نعيم الخفاجي
مخطىء من يدعم العرب بقضاياهم، لأن العرب هم من باعوا قضاياهم بشكل مجاني، وبدون أي مقابل، الحرب ليست نزهة، تخلف الخراب والدمار، العرب أمة منبطحة، بل حتى الرسول محمد ص حذر أن الأمة تتداعى عليها الأمم لنهب خيراتها، مثل آكلة القصعة لقصاعها، ذكر هذا الكلام الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهم، بل الصحابة سألوا الرسول محمد ص وهل نحن قلة، قال لهم انتم كثرة لكنكم كزبد البحر( فقاعة).
هذا كلام رسول محمد ص، بات ينطبق بشكل دقيق على حال أمة العرب بزماننا هذا، ههههه، اذن تنبؤ، وهذا دليل عقلي وواقعي أن نبوة محمد ص حقيقية ، لذلك على من لديه شك بالقول أن الأديان صناعة بشرية، عليه مراجعة نفسه، كيف لرجل تنبؤ لحال الأمة اليوم قبل أكثر من ١٤٤٦ سنة، هذا دليل ان كلامه من وحي من الله عز وجل خالق الخلق.
لكن كل العتب على الشيعة انتم تعرفون حال العرب، أنهم خونة، وعملاء كيف تتبنون قضاياهم؟ امس شاهدت مقطع فيديو لمواطن صهيوني يعمل مستشار لدى نتنياهو، يطالب السعودية والإمارات دفع فاتورة الحرب ضد ايران، وقال لهم اننا نقاتل إيران نيابة عنكم، الرجل قال ذلك بالصورة والصوت، اذن على إيران والقوى الشيعية ترك العربان ولتنحكهم الأمم الاخرى، قبل أربعة أيام كنت في سوبر ماركت صادفني شخص فلسطيني، قال لي شفت يازلمة إيران باعت الحزب، انا تركته ولم اجيبه، عندي صديق قال لي الرجل سألك جاوبه، قلت له هؤلاء ينطبق عليهم قول الله عز وجل في سورة الحج آية ٤٦{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
الان وقعت الحرب بين إيران واسرائيل، الفيالق الإعلامية لازالوا يروجون لأقوال كاذبة تقول أن إيران والشيعة أصدقاء للصهاينة، هنا ثمة سؤال بس علاقة إيران والقوى الشيعية المقاومة مع الصهاينة علاقة حبهم حرب وقصف وقتل ههههه شر البلية مايضحك.
وقعت الحرب بين إيران وإسرائيل، إسرائيل لديها خبرة انها تبدأ الحرب، معتاد الاسرائيليون حروبهم تبدأ بمفاجأة، في شن حرب خاطفة تستهدف مطارات وجيوش الخصم مثل حرب حزيران عام ١٩٦٧، وحرب حزيران عام ١٩٨٢ في احتلال بيروت، وفي قصف مفاعل الطاقة النووي بحزيران عام ١٩٨١، للظاهر إسرائيل يشنون معظم حروبهم في شهر حزيران، ربما هذا الشهر عندهم شهر مقدس في الديانة اليهودية، إسرائيل شنت الحرب ضد إيران في عملية مفاجئة طالت عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، والعلماء النوويين، ومواقع عسكرية ومواقع نووية.
الكتاب العرب يطرحون اشكالية ان إسرائيل تبدأ حروبها بمفاجئات وقالوا( لماذا فوجئت إيران وقد كانت تعلم أن الحالة مع إسرائيل من السخونة بحيث أن إمكانية التعرض لهجوم شامل ليست مستبعدة؛ أكثر من ذلك فقد كرر الرئيس ترامب التحذير من أن إسرائيل على وشك الهجوم، و«أن الهجوم الإسرائيلى محتمل». رغم كل ذلك فمن الواضح أن إيران لم تتخذ احتياطات كافية لحماية قادتها ومواقعها).
نعم إسرائيل بدأت الحرب لكن من الذي يوقف الحرب، أعتقد أن إيران تطيل الحرب، إلا أن يقدم لها العالم شروط تقبلها إيران لوقف الحرب، إسرائيل استعملت الضربات المفاجئة ضد العرب واذلتهم، لكن الفرس، ليسوا مثل العرب يقبلون بالهزيمة فهذا مستحيل، وتجارب الحروب ضد الفرس كثيرة معروف عنهم العناد والصمود فكيف وهم يشعرون وواثقون أن الحق معهم.
وكالعادة تجد الإعلام العربي الطائفي يهرج ويشوه سمعة القوى الشيعية المقاومة في لبنان وفي سوريا سابقا، واليمن بالقول أن إسرائيل تقلم اظافر إيران بالمنطقة وفي غزة والضفة الغربية، يعني الفلسطيني أصبح اظفر ايراني ههههههه.
ترامب ذات مرة حمل الكتاب المقدس في حروبه مع الديمقراطيين برئاسته الأولى، نتنياهو حربه في غزة أطلق عليها تسميات توراتية مقدسة مثل عملية عربات جدعون، القاضي اليهودي الذي انقذ اليهود من سجون البابليين، لذلك من حق المسلمين ايضا القول أن حروبهم مقدسة وخاصة بظل وجود أحاديث نبوية كثيرة عن أحداث اليوم التي تقع، كل الأطراف المتحاربة، مدججين بالسلاح والتكنولوجيا والنصوص الدينية، وأن النصر مضمون بالقوة الإلهية، نعم حلول البشر انتهت بظل سيطرة قوى متوحشة فاقدة للانسانية، لم تبقى سوى حلول السماء لمن يصدق بذلك او لمن يسخر منها، للاسف الفيالق الوهابية الطائفية العربية تحرض على شيعة لبنان في اسم حزب الله، وعلى شيعة سوريا في اسم فلول نظام الاسد، وضد شيعة العراق في اسم الحشد الشعبي، عقليات العرب مهترئة، الحرب وقعت والجميع متضرر، لكن بلا شك عالم متوحش لايهمه قتل ملايين الأطفال والنساء لأجل إنجاح مشاريعهم الاستعمارية في إذلال الشعوب والبشرية، تبقى الحكمة مطلوبة من القوى الشيعية، التعاون ورص الصفوف امر ضروري، لمواجهة مخططات الأعداء من ضباع فلول البعث وهابي بالعراق، علينا نكتب ونحذر ونذكر عسى هناك عقول واعية تنتبه لما يجري بساحتنا الشيعية العراقية، فلسطين قضية العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار سني، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
15/6/2025,