المواطن أهم من الانتخابات…

باقر جبر الزبيدي

حوادث في كل محافظات العراق سواء حرائق أو حوادث سير أو جرائم وهي تتصاعد في كل يوم وسط انشغال الحكومة وأجهزتها بموضوع واحد فقط وهو الانتخابات.

بعض أعضاء الرئاسات الثلاث ومجلس النواب وبعض المسؤولين الحكوميين وضباط الكبار وموظفون في مناصب مهمة يستعدون للمشاركة في الانتخابات كمرشحين وهم مشغولون بالتحضير للمعترك الانتخابي ولايعرفون كيف يوفقون بين مسؤوليتهم اتجاه عملهم وبين التحضير للانتخابات.

للأسف أصبحت الانتخابات أهم من حياة المواطن وأصبح كل ما يدور في العراق وكل المخاطر الخارجية ملف ثاني والأهم هو الفوز في الانتخابات وهنا لا بد أن لانغفل عن دور بعض الأحزاب المتحكمة في الوزارات والتي جعلت من هذه الوزارات حاليا مكاتب انتخابية ومصادر تمويل لمرشحيها أما خدمة المواطن فمؤجلة إلى ما بعد الانتخابات.

بل إن بعض الأحزاب عمدت إلى تفريغ أعضائها من العاملين في الوظائف الحكومية وتم منحهم أجازت طويلة وتركوا مصالح الناس معطلة.

هذه الأفعال بعضها مقصودة ولايأتي من فراغ والهدف هو دفع الناس للعزوف عن المشاركة في الانتخابات ولتضمن هذه الأحزاب مشاركة جمهورها فقط.

ومع كل يوم يفقد المواطن الثقة والأمل في الانتخابات والعملية السياسية بشكل عام وهو يشاهد الحكومة والمنظومة السياسية منشغلة تماما عن ما يعانيه من ارتفاع أسعار وقلة فرص العمل وعدم توفر الخدمات وأزمة المياه الخانقة.

سنصل في المرحلة القادمة إلى أخطر مراحل الجمود السياسي وستنهار منظومة العقد السياسي التي بموجبها تعمل الأحزاب وتتشكل الدولة وعند نقطة النهاية سيحدث الانفجار وسيعاقب الجمهور كل من تخلى عنه وانشغل بقضايا حزبية وفئوية

باقر جبر الزبيدي

زعيم تحالف مستقبل العراق

22 تموز 2025