احمد نعيم الطائي
لم تعد مفاهيم مثل التخابر، التآمر، الخيانة العظمى، أو التجسس مفهومة كما يجب في العراق، فقد تداخلت مع المواقف السياسية وتحوّلت ،بمرور الوقت ،إلى سلوك علني تمارسه شخصيات وكتل سياسية وحتى مواطنون، بلا حرج، بل أحيانًا بغطاء إعلامي أو قانوني.
لقد أُفرغت هذه المصطلحات من مضمونها الوطني، وأصبح الخائن يُقدَّم بصفة معارض، والمتآمر يُسوَّق على أنه صاحب رأي، أما من يدافع عن الثوابت والسيادة، فقد يُصنّف تطرفًا أو ميليشيا.
وفي هذا الخلط المُمنهج تُذبح الحقيقة بصمت، وتُكافأ الخيانة على أنها دهاء سياسي.