نزار حيدر
*المرجِعُ الأَعلى؛ لا تزجُّوا العناوينَ [المُقدَّسة] في صراعاتِكُم الحزبيَّةِ!
نــــــــــزار حيدر لـ [العالَم الجديد] عن صراعاتِ الحشدِ والفصائلِ
١/ هذه ليست المرَّة الأُولى التي يفتحُ فيها قادة الفصائِل النَّار بعضهُم على البعضِ الآخر، خاصَّةً تلك التي تتستَّر باسمِ هيئةِ الحشد الشَّعبي وتُمارس الإِزدواجيَّةِ في الإِنتماءِ والولاءِ، فلقد عانى منهُم الشَّهيد المُهندس في حياتهِ وكانَ يتحدَّث عنهُم بأَلمٍ وحسرةٍ ووجَعِ قلبٍ.
كان يشتكي من فسادهِم ومن عدمِ إِلتزامهِم بالقانون، كما كانَ يشتكي منهُم ولاءاتهُم السياسيَّة والحزبيَّة والتي يجرِّمها الدُّستور وقانون الهيئة.
كان يشتكي من تستُّرهِم بالمُقدَّس لسرقةِ المالِ العامِّ والثَّراءِ الفاحِش والإِتِّجارِ بدماءِ وتضحياتِ أَبناءِ الحشدِ الحقيقيِّينَ!.
٢/ ولأَنَّ هذهِ الصِّراعات غَير مبدئيَّة تتحكَّمُ فيها السِّياسة والمصالِح والنُّفوذ وتعدُّد الولاءات لذلكَ ففي كُلِّ مرَّةٍ تُثارُ فيها حرب التَّسقيط والفضائِح يتمُّ تسويتَها بالتَّراضي واستيعابها بسرعةٍ لأَنَّها تضرُّ بكُلِّ الأَطراف وتفضحُ أَسرارهُم وتنشُرُ غسيلهُم القذِر والوسِخ، الأَمرُ الذي لا يرغبُ بهِ أَحدٌ منهُم!.
لكن يبدو هذهِ المرَّة أَنَّ الصِّراعات ربَّما تصِل إِلى حافَّةِ الهاويةِ وإِلى مرحلةِ كسرِ العظمِ وذلكَ لـ [٣] أَسبابٍ؛
*الضُّغوط والتَّهديدات الأَميركيَّة التي دفعَت بالكلِّ للتنصُّلِ عن ماضيهِم الفاسد والمُلطَّخِ بدماءِ الأَبرياءِ من العراقييِّنَ خاصَّةً في فترةِ إِحتجاجاتِ تشرين.
كلٌّ يريدُ تبييضِ صفحتهِ فثارت حرب التَّسقيطِ والفضائحِ ونشرِ الغسيلِ القذِر ضدَّ بعضهِم، وكُلٌّ يُحمِّل الآخر المسؤُوليَّة ليتنصَّلَ منها.
*كونهُم مُقبلونَ على الإِنتخاباتِ النيابيَّةِ والتي تحتاحُ إِلى تسقيطِ بعضهِم البعضِ الآخر وفضحِ بعضهِم البعض الآخر ليفوزَ كُلّاً منهُم بصوتِ النَّاخبِ، المُغفَّلِ على كُلِّ حالٍ.
في الإِنتخاباتِ النيابيَّةِ القادمةِ تُحاولُ الفصائل حصدَ بعضِ المقاعِد تحتَ قبَّة البرلمان لتُشكِّل لهم حصانةً برلمانيَّةً يستعيضُوا بها عن السِّلاحِ الذي أَعادتهُ إِلى غمدهِ لأَسبابٍ شتَّى معروفةٌ للقاصي والدَّاني وعلى رأسها فشل مشرُوع [المُقاومة] و [وِحدة السَّاحات] وتخلِّي طهران عنهُ لصالحِ المُفاوضاتِ الجاريةِ مع [الشَّيطانِ الأَكبر] الولايات المُتَّحدة الأَميركيَّة من أَجلِ حمايةِ الخطِّ الأَحمرِ من الإِنهيارِ [حِفظ النِّظامِ].
*صراع النُّفوذ الذي اشتدَّ في الآونةِ الأَخيرةِ بينَ الحرسِ القديمِ من قادة الهَيئة والجيلِ الجديدِ الطَّامعِ بمواقعهِ الحاليَّةِ في الهيئةِ.
وللأَسف الشَّديد فإِنَّ الجيل الجديد لم يجِد طريقاً لإِزاحةِ الحرسِ القديم إِلَّا بالتَّسقيطِ ونشرِ الغسيلِ القذِر والفضائح، أَمَّا الطُّرق القانونيَّة السَّليمة والآمنة فهي وللأَسف مُغلقةٌ أَمامَ أَيَّة مساعي للتَّجديدِ والتَّحديثِ والتَّغييرِ والإِصلاحِ سواءً فيما يخصُّ الهيئة أَو أَيِّ ملفِّ آخر.
٣/ لا شكَّ أَنَّ هذهِ الصِّراعات التي فاحت رائحتُها العفِنة ستترُك بضلالِها وآثارِها السلبيَّة على مِصداقيَّة الحشد على وجهِ التَّحديد والذي يُتاجر بهِ الفاسدُون واللُّصوص والفاشلُون وتجَّار الدَّم وأُمراء الحَرب.
كما أَنَّها ستُؤَثِّر على مصداقيَّة القُوى السياسيَّة المحميَّة بالسِّلاحِ خارج سُلطةِ الدَّولة.
ولذلكَ ينبغي على القائِد العام للقوَّات المُسلَّحة التدخُّل فوراً لوضعِ حدٍّ لهذهِ المهازلِ ولكُلِّ هذا التَّشهيرِ والتَّسقيطِ والفضائحِ وفتحِ تحقيقاتٍ مُفصَّلةٍ بشأنِها لأَنَّها إِذا أَخذت مدياتٍ زمنيَّةٍ أَوسع فستأتي على مِصداقيَّة الحشد وتضرُّ بتاريخهِ وتضحياتهِ وهو الأَمرُ الذي طالما حذَّرت منهُ المرجعيَّةُ الدينيَّةُ العُليا التي كرَّرت دعواتَها لكُلِّ المعنيِّينَ بعدمِ زجِّ العناوين [المُقدَّسة] في صراعاتهِم الحزبيَّة، لأَنَّ ذلكَ يضرُّ بالمصداقيَّةِ! كما في قولِها في [٢٠١٧/١٢/١٥] ما نصُّه [إِنَّ مُعظم الذين شاركُوا في الدِّفاع الكفائي خلال السَّنوات الماضِية لم يشاركُوا فيهِ لدُنياً ينالونَها أَو مواقعَ يحظَونَ بها].
وأَضافت [من الضَّروري المُحافظة على هذهِ المكانة الرَّفيعة والسُّمعة الحسَنة وعدم مُحاولةِ إِستغلالها لتحقيقِ مآرب سياسيَّة يؤَدِّي في النِّهاية إِلى أَن يحُلَّ بهذا العِنوان المُقدَّس ما حلَّ بغيرهِ من العناوينِ المُحترمةِ نتيجةً للأَخطاءِ والخطايا التي ارتكبَها من ادَّعَوها]. ٢٠٢٥/٦/٤