اسم الكاتب : رياض توفيق مجيد
بعد ان حددنا الاهداف في تقديم الخدمات نقوم بالتخطيط للوصول إلى هذه الاهداف…ووضع تسلسل للخطوات واتخاذ القرار للطريقة التي سيتم بها التنفيذ حيث أهداف التخطيط والتنظيم هو توفير المال والوقت وإنجاز العمل بجودة عالية.. بعد التأكد من البقاء على المسار الصحيح والالتزام بالخطة وجدولها الزمني وبأن اهدافها محددة وقابلة للتحقيق لواقعيتها…وان الخطوة الاولى في التنفيذ هي فهم المهمة وفهم التعليمات والارشادات **
خاض العراق بمطلع السبعينيات تجربة خطة انفجارية خمسية وخطة لعشرة سنوات اخرى باستراتج بعيد المدى ووضع الخطط القصيرة والبعيدة وحدد صورة الاهداف واضطر لاستخدام العمالة الاجنبية والعربية لقلة الايدي العاملة الماهرة وغير الماهرة وصاحبة الاختصاص الدقيق لبعض الاعمال وغفل لحل مشاكل بعض الاهداف الخدمية عن الاسبقيات بسبب من الاستعجال في التنفيذ ربما لجهل بعض المنفذين او خوفا من ان يقال تأخر التنفيذ عن موعده وقد انتقد بعض الاقتصاديين والأساتذة الاكاديمين هذه الخطط الانفجارية والتي راحت تنفذ كل شيء بكل المجالات في وقت واحد وبسرعة افتقدت للتنسيق بين المكان والامكانية والسعة والطاقة الاستيعابية….الخ فعندمنا اردنا القضاء على أزمة النقل قمنا باستيراد باصات كبيرة من مناشيء متعددة وعندما وصلت لم نجد شوارع كافية ولاعدد سائقين كافي لقيادتها ولا كراجات كافية لمبيتها ولا ورش تصليح وصيانة كافية ولا عدد فنيين كافي لادامتها صالحة للعمل….الخ مما استدعى للتعاقد مع بلدان اجنبية لاستيراد سواق لقيادة هذه الباصات، ، اضطر العراق لدفع رواتب بالعملة الصعبة وتوفير السكن والضمانات الاخرى الصحية منها وذلك لاننا لم ندرس اسبقيات هذه الخطوة **
طلبت وزارة الصحة استيراد جهاز لفحص المساحة البصرية وهو جهاز غالي الثمن يقيس مساحة البصر بعد اصابات الراس بحوادث مثل الاصطدام او ما شابه وعندما وصل الجهاز للمستشفى لم يجدوا مكان له وبقى باروقة المستشفى فراح كل من يفرغ من شرب الشاي او القهوة يضع الفارغ على الجهاز الغالي الثمين والمهم (مع الاسف) هذا بسبب عدم تهيئة غرفه او العيادة الخاصة لهذا الجهاز كذلك هناك أجهزة ثمينة تم استيرادها لتقدم خدماتها وتسهل مهمات لم نجد من يعرف تشغيلها او صيانتها **
كذلك تم بناء جزء كبير من كلية زراعة احدى الجامعات الحكومية وفي ليلة تفاجءنا بسقوط المبنى بالكامل بسبب الاستعجال ببناء المبنى حيث كان المسؤول يريد أن يثبت نجاحة بالإنجاز بزمن قياسي ***
ازدحمت الشوارع الخارجية والداخلية لكثرة لوريات نقل البضائع المستوردة لصالح انجاز مشاريع الوزارات بوقت واحد ولوريات نقل المواد الانشاءية من رمل وحصى وطابوق وحديد والأسمنت من انتاج محلي او مستورد مما أدى إلى حدوث حوادث مؤسفة راح ضحيتها عدد من المهندسين الشباب والعاملين من عراقيين واجانب وخربت الشوارع المبلطة للضغط الكبير عليها باوزان شاحنات فوق طاقة الشارع التصميمية **
وتفاجا الجميع بسقوط ارصفة موانيء البصرة لكثرة المواد والبضاعة المستورده التي لم يتحملها رصيف الميناء والطلب الكثيف والعجالة بطرح البضائع وتكدسها على الرصيف البحري
وعدم اللحاق بالنقل بعد التفريغ لذا كان المفروض بناء مواني وارصفة كافية لاستقبال مثل هذه الكميات من البضائع ومد شبكة طرق تستوعب هذه الحركة وهذا الثقل ان عدم الاهتمام وادراك الاسبقيات كان له التاثير الكبير بتخريب منشآت وطرق وبنى تحتية وازهاق أرواح غالية ومهارات كلفت البلد الكثير لاعدادها وصناعة خبراتها **
ولا انسى ان عدم الحساب باعداد الاسبقيات زاد الطلب على كل شيء فرفع اسعار المواد من جميع الانواع غذائية او انشاءية واجور العمل وتبعتها الخدمات واجور النقل والسكن لشدة الطلب **
اذن فالاسبقيات والاهتمام بها وادراكها هي الخطوات السليمة والسلمية للبدء للوصول لنجاح ماهو مطلوب من أهداف التخطيط.