الكاتب : فاضل حسن شريف
لاشك أن المقاومين العراقيين يأخذون بالنصيحة الأمينة للمرجعية الدينية العليا التي تطلب منهم اتباع الأوامر الصادرة من القيادة العليا للدولة العراقية التي يهمها مصلحة العراق وتنميته. وهذا ديدن الرسل والأئمة عليهم السلام النصيحة الأمينة وكيف لا فان المرجعية هي الحفيدة المعنوية التي تتبع رسالات الرسل ومن بعدهم نصائح الأئمة سلام الله عليهم أجمعين. ومن يرفض هذه النصائح الأمينة فأن الله تعالى لهؤلاء بالمرصاد و تلاحقهم لعنات التاريخ كما حصل للطغات أمثال صدام الذي كان يرفض بل يعدم كل ناصح أمين. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الأعراف 68) “أبلغكم رسالات ربي” أي: نبوات ربي. إنما قال “رسالات” هنا وفيما تقدم بلفظ الجمع، لأن الرسالة متضمنة لأشياء كثيرة من الأمر والنهي والترغيب، والترهيب، والوعد والوعيد، وغير ذلك، فأتى بلفظ يدل عليها. وإذا قال رسالة ربي بلفظ الواحد، أتى بلفظة مشتملة على هذه الأشياء بطريق الاجمال. “وأنا لكم ناصح” فيما أدعوكم إليه من طاعة الله وتوحيده “أمين” أي: ثقة مأمون في تأدية الرسالة، فلا أكذب، ولا أغير، عن الضحاك، والجبائي. وقيل: معناه كنت مأمونا فيكم، فكيف تكذبونني، عن الكلبي.
من مهام الرسول تبليغ رسالة رب العالمين”أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي” (الاعراف 68)، و”فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ” (هود 57). ومن مهامه أيضا النصيحة “وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الاعراف 68). كرر الله جل جلاله العذاب في عدد من الآيات في قصة الأنبياء للذين لا يأخذون بالنصيحة “كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 18)، و”فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 21)، و”لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى” (فصلت 16)، و”وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَة ” (هود 60).
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الأعراف 68) أي لا شأن لي بما أني رسول إلا تبليغ رسالات ربي خالصا من شوب ما تظنون بي من كوني كاذبا فلست بغاش لكم فيما أريد أن أحملكم عليه، ولا خائن لما عندي من الحق بالتغيير ولا لما عندي من حقوقكم بالإضاعة، فما أريده منكم من التدين بدين التوحيد هو الذي أراه حقا، وهو الذي فيه نفعكم وخيركم، فإنما وصف نفسه بالأمين محاذاة لقولهم: “وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ” (الأعراف 66).
جاء في موقع الحرة هل نجحت حكومة السوداني في إبعاد النار عن العراق؟ بتأريخ 12 نوفمبر 2024: تسعى الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، إلى إبقاء العراق بعيدا عن دائرة الصراع في المنطقة، ومنع تعرض البلاد لأي ضربات، بالإضافة إلى منع استهداف إسرائيل من أراضيها. وفي اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني الذي عقد في السادس من نوفمبر الحالي، أكد المجلس الذي يرأسه السوداني، أن مصلحة العراق، تحتم إبعاد أراضيه وأجوائه عن آلة الحرب، وفقا لبيان حكومي. يقول فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الحكومة العراقية، إن “أولوية حكومة السوداني، إبعاد العراق عن الصراع، لكن هذا لا يعني أن تتبدل مواقفه”. ويضيف خلال مقابلة مع موقع “الحرة” إن “العراق لا يبحث عن مصلحته فحسب، بل يسعى أيضاً إلى إنهاء الحرب في المنطقة، ويجري تحركات دبلوماسية مهمة مع الفاعلين والمؤثرين على مستوى المنطقة والعالم لتحقيق ذلك”. ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي الثلاثاء الماضي، عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن الولايات المتحدة حذرت العراق من أنه قد يتعرض لـهجوم. وفي ذات الوقت، كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، حصول العراق على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم.