التصعيد مع إيران يقابله تصعيد

نعيم الخفاجي

كل أمة من الأمم ولها طبيعتها، ليس كل الأمم مثل أمة العرب، يقبلون في التعامل مع الأعداء والمحتلين،ويهبون للمحتلين، ثرواتهم ومساعدة القوى المحتلة، في استهداف القوى الرافضة للاحتلال والإذلال، حسب كتب التاريخ ذكرت،  أن الأمة الفارسية يمتازون في العناد، ربما هناك من يقول فكيف العرب نشروا الإسلام بقوة السيف، في بضع آلاف من المقاتلين.

كان لدى الفرس حركة ثقافية في نقد الموروث الديني، وكان غالبية أبناء الأمة الفارسية، غاضبون على عبادة النار، لذلك دخلوا في الإسلام بشكل جماعي، بينما المسلمين عجزوا عن ادخل أصحاب الديانة المسيحية في مصر والشام للاسلام، و عبروا المسلمين  إلى الاندلس، النتيجة قام الأوربيون المسيح بالقضاء عليهم واستئصالهم.

ماحدث من تصعيد وصراع مسلح مابين إسرائيل وايران، كان ممكن تجنبه، لكن إسرائيل هي القاعدة الامامية المتقدمة بالشرق الاوسط لحلف الناتو، وجود إسرائيل واستمرار الصراع طيلة الثمانين عاما الماضية دون حلول، ليس بسبب عجز دول الناتووالسوفيت ، وإنما لوجود مصالح استعمارية للدول العظمى لسلب ثروات شعوب دول العرب.

 الضربة التي وجهتها إسرائيل بضرب المواقع النووية والعسكرية الايرانية، واغتيال قادة من الجيش والحرس وعلماء نووين، هذه الضربة لايمكن أن تكون مثل ضربة إسرائيل للعرب في حزيران عام ١٩٦٧، وفقا لما نشاهده في وسائل الاعلام، بنقل صور الهجمات الصاروخية وفي الطيران المسير المتبادلة بين إسرائيل وايران، أن هذه الحرب سوف تستمر.

الضربات الإيرانية لم تنتهي، سوف تستمر، نعم قصف متبادل، الطرفين تلحق بهم  أضرار، كبيرة، الجانب الإيراني يملك قوة صاروخية وطيران مسير لمهاجمة اسرائيل، وايقاع خسائر، رغم كثرة الدفاعات الجوية الأمريكية والاسرائيلية، والاردنية، وسيطرة الطيران لدول الناتو واسرائيل، على أجواء لبنان وسوريا والعراق، للتصدي للمسيرات الإيرانية المتجهة نحو اسرائيل، أكيد اذا اسرائيل تستهدف المواقع الاقتصادية الايرانية، يكون الرد الإيراني ايضا بقصف المواقع الاقتصادية الاسرائيلية، كان في الإمكان إيجاد حلول سلمية إلى موضوع الملف النووي الايراني، كانت المفاوضات جارية، حتى لو امتلكت إيران سلاح نووي، الفكر الشيعي يحرم قتل الأطفال والنساء، إيران أعلنت حرمة تصنيع أسلحة نووية، ربما بعد ماحدث من قصف إلى ايران، ربما إيران تختار تصنيع سلاح نووي للردع، الشارع الشعبي الإيراني بات يضغط على النظام في إيران بضرورة امتلاك السلاح النووي للردع.  الحرب الحالية  ستطول، القضية ليست ضربة خاطفة، صدام بأوامر من الناتو والسوفيت شن حربا ضد ايران، توقع انها حرب خاطفة، بظل وجود قوى إيرانية ضد نظام الجمهورية الاسلامية، منهم رئيس جمهورية بني صدر ووزراء وميليشيات إلى خلق وتوده، ….الخ من ميليشيات الأحزاب المعارضة لحكم الإمام الخميني رض، وأن حرب صدام الخاطفة،  تمكنهم من  إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الفتية، لكن الذي حدث الإمام الخميني عندما ابلغوه، ان صدام هاجم أراضي إيران، كان جوابه( الخير بما وقع) النتيجة طالت الحرب ثماني سنوات تركت أثار مدمرة على العراق ليومنا هذا.

 الهجوم الإسرائيلي خلق حالة عدم استقرار لمنطقة الشرق الأوسط ربما تطول إلى سنتين، لهذه الحرب تبعات اقتصادية، وأمنية  خصوصا في الدول العربية، الغارات الجوية لم ولن تسقط اي نظام،   

السيد إياد جمال الدين كتب تغريدة على منصة x يقول(  نحنُ أمّةٌ توَحِّدنا و تجمعنا  المصائبُ والشدائدُ والمِحَن).

و تُفرِّقنا ( الإنتصارات الوهميّة و الغنائم و الأموال)، واضاف( نحنُ أمّةُ عاشوراء..لن تهزمنا المصائب بل تقوّينا أهلاً و سهلاً بالمِحَن).

انتهت تغريدة السيد إياد جمال الدين، لذلك الضربة  الإسرائيلية المباغتة انتهت وشعب إيران عمليا يعيشون أجواء الحرب، رغم كان في الإمكان إيجاد حلول سلمية لقضية البرنامج النووي الإيراني بظل وجود مفاوضات، قرأت قصة قيل إنها موجودة في الأثر، صراع بين زعماء في غابة كبيرة، سيطر على الغابة شخص قوي خضع له البشر والطير والحيوانات والجن لسيطرته، يريد اخضاع الجميع له، يوجد شخص نبيل يرفض الظلم، فقام زعيم الغابة في مهاجمة الشخص النبيل والذي هو زعيم لقوة معه صغيرة ترفض الظلم، الشخص الشرير وصل إلى الشخص النبيل وسدد اليه رصاص من مدفعه الرشاش، حاول قتل الشخص النبيل، لكن الشخص النبيل، محتمي بجدار حصين، عجز زعيم الغابة الشرير، أمر أتباعه من القرود والعبيد في مهاجمة الرجل النبيل، لكن حمايات الرجل النبيل استطاعوا سحبه، دخل العبيد والأشرار وسط فرح القردة إلى مقر الرجل النبيل، ولم يجدوا أي شيء، خرجوا من المقر،  وهم مذهولين لا يعرفون إلى أي جهة يسيرون، قوى الشر مذهولين، والقردة يرقصون ويزمرون. 

انتهت هذه القصة، يفترض في قادة الجمهورية الإسلامية عدم تبني قضايا العرب، العرب هم من باعوا فلسطين وسلموها عن طيب نفس إلى شعب الله المختار اليهود، من أخطاء إيران والشيعة تبني قضية فلسطين التي باعها أهلها وتنازلوا عنها، انا شخصيا كنت أتوقع ما حدث، العراق ليس بعيدا، خاصة بظل وجود القردة من شركاء الوطن الذين ينظرون للشيعة كفرة، اتمنى من ترامب ان ينفذ عملية مباغته يستهدف قيادات القوى الشيعية الحاكمة، قتل هؤلاء يعني خلاص شيعة العراق من أشخاص جبناء وبلا شك يحل محلهم رجال أكفاء شرفاء، يفكرون بمصالح أبناء مكونهم،  العربان صعب التعامل معهم، طائفيين للنخاع.

في الحرب الأهلية اللبنانية،  ياسر عرفات،  تآمر ومعه قادة ميليشيات فلسطينية على السيد موسى الصدر ظنا من عرفات ورهطه الطائفي ان التخلص من السيد موسى الصدر يجعل الساحة الشيعية اللبنانية عبيد لدى عرفات، رغم أن  السيد موسى الصدر يحث الشيعة لدعم الفلسطينيين، انخرط  آلاف من  الشيعة اللبنانية،  يقاتلون مع القوى الفلسطينية، بسسب وشاية عرفات للقذافي،  القذافي استضاف موسى الصدر وغدر به، وقتله واخفى جثته، حتى بعد سقوط نظام القذافي رفضت القوى الليبية التي حكمت ليبيا من كشف حقيقة قتل القذافي للسيد الصدر، السبب لكونه شيعي، الشخصية التي حلت محل السيد موسى الصدر هو الاستاذ نبيه بري، وأثبت كفاءة جيدة في الميدان والسياسة، ولازال السيد نبيه بري، نجماً لامعاً ليومنا هذا، ياليت ترامب يغتال رؤوس لقوى شيعية عراقية، قتل هؤلاء يعني يحل محلهم ساسة شرفاء غيورين على أهلهم وبيئتهم الحاضنة، في الختام بغض النظر عن مايحدث، حلول البشر انتهت بظل وحشية القوى العظمى، بالتأكيد الرب لم يترك عباده، البشرية سوف تستقبل قريبا شروق شمس الحرية التي لم ولن تغيب ابدا، ربما انا لم اعاصر ذلك، لكن الفجر قد لاح ولم يبقى سوى القليل لبزوغ شمس الحرية مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

14/6/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *