اسم الكاتب : رياض سعد
حتى هذه اللحظة لا زالت فلول الفئة الهجينة و( لملوم) العثمنة تتمسك بخيوط العمالة للأجنبي ولكل دول العالم بما فيها الدول التي قد لا تذكر بنشرات الاخبار ؛ وتلعب نفس الألاعيب القديمة وتكرر عين الدعوات الكاذبة , والادعاءات الفارغة من كل محتوى صادق و واقعي , وبعد كل هذه التجارب السياسية المريرة اضحت هذه الفئة الغريبة تذرف دموع التماسيح على وطن هم أول من جنوا عليه ومزقوه اربا اربا وقسموه وجزؤه وقضموا اراضيه لصالح دول الجوار ونهبوا ثرواته وسرقوا خيراته وقدموه على طبق من ذهب لكل من هب ودب , اذ لم يبق اعلامي مأجور ولا كاتب مرتزق ولا مجرم حاقد ولا متسول رخيص ولا غريب مجهول ولا مدعي افاك ولا مافيا دولية ولا شركة استعمارية من دول الجوار والعالم وشذاذ الافاق والاعراب وادعياء العروبة الا وغرف غرفة من خيرات وثروات أرض السواد ؛ الا اهله الاصلاء فقد كانت حصتهم من اللعبة الاستعمارية البريطانية الامريكية الخبيثة ؛ الوطنية الصادقة المتوجة بالحرمان والدماء والآهات والفقر والعوز والتهميش والقتل والاقصاء والابادة … الخ .
وعلى الرغم من مسيرتهم الدموية القبيحة و زمنهم الاغبر و الذي استمر 83 عاما ؛ لم تراجع الفئة الهجينة حساباتها ولم تعترف بجرائمها ومجازرها وخطاياها الشيطانية التي اهلكت الحرث والنسل ودمرت البلاد والعباد .
بل لا زالوا يعزفون على نفس الاوتار ولكن بوجوه اخفت حقيقتها مساحيق الجمال؛ وسحنات اجرامية ضيعت ملامحها الحقيقية عمليات التجميل المستمرة ؛ فها هم شراذم البعث المجرمين وزبانية المشنوق صدام الهالك الارهابيين وجوقات القومجية المنكوسين وبقايا العثمنة الحاقدين قد اعتلوا منابر الاعلام وحقوق الانسان ورفعوا شعارات الوطنية والقومية العربية والعدالة الاجتماعية … الخ ؛
وما زالت حملات التضليل الاعلامي والتشويه والتزوير وتزييف الحقائق وخلط الاوراق واللعب على مشاعر الناس الصادقة والرقص على جراح المواطنين واللف والدوران جارية على قدم وساق ؛ والهدف منها استغفال البسطاء من الامة العراقية وتغييب وعي الاغلبية العراقية .
تحرض الفئة الهجينة وشراذم البعث الغادر على نشر ثقافة استغفال العقل العراقي من خلال كل الأدوات المتاحة لديها وأهمها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الالكترونية ؛ وذلك لاستبقاء الهيمنة على الطبقات الفقيرة والبسيطة وغير المثقفة من الامة العراقية ؛ لضمان ولائها او تحييدها او تجميدها , وصرف طاقتها في الفراغ، وتبديد مجهوداتها في الهواء , ويكفي أن يتابع العراقي الاصيل الواعي على مدى ساعتين لا أكثر ما يبث على فضائيات ومواقع وصفحات وصحف بقايا العثمنة وصعاليك الفئة الهجينة وايتام البعث وازلام دوحي بن صبحة والقومجية ؛ ليكتشف حجم التدليس ودس السم الزعاف في العسل والنفاق وترويج الأكاذيب وتبييض صفحات مجرمي الفئة الهجينة من الانظمة الطائفية العملية الدخيلة الحاقدة – من 1920الى 2003 – ونشر الخوف وبث الرعب بين العراقيين الاصلاء من خلال طابور طويل من المهرجين والمنكوسين والعملاء المأجورين ممن يطلق عليهم مجازاً صفة الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمحليين السياسيين والتكنوقراط ؛ بل حتى بعض اهل الاختصاص من الذين باعوا ضميرهم وصاروا مرتزقة خونة ؛ وهؤلاء ممن ينطبق عليه قول فرويد : ((كثير من أصحاب الشهادات تربيتهم حقيرة )) .
وها هو التاريخ يعيد نفسه ؛ اذ يتضح لنا يوما بعد آخر , أن فلول الفئة الهجينة تقف وراء كل مصائب وازمات وانتكاسات وحروب واغتيالات وجرائم وتفجيرات العراق ؛ فما من مؤامرة الا وهم وراءها , وما من مجزرة الا وهم منفذيها , واغلب الدعايات المغرضة والاخبار المزيفة والدراسات السطحية والرؤى السلبية والافكار الظلامية الاجرامية هم منبعها وجذرها .
واليكم هذا المثال القريب ؛ فبعد سقوط صنم الطائفية والعنصرية والدكتاتورية الخسيس دوحي بن صبحة عام 2003 , برزت الوجوه الطائفية لفلول ولملموم الفئة الهجينة بشكل سافر وعلني , وطفحت على السطح دعوات التطهير الطائفي و العرقي والابادة الجماعية , وسقطت اقنعة الوطنية والقومية العربية والعلمانية … الخ , فقد اعلنوا حربا شعواء لا هوادة فيها ضد الاغلبية العراقية , اذ جرت عمليات ارهابية وهجمات وحشية وتفجيرات دموية استهدفت أساسا المناطق ذات الأغلبية العراقية في العراق , وان هجمات السيارات المفخخة وعمليات الانتحاريين – من الغرباء والدخلاء والاجانب وايتام البعث وازلام الطغمة البائدة – استهدفت الأسواق المزدحمة والمشافي والمستشفيات والمدارس وروضات الاطفال والمساجد والمآتم والاعراس والشوارع والحدائق والمراقد المقدسة والدوائر الخدمية والحكومية ودكاكين الكسبة ولم تفرق تلك التفجيرات والاغتيالات بين طفل وشيخ وامرأة وعاجز معاق …!!
طيلة تلك السنوات كنا نشاهد العديد من الجثث والجرحى الذين كانوا مضرجين بالدماء على الأرصفة والشوارع والمساجد … الخ ؛ لم يسلم من شرهم شيء وطال اذاهم كل العراقيين الاصلاء بلا استثناء , ولا غرو في ذلك فهم ابناء الاحتلالات الاجنبية وبقايا العثمنة ورعايا الاستعمار الانكليزي وقد تربوا على الاجرام والارهاب ونشأوا في ظل حراب معسكرات الاحتلالات الاجنبية واقبية المخابرات الدولية .
وقد أكد الرئيس الطالباني ذلك ؛ اذ قال الرئيس العراقي جلال طالباني : (( إن أكثر من 70% من ضحايا العنف في العراق خلال عام 2006 هم من الشيعة )) ومما لاشك فيه ان 30% الباقين هم من المسيح والصابئة والايزيديين العراقيين والسنة الاصلاء من اتباع واحفاد الامام ابي حنيفة العراقي .
وكعادة الفئة الهجينة في التطرف تصدر العراق الدول بأعلى معدلات الارهاب والعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة والعنف والقتل والتدمير ؛ جراء جرائمهم ومجازرهم المتكررة و افعالهم الخسيسة وعقليتهم العفنة وعمالتهم المعهودة , فطالما هرب العراقي الاصيل من الموت الى الموت بسبب هذه الطغمة , وانتشرت مدن وقرى الذبح والفتك وشاعت بيننا مثلثات الموت ومربعات الخسة … الخ .
وقد اشارت الإحصائيات التي نشرها مؤشر الإرهاب العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015: (( إلى ارتفاع عدد قتلى العمليات الإرهابية بتسعة أضعاف منذ بداية القرن الحالي ؛ ففي الوقت الذي حصد فيه الإرهاب أرواح 3329 شخصا سنة 2000، ارتفع هذا الرقم سنة 2014 إلى 32685، في أعلى مستوى له منذ 15 سنة.
وفي العراق وحده، بلغ عدد القتلى الذين سقطوا سنة 2014 ثلاثة أضعاف مجموع ضحايا الإرهاب في العالم كله سنة 2000.
… ولم يشهد العراق هجوما انتحاريا واحدا قبل سنة 2003. أما بعد هذا التاريخ، وإلى غاية نهاية سنة 2014، فشهد البلد 1892 عملية انتحارية، متسببة في مقتل قرابة 20 ألف شخص )) .
وطالما رفعت الطغمة الهجينة شعار : (( للقلم والبندقية فوهة واحدة )) والقصد الحقيقي من وراء تلك الشعارات ؛ هو ابادة وتهميش واستغلال الاغلبية العراقية عن طريق الاعلام والارهاب معا .
وعلى مدار العقود الثمانية العجاف ظلت الطغمة الهجينة توهم الجماهير الشعبية و ابناء الامة العراقية بالوعود – التي هي اصلا تعتبر من حقوق المواطن العراقي – ولم تصدق تلك الفئة المارقة والطغمة الفاسدة في أي منها .
ومما لاشك فيه ان شخصيات الفئة الهجينة لا تبالي بالنقد ولا تعير أهمية لمشاعر الجماهير الصادقة ولا تهتم لكلام العراقيين ؛ وقد سأل احد الحكماء عن شر الناس ؟ قال : الذى لا يبالى ان يراه الناس مسيئا .. ؛ وهذه الحكمة تنطبق على الطغمة الهجينة , فهؤلاء المجرمون المنكوسون العملاء الحاقدون لا يبالون بمشاعر ملايين الضحايا من العراقيين ولا يشعرون ب الام واهات وحسرات ودموع قوافل المعذبين والمعاقين والمحرومين وذوي القتلى والشهداء والمعدومين والثكلى واليتامى والمرضى من العراقيين والوطنيين الذين عاصروا عهودهم السوداء وحكمهم الدموي الخسيس .
فقد كانت بل و لا زالت الطغمة الهجينة لا تبالى برأي العراقيين فيها سواء كان الرأي جيدا او سيئا ، بقدر ما يهمهم حماية انفسهم وذويهم فقط من غضب الامة العراقية و صولة احرار العراق صونا لحياتهم .. فلا تستغرب عندما تشاهد صدام و معه حماية مدججة بأحدث الاسلحة وفرق امنية خاصة لا عد لها ولا حصر حينما يزور مدرسة ابتدائية للأطفال الابرياء العزل …!!