بالقلم العريض حول:كلام ‫سفير بريطانيا ببغداد‬ وانزعاج السلطات العراقية!

سمير عبيد

#أولا: عجيب أمر الذين يحكمون في العراق وخصوصا شيعة السلطة .فهؤلاء الناس لا يعجبهم العجب إلا إيران وما يخرج عن ايران حصراً .فهم صاغرين حتى لو كان الموجه لهم عريف إيراني،ومنفذين لكل شيء يخرج من نظام ايران وقادتها ويعتبرونه مقدساً .محاولين من خلال ذلك ترسيخ مفهوم وثقافة لدى شيعة العراق أن الشيعة في العراق ذيول لايران، وان التشيع مصدره ايران ومرجعيته ، وان جنوب العراق لا بل العراق ضيعة إيرانية” وكله هراء” ولسببين رئيسين هما :-

#السبب الاول :-هؤلا يحركهم العِرق الدساس. اي أن أجسادهم وتربيتهم وولاداتهم وأوراقهم في العراق .ولكن حنينهم إلى جذورهم وجيناتهم غير العربية وغير العراقية ( وبالتالي قلة الوفاء والغدر هي طباع راسخة فيهم ) وللعلم انهم لا يشكلون 5% من الشيعة ألعرب العراقيين بل اقل من ذلك !

#والسبب الثاني : انهم جهلة ولم يقرأوا التاريخ جيدا ليتعلموا ان العراق صخرة عندها تحطمت جميع الإمبراطوريات الاستعمارية . ومثال :- ان الأخمينيين وعندما قرروا غزو العراق” بابل ” واحتلاله( 321 – 539 ق.م) فكم حاولوا تذويب سكان بلاد الرافدين “العراق” وخصوصا أبناء الجنوب وجعلهم يتكلمون الفارسية ويتثقفون بغير الثقافة العربية وهي الفارسية ففشلوا وتم طردهم في آخر المطاف .وعندما خرج الأخمينيون من العراق هم الذين كانوا يتكلمون العربية وليس العكس. والتاريخ سيعيد نفسه بنسبة ١٠٠٪؜ !

#ثانيا:-

:-يعتقد هؤلاء الذين خطفوا السلطة عام ٢٠٠٣ بخداع شيعة العراق وبدعم ومساعدة ايران ( اي أعمدة شيعة السلطة حاليا) يعتقدون أنهم ملائكة انزلوا من السماء ليحكموا العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة. وبالتالي كيف يكون النقد والاعتراض على الملائكة وحكمهم لا سيما وانهم مُنزلين من السماء بآيات ( هكذا ينظر شيعة السلطة إلى انفسهم في العراق / وبالتالي يرفضون كل نقد ). وهكذا اقنعوا انفسهم أنهم لن يستبدلوا اطلاقاً ،وسوف يحكمون العراق إلى قرون قادمة ! ( ألَم نقل لكم انهم جهلة في التاريخ ولم يقرأوا شيء)

:-فنتمنى ان ينظر هؤلاء إلى خلفياتهم وأين كانوا ،ومن اين اتوا ،وكيف كانوا يعيشون، وكيف جمعهم الشيطان الأكبر من الأرصفة والضياع والعوز والقهر والتهميش وبمساعدة منظمة الايباك اليهودية والمحافظون الجدد ” اليهود المتشددين والإنجيليون الأكثر تشددا، ومن قبل استخبارات الدول ) فليتذكروا ذلك عسى “يستعدل عندهم البلنص ” ويكونوا عقلانيين متواضعين !

:- فهؤلاء يذكروننا بطائر ” الهدهد” الذي يرى بنفسه الفطن والجميل ولكن ساقيه كريهتين ويفرزان مادة نتنه وكريهة فتراه دوما وحيدا لان الطيور تهرب من رائحته الكريهة رغم جمال منظره ..وكذلك طائر ” الطاووس ” الذي يرى بنفسه اجمل الطيور وأحلاها ويمشي الخيلاء وملوك الطيور متناسيا ساقيه العاريتين الكريهتين بحيث حال ما ينظر اليهما يتحول إلى طائر شرس وعدواني فيثير التراب والغبار على الطيور والمكان ليغطي على ساقيه الكريهتين (( وهناك قصة الحية والطاووس .وخروج آدم من الجنة(الجزء الثالث)قصة الطاووس مع إبليس(لعنه الله): قيل: أن طائر الطاووس هو من ساعد إبليس على دخول الجنة، ودله على الشجرة التي أكل منها سيدنا آدم وزوجه عليهما السلام، وكانت سببا في خروجهما من الجنة… لكي تعرفوا أننا عندما نربط الأمور ببعضها البعض ليس عبثا!

#ثالثا : #وبالعودة_لموضوع_تصريحات_السفير_البريطاني في بغداد الاستاذ ” عرفان صدّيق”

:-فالتصريحات التي ادلى بها السفير البريطاني في بغداد لوسائل الإعلام كانت تصريحات وعقلانية وصحيحة جدا ويتداولها معظم العراقيين في بيوتهم ومجالسهم . لا سيما فعندما يتكلم المتكلم وهو بدرجة سفير ولدولة مهمة جدا في العراق تاريخيا وحاضرا وهي بريطانيا فإذن كلامه ليس كلاما شخصيا بل هو سياسة دولته بريطانيا 🇬🇧 في العراق .والذي لم يعجبه كلام السفير عرفان صديق فليضرب رأسه في الحائط واصلا لن يستمع له السفير .فهذه بريطانيا ابو ناجي صاحبة الفضل الاول باسقاط نظام صدام حسين وإعطاء الحكم لهؤلاء المنزعجين الآن من كلام السفير البريطاني هؤلاء قليلي الوفاء .لا بل حتى الحصانة والحماية الدينية التي أعطيت لحكم ونظام هؤلاء منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن كانت بعلم وترتيب بريطانيا!

:-وبريطانيا قبل أن يتكلم سفيرها ببغداد بهذا الوضوح قد بلغت الجهات الشيعية الدينية العليا في العراق التي أعطت حصانة وحماية لشيعة السلطة وفسادهم منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الان بأن دورها قد انتهى، والنظام القادم في العراق هو نظام حليف للمجتمع الدولي، ونظام وطني رئاسي علماني وغير مسموح بتدخل الجهات الدينية ، وسوف ينتهي عهد الإسلام السياسي الشيعي . والتشيع القادم في العراق هو تشيع صوفي مسالم لا يميل للسياسة ولا يتدخل فيها ، وينهج من نهج وفكر الامام علي عليه السلام.

:وبالتالي ليس اعتباطا عندما زار السفير البريطاني السابق مرقد الامام علي ع وتكلم كثيرا عن الامام علي. ولكن الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة في العراق كعادتها معزولة عن العالم والواقع، وفقط عشقها وهيامها بالحرس الثوري وايران والجنرال قاآني ولهذا ارسلت جميع ميزانيات العراق إلى ايران وجعلوا من العراق ضيعة لايران ولا يسمعون غير التوجيهات الإيرانية…ولكن هذا العهد شارف على الانتهاء قريبا !

#رابعا:-ثم واحد من التصريحات التي قالها السفير البريطاني الاستاذ ( عرفان صدّيق) هي رسالة بريطانية واضحة إلى المرجعية الشيعية في النجف ( صديقة بريطانيا ) ان تبادر إلى فتوى بإنهاء ( الحشد الشعبي) كونها صاحبة فتوى التأسيس! ….ولهذا قال السفير بالحرف ( ان الحاجة للحشد الشعبي انتهت بعد هزيمة داعش ) علما أن هزيمة داعش لن ولن تتحقق لولا التحالف الدولي بشكل عام والدور الاميركي البريطاني بشكل خاص .

#خامسا:-

:-للعلم أن التحالف الدولي بقيادة المجتمع الدولي للتغيير سوف يكون بثقل عالمي دولي .ولكن بتواجد ودعم أميركي بريطاني كبير. فكفى نفخ وعنتريات على الفاضي فهذه بريطانيا ابو ناجي التي تعرف حتى الوان ملابسكم الداخلية وتسمع شخيركم وهمساتكم وانتم بأحضان نسائكم .

:-فجميع الطبقة السياسية الحاكمة وبضمنها شيعة السلطة هم دخلوا في العد التنازلي للرحيل المؤلم. ونقول مؤلم لان هناك محاكم قاسية تنتظرهم جميعا وسوف تصل تلك المحاكم حتى لجهات ورموز دينية ترى بنفسها كبيرة ( لقد انتهت حقبة قداسة الأفراد والمكاتب والمحافل والمؤسسات ) وسيبدأ قريبا عهد (من أين لك هذا ؟ ولماذا فعلت هذا وذاك ؟

سمير عبيد

١٠ آب ٢٠٢٥