اسم الكاتب : مهدي قاسم
غالبا منا نلتقي مع ورود مفردة ” التسامح ” في سياق التطرق إلى خلافات فكرية أو اختلافات ثقافية و عقائدية بين أفراد و أقوام كأصحاب هويات ثقافية مختلفة ..
ليخطر على بال القارئ السؤال التالي والمشروع :
ـــ التسامح عن ماذا ؟.. فهل الاختلاف في الرأي والعقيدة أو الهوية الثقافية ، يُعتبر جناية أم أثما أو ذنبا ، بحق أحد ما ، حتى يستدعي الأمر تسامحا أو غفرانا له ، من قبل المختلف معه في الفكر أو الرأي أو في طبيعة العقيدة التي يؤمن بها ..؟
فكلمة التسامح تعني ـــ بشكل من الأشكال ـــ التعبير عن العفو أو غض النظر عن تجاوز أو إساءة ..
فأين تصرفات التجاوز أو الإساءة ، إذا كنتُ أؤمن بهذا الدبن أو ذاك ، أم بهذه الأيديولوجيا أم تلك ؟ ، أو أن هويتي الثقافية تختلف عن غيرها من ثقافات أخرى في العالم ؟، لكي يُعبّر لي الأخرون عن ضروب التسامح والغفران، لهذا السبب فقط ؟..
لذا فأنا اعتقد أن كلمة التسامح يجب أن تستخدم أثناء التعبير عن العفو والغفران بخصوص الذنب أو الإساءة المُرتكبة بين المذنب المتجاوز و المتضرر المتسامح ..
بينما مفردة” المرونة ” هي المناسِبة ــ طبعا حسب تصوري أنا ــ في الإشارة إلى الاختلافات في الرأي و العقيدة أو الهوية الثقافية والروحية .
فالمرونة تعني التقبل ، و رحابة الصدر ، والتعايش السلمي بين هذه الهويات المختلفة والمتواجدة بألفة جنب بعضها بعضا ..
كذلك الأمر بالنسبة للهويات الثقافية الوافدة التي تحاول الاندماج و الانسجام قدر الإمكان ، دون فقدان الخصوصية لجذور هويتها الثقافية والروحية..