واجبات وحقوق المعلم: الاخلاص (ح 22)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
وردت كلمة اخلاص ومشتقاتها في القرآن الكريم: خَالِصَةً مُخْلِصُونَ وَأَخْلَصُوا مُخْلِصِينَ الْمُخْلَصِينَ أَسْتَخْلِصْهُ خَلَصُوا خَالِصًا مُخْلَصًا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ الْخَالِصُ. قال الله تعالى عن الاخلاص “إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ” ﴿ص 46﴾، و “إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ” ﴿النساء 146﴾، و “أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ” (الزمر 3).

جاء في موقع جامع الكتب الاسلامية عن حقوق المعلِّم وواجباته: المُعَلِّم الرسالي المنشود: العناية بالمظهر: فمما ينبغي العناية به الحالة التي يظهر عليها المعلم أمام طلابه، فالمعلم الرسالي يهتم بحسن سمته، وجمال مظهره، من نظافةٍ وتأنقٍ وتناسقٍ وطيب رائحة، بعيداً عن الإسراف وملتزماً حد الاعتدال، فذلك أدعى للقبول والتقدير له، فعَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَقِيَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ”، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: “إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، وَغَمَطَ النَّاسِ”. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ). قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ).

جاء في معاني القرآن الكريم: خلص الخالص كالصافي إلا أن الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصافي قد يقال لما لا شوب فيهن ويقال: خلصته فخلص. وفي فهرس الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي باب في إصلاح المحدث هيئته وأخذه لرواية الحديث زينته، جاء تحته المباحث التالية: البدأُ بالسواك، وقص الأظافر إذا طالت، والأخذ من الشارب، وتسريحه لحيته، ويسكِّن شعث رأسه، ويتجنب ما كُرِه ريحه، وغسل الثوب إذا اتسخ، وكراهة لبس الثوب الخَلِق وهو يقدر على الجديد، وبخوره ومسّه من الطيب، ونظره في المرآة.. وليكن ذلك سمته دائماً، لا قصراً على وقت الدرس ومكانه، لأن طلابه ربما يلتقونه خارج قاعة الدرس، في سوق أو حفل أو غيره. وأرى أيضا من تمام الاهتمام بحسن المظهر: المسكن الذي يسكنه، فلا يسكن إلا في مكان لائق ما دام قادراً على ذلك، فإن طلابه وزملاءه ربما يزورونه فيه، فليختر لنفسه ما يرفع قدره في نفوسهم، ومثله يقال في الأدوات التي يستخدمها أن يهتم بنوعيتها ونظافتها دون تكلف ولا مباهاة.