اشارات قرآنية عن الامام الحسين عليه السلام من سورة النساء (ح 5)

فاضل حسن شريف

جاء في موقع براثا عن روايات عن الامام الحسين عليه السلام و القرآن الكريم (ح 1) للدكتور فاضل حسن شريف: من اقوال الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام عن كتاب الله القرآن الكريم: (مَنْ قَرَأ آيَةً مِنْ كِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في صَلاتِهِ قائِماً يُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْف مِئَةُ حَسَنَة، فَإِذا قَرَأَها في غَيْرِ صَلاة كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْف عَشْرَ حَسَنات، وَإِنِ اسْتَمَعَ الْقُرْآنَ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْف حَسَنَةً، وَإِنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلاً صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتّى يُصْبِحَ، وَإِنْ خَتَمَهُ نَهاراً صَلَّتْ عَلَيْهِ الْحَفَظَةُ حَتّى يُمْسِيَ، وَكانَتْ لَهُ دَعْوَةٌ مُجابَةٌ، وَكانَ خَيْراً لَهُ مِمّا بَيْنَ السَّماءِ إِلىَ الأْرْضِ). وعنه عليه السلام (أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإنّ السنّة قد أُميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت). روي في مناقب ابن شهرآشوب: عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” (الفرقان 74)، قال: نزلت هذه الآية و الله خاصة في أمير المؤمنين عليه السلام، قال: كان أكثر دعائه، يقول: ربنا: “هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا” (الفرقان 74)، يعني فاطمة، “وَذُرِّيَّاتِنَا”: يعني الحسن و الحسين “قُرَّةَ أَعْيُنٍ”، قال: “وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” (الفرقان 74) قال: نقتدي بمن قبلنا من المتقين، فيقتدي المتقون بنا من بعدنا. لما وجد الحسين عليه السلام مروان بن الحكم في طريقه ذات يوم، فأراد منه مروان أن يبايع يزيد، ولما كشف له الإمام عن معايب يزيد، غضب مروان من كلام الحسين ثم قال: واللّه لا تفارقني حتى تبايع ليزيد صاغرا، فإنكم آل أبي تراب قد ملئتم شحناء، واُشربتم بغض آل بني سفيان، وحقيق عليهم أن يبغضوكم، فقال الحسين: إليك عني فإنك رجس، وإني من أهل بيت الطهارة، وقد أنزل اللّه فينا “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير” (الاحزاب 33)، فنكس مروان رأسه ولم ينطق. وعن الضحّاك بن عبداللّه المشرقي، قال: فلمّا أمسى حُسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون، قال: فتمرّ بنا خيل لهم تحرسنا، وإنّ حسينا ليقرأ: “وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ” (ال عمران 178-179). وقد اشار الامام الحسين عليه السلام ان الانسان عليه عبادة حقيقية لله تعالى وذلك بالرجوع اليه سبحانه عند حصول تنازع “فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ” (النساء 59). وقال الامام الصادق عليه السلام (ان الله قد جعل في قلوب المؤمنين حرارة لحب الحسين) كما جاء في الاية “إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ” (ال عمران 68) لان اتباع الانبياء والاولياء الصالحين يعني السير على منهجهم، وما منهج الامام الحسين عليه السلام الا مصداق ليكون نبراس في قلب كل مؤمن ومؤمنة.

جاء في موقع شفقنا عن مقالة نهضة عاشوراء ومبادئها القرانية:  رُوي أنّ الإمام الحسين عليه السلام كتب وصية، وأودعها عند أخيه محمد بن الحنيفة في‌ المدينة. وقد ذكر في هذه الوصية أهداف نهضته عليه السلام، جاء فيها: (إنِّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي، أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب). فقد كان أحد أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام، هو إصلاح الأُمّة الإسلامية، في كافّة الأبعاد الفردية والاجتماعية والعقائدية والسياسية والاقتصادية. ويُعتبر طلب الإصلاح أحد أهمّ أهداف الأنبياء، والتي بُيِّنت في القرآن الكريم بشكل واضح، فقد جاء في القرآن الكريم على لسان النبي شعيب عليه السلام: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ). وقال تعالى: “لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ” (النساء 114).

عن كتاب  الشعائر الحسينية للمؤلف الشيخ محمد السند: النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحسين موقف واحد: كان أصحاب الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء مستعدين لتلك المواجهة الصعبة في ليلة عاشوراء، فهم قد استمروا في نصرة سيد الشهداء عليه السلام مع أن الحسين عليه السلام قد برأ ذمتهم وجوّز لهم الإنصراف، وحينئذٍ سيكون وحده يواجه هذا الجيش الجرار، وقد أمر اللهُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجاهد الكفار حتى لو وصل به الأمر أن يبقى لوحده في الميدان، قال تعالى: “فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ” (النساء 84) فالحسين عليه السلام مستعد للقتال حتى لو كان وحيداً وهذا يدلل على أن موقف الحسين عليه السلام في قتال بني أمية يضاهي ويماثل موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قتال الكفار، وهذا الموقف لم يؤمر به الإمام علي عليه السلام، لأن وظيفة الإمام علي عليه السلام وكذلك الإمام الحسن عليه السلام أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان، ويسقط بذلك عنه التكليف، أما الإمام الحسين عليه السلام فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده كما أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الآية الآنفة الذكر.