعيشه الآن من نعمة وهو درس لدعم الحكم الشيعي وعدم اعطاء أي فرصة لاضعافه أو التقليل منه.

يتحدث السيد الهاشمي عن مرارة 11 عام في زنزانة بعرض وطول 4 مترات أو أقل في أحدى سجون “الرضوانية” كانت تظم 40 معتقل .بدون تهوية في أيام أشد حرارة وقساوة على المعتقلين في حينها .

وكيف بدءت رحلتهم التي لم يكن فيها شي من الامل .

كانت معظم المشاهد مبكية لحد الصراخ الذي لا ينفع لباكيه ولا يحمله الا الكثير من الانكسار .رجل يضرب ويهان بطرق لا يمكن أن يعبر عنها رجل بحجم أمة

كانت واحدة من هذه المشاهد هي المعاملة القاسية التي كان يتلقاها المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم رض .أمام أعينهم ولا يستطيعون فعل شئ .

ماذا يفعلون قبال ازلام النظام والحكم البعثي !!
الامل الذي رافقهم للبقاء هوه التمسك بالله عز وجل وبمحمد وال محمد فلم تكن هنالك بوادر لاستمرار تدفق الدم في أجسادهم ولا الأنفاس تكفي لتعطيهم عمر أكبر من حجم الزنزانة .

فما زادهم الا بقايا طعام لا يطاق ولا نوم هانئ ولا حديث شيق .غير الوصايا التي تحفظ ليتم نقلها بواسطه من يحالفه الحظ للخروج من هذا الظلام .فلم تكن هنالك الا فكرة كتبت بواسطتها اسمائهم وعبرت الحدود العراقية لتستقر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ثم تنقل الى الأمم المتحدة مضمونها بأنه هنالك سجون لدى النظام البائد ومعتقلين سياسيين مورست بحقهم أشد وأقسى الممارسات الخبيثة .ولم يكن أمام النظام في حينها الا الإفراج عنهم .

11 عام كافية لإزاحة ما في الذاكرة من معلومة عن طريق العودة .فلم يكن أقل قساوة من ما كان في الزنزانه فلم يزداد لظلامهم سوى نقطة ضوء.
ثم اللقاء الذي لم يحضر له موعد .والمغادرة من العراق صوب ألحدود الإيرانية مع تلك الأم التي كتب لها أن تعيش ألالم بذات الفطرة التي غرست فيها تعلقآ بابنائها
ثم ماذا !!!!

ثمة رصاصة وجهت صوب آمالهم في المغادرة إلى الواجهة الآمنة .كونهم دخلو في منطقة الرصاص لحدود الدولة الاخرى وخلفهم ازلام البعث .لم يبقى لهم إلا ذاك الدعاء الذي لم يرد في حينها صوب الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.ثمة صوت ينادي لهم بالعبور الأمن حيث اللقاء الذي جمع بينهما لتجد الام ولدها الذي لم تشاهده منذ زمن طويل “السيد ابو مهدي”

فلم يكن هنالك شئ للحديث غير الصراخ والبكاء الذي جمع الام بابنائها والتي كانت محطة عبور لواجهة الأمل التي كتبتها الأقدار لهم .

ثم اللقاء والاستمرار والعطاء ولكن الذكريات ما زالت عالقة في الذاكرة !!

ما يمكن قوله هو أننا في المرحلة المقبلة علينا بالتصدي الحقيقي والفعلي تجاه مشروعنا في تثبيت وترسيخ الحكم الشيعي وأنها مرحلة حساسة يتحرك فيها بقايا البعث للحصول بطرق غير معلنة وخبيثة يراد من خلالها أن يكون لهم تمثيل أو تمكين في الحكم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *