باقر جبر الزبيدي
ما جرى في شمالنا الحبيب من مواجهات مؤسفة بين العشائر الكردية وقوات من البيشمركة هو مؤشر خطير لا بد من الوقوف عنده طويلا.
شمال الوطن كان ولا يزال يمثل نقطة أمن وأمان للعراقيين بكافة أطيافهم وقد كان لنا زيارات متعددة لشمال الوطن أيام التنسيق المشترك للمعارضة الوطنية خصوصا مع الراحل الكبير الرئيس جلال طالباني والراحل نوشيروان مصطفى.
المواطن الكردي وقع أسيرا بين خلافات لا ناقة له فيها ولا جمل ومع اقتراب كل دورة انتخابية تعود مشكلة تسليم موارد الإقليم للظهور رغم أن من شكّلوا الحكومة اتفقوا على حل المشكلة إلا أنهم يقعون في نفس الأخطاء في كل مرة وهو دليل على عدم وجود رغبة حقيقية لمعالجة هذه الأزمة الجذرية.
الأزمة الكردية هي نتيجة اتفاقات سرية وقعت تحت جنح الظلام كان الهدف منها مصلحة حزبية ضيقة لا مصلحة أي مواطن عربي أو كردي وهنا لابد على الجهات المسؤولة أن تدرك أن هناك الكثير من المعطيات التي تغيرت في المشهد ولا يمكن أبدا أن تستمر الحيل والمماطلة والتسويف اتجاه حقوق المواطن الكردي الذي لايعرف لغاية اليوم السبب الحقيقي لقطع نسبة من رواتبه.
الثورة الكردية ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة المواطن الكردي خلال السنوات الماضية تحمل الفقر والعوز وأجبر على ركوب زوارق الموت بحثاً عن حياة كريمة واليوم أغلقت كل الأبواب أمامه وهو يشاهد البذخ الذي تعيشه جهات حزبية فيما يعاني هو شظف العيش.
المواطن العراقي عربيا كان أو كرديا شيعيا كان أو سنيا لم يعد قادرا على تحمل عملية إفقاره الممنهجة والتي تشمل غياب فرص العمل وارتفاع أسعار الدولار وعدم توفر الخدمات والضرائب التي تزداد كل يوم وهو يوجه رسالة أخيرة لكل رجال السلطة مفادها أنه لا أحد في مأمن من غضب الشعب…
باقر جبر الزبيدي
زعيم تحالف مستقبل العراق
13 تموز 2025