يوليو 10, 2025
LOGO

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في صحيفة العرب عن الشائعات حرب نفسية ضد المجتمع للكاتبة سوسن ماهر: وتشير الدكتورة فوزية عبدالستار أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة إلى أن الشائعة تدخل في نطاق الكلام الذي ينقل ولا أصل له، ولكنها تثار لأغراض يصبو إليها مروجوها، ومعظم الشائعات التي تثار في هذه الآونة ليست ذات قيمة فمثلا الشائعات التي تثار على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” في جميع المجالات السياسية وتنال رموزا سياسية أو فكرية أو ترويج شائعة وفاة لنجم من نجوم الفن والمجتمع والسياسة والاقتصاد والتي تتأثر بها أسواق المال العالمية وإن كان تأثير بعضها ضعيفا، إلا أن هناك نوعا من الشائعات له خطورة كبيرة في التأثير السلبي على المجتمع، وذلك في حالة تعلق الشائعة بأمور مصيرية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وترى أن الشائعات التي ليست لها أية قيمة أو تأثير لا يجب الالتفات إليها، أما الشائعات التي تسبب بلبلة فكرية أو تحدث اضطرابات وأضرارا داخل المجتمع بالإضافة إلى قصد سوء النية فإن القانون يجرمها، وذلك ما تنص عليه مواد قانون العقوبات. وعلى جانب آخر يؤكد الدكتور صلاح مدكور أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس: أن الشائعات شأنها شأن الدعاية فهما أسلوبان هدامان يحدثان أضرارا سلبية داخل المجتمعات عن طريق إثارة الغرائز واستغلال العواطف لإحداث فتنة داخل المجتمع والغرض منها أن تصل المعلومة التي يريد مروجوها أن تنتشر بين الناس بأسلوب فعال، وبذلك تكون النتيجة إيجابية لديهم وسلبية على المجتمع. ويشير الدكتور مدكور إلى أن الشائعات تستغلّ ما يسمى بـ”مفتاح الشخصية” وهو الوتر الحساس أو الاحتياجات التي هي نقطة ضعف الأشخاص. وتعبير “شائعة” يعني رسالة سريعة الانتقال الهدف منها إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف في غالبها تكون هدامة، لأنها تلعب على وتر احتياجات الناس في محاولة لإحداث التأثير الإيجابي لمروجيها خاصة في أوقات الأزمات. ويوضح الدكتور سيد عبدالباري مدير المراكز الثقافية بوزراة الأوقاف المصرية: أن الشائعات أمر مناف لما جاء به الدين الإسلامي جملة وتفصيلا، لأن الدين يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو عقائد باطلة أو سلوك سلبي، والشائعات حذر منها القرآن الكريم في كثير من آياته، كما السنة النبوية، حيث قال الله تعالي: “إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين” (النور 11-12).

جاء في موقع طريق الاسلام عن القرآن والحرب النفسية ضد الأعداء: المنافقون: وهم الخصم أو العدو الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا الخصم كانت الروح المعنوية لديه في أدنى مستوياتها، الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى أسلوب الخيانة والتلصُّص والكذب والكيد والمخادعة، وهذا لا يلجأ له إلا من كان على يقين أنه لا يستطيع المواجهة -لا أعني المواجهة العسكرية بل وحتى المواجهة الكلامية- فقد أظهر المنافقون خلاف ما يبطنون ولكن القرآن فضحهم فقال: “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ” (المنافقون 1)، ووصل بهم الحال إلى تشجيع غيرهم خِفية على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، والوعد كذباً بنصرتهم، قال تعالى: “أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ ِلأَخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لاَ يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ. لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ” (الحشر 11-13). وترجع الروح المعنوية الخائرة لدى المنافقين إلى أسباب نذكر منها: 1- حضورهم بعض المعارك التي خاضها المسلمون مع المشركين واليهود، ذلك الحضور الذي رأوا فيه الموت المُحقَّق، وشاهدوا شدة بأس المسلمين مع عدوهم في المعارك، مما جعلهم لا يفكرون مجرد التفكير بالمواجهة الكلامية فضلًا عن المواجهة العسكرية. 2- غياب المستند العقدي والفكري (الأيدلوجي) لهم، لذا كان منطلقهم هو الكِبر والحقد والغل ضد الإسلام والمسلمين “يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ” (المنافقون 8). 3- قلة أعدادهم فهم -مقارنة بأعداد المشركين أو اليهود أو المسلمين- قلة قليلة لذلك كان لسان حالهم يقول: إذا كان اليهود والمشركون قد هُزِموا أمام المسلمين فكيف بنا ونحن أقل عدداً وعدة؟ 4- تعرية القرآن لهم، وتوضيحه حقيقتهم الماكرة، حيث اكتفى الإسلام بمواجهتهم إعلاميًا. ومن أهم الوسائل التي يجب على الأمة المسلمة أن تأخذ بها لحماية جبهتها الداخلية والخارجية من الحرب النفسية التي يشنها العدو عليها، ما يلي: 1- الإيمان وقوة العقيدة: وذلك لأن العقيدة الراسخة القائمة على الإيمان بالله الذي لا يتزعزع، هي الركيزة القوية والعامل المنيع لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية. 2- الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية، لأن ذلك يُحصِّن المقاتل ضد آثار الحرب. 3- كتمان الأسرار ومنع ترويج الإشاعات، قال تعالى: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا” (النساء 83). 4- التصدي للقوى المستترة التي تُروِّج الإشاعات، قال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ” (الأنفال 60). 5- التلويح بالقوة: وهو مظهر آخر من مظاهر الحرب النفسية، ويُعتبر نوعًا من القتال غير المباشر هدفه إحباط معنويات العدو. 6- التهويل في الحديث عن قوة الاستعدادات ضد الأعداء. وقد استخدم التتار هذه الاستراتيجية في حربهم ضد المسلمين.

جاء في موقع براثا عن قراءة في مفاهيم الحرب النفسية للكاتب علي عبد سلمان: 1- الحرب النفسية السوقية: تستخدم كجزء متتم للسوق.وتوجه عادة إلى جميع المناطق الموجودة تحت سيطرة العدو لإضافة معنويات جيشا وشعبا وتقوية معنويات العناصر الصديقة والموالية. 2- الحرب النفسية التعبوية: تستخدم ضد جيش العدو على جبهات القتال بقصد إضعاف معنوياته. وتهدف إلى تسهيل احتلال المدن وتفتيت دعايات العدو والتحصين ضدها وتبرير الأهداف التي نجمت الحرب عنها. 3- الحرب النفسية المعززة للمعنويات: وتوجه نحو مكان المدنيين الموجودين خلف خطوط الجبهة وهي لحماية خطوط المواصلات والسيطرة على ألاجئين والأسرى ونقلهم والرد على فعاليات الحرب النفسية. إشكال الحرب النفسية: 1- حركات بيضاء (علنية ) أو المباشرة. 2- حركات رمادية (غير علنية )غير مباشرة. 3- الحركات السوداء (السرية ) هي الحركات التي لا يمكن تجلية مصادر معلوماتها بل تظهر فيها المعلومات من مصادر قد غشيها كثير من الغموض وتبرز وكأنها مصادر من مصدر غير مصدرها الحقيقي المتخفي كاستخدام محطات الإذاعة السرية التي تدعي انها تذيع من داخل ارض العدو وناشره معلومات مستقاة من تنظيمات موجودة داخل ارض العدو وتنشر معلومات تخشى الحكومة نشره وتسمى بالحمراء. الإشاعة: ليس من السهل وضع تعريف دقيق لمعنى الإشاعة لأنها تحمل معاني متعددة الإغراض وهذه التعريفات وان اختلفت في صياغتها ومصدرها ولكنها تعطي معنى واحد. حيث يعرف كل من (كولدالبورت –وليبون ستمان) تعريف الإشاعة في كتابهما سيكولوجية الإشاعة بأنها اصطلاح يطلق على رأي موضوعي معين مطروح كي يؤمن به من يسمعه وهي تنتقل من شخص الأخر عن طريق الكلمة الشفهية دون أن تطلب مستوى البرهان اوالدليل وعرفها الدكتور (مختار التهنامي) في كتاب (الرأي العام والحرب النفسية ) بأنها الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع أو تعتمد بالمبالغة آو التهويل آو التشويهفي سرد خبر فيه جانب ضئيل من الصحة والحقيقة أو إضافة معلومات كاذبة مشوهة للخبر أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للحقيقة. أو تعريف أخر الإشاعة عبارة عن تداول خبر غير معروف مصدره وهناك إشاعات بقصد معرفة الحقيقة ويستخدم هذا بقصد الوصول إلى الحقيقة والحصول على معلومات ونتائج من خلالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *