ديسمبر 3, 2024
download (1)

الكاتب : نعيم الخفاجي

منطقتنا العربية تعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة، هذه الصراعات ليست وليدة اليوم، بل لها تاريخ قديم بعضها قبل مجيء الإسلام، وبعضها من عصر صدر الاسلام، وما نراه من قتل وذبح وتفخيخ واصطفاف مع الأعداء والمحتلين ليس وليد اليوم.

العراق أكثر الدول العربية التي سفكت دماء شعبه، بأيدي فئات ومكونات طائفية عراقية حقيرة، ولنا بتجربة حكم البعثيين الأراذل، حكموا العراق بعقلية طائفية قذرة، متسترين خلف شعارات الوحدة الوطنية، والقومية، والعدالة، ومحاربة الفقر، والظلم، وهم أظلم من فرعون مع قوم موسى ع.

تصوروا قبل أربعة أيام، شخص من راوة، بغرب العراق، من خلال مواقع التواصل، عرض سيارة للبيع، جاءه ثلاثة أشخاص شيعة  من بغداد، قام بقتلهم، قتل اثنين والثالث أصيب واستطاع الهرب، المجرم القاتل من شركائنا بالوطن، ومن نشر هذا الخبر الاستاذ زاهر الدليمي، وذكر اسم القاتل، لقبه العكيدي،  وأن القوات الأمنية جاءت لاعتقاله، لكنه استطاع الهرب.

هذا المجرم لولا أن أفكاره مفخخة بالحقد البعثي الوهابي لما قام في خداع ثلاثة أشخاص شيعة من بغداد، وقام بقتلهم، لكن ياسبحان الله، استطاع احد الثلاثة الهرب، رغم إصابته بطلق ناري، ليكشف حقيقة ما حدث، من عمل قذر حقير لا يفعله سوى الأراذل.

الجميع يتكلم عن الوحدة الوطنية، والجميع يعرف وجود صراعات قومية ومذهبية وقبلية، ولولاها لم تم تدمير العراق وسوريا وليبيا والجزائر بحقبة تسعينيات القرن الماضي، وهناك حقيقة، منطقتنا العربية الكل يعرف حقيقة الصراع القومي والمذهبي والديني، ولولا هذا الصراع لم حرقت سوريا، وواقعنا العربي أشبه بشخص يعاني من ‏ مرض عضال، وعندما يذهب إلى الطبيب، المريض لايحب أن يسمع كلمة من الدكتور أن لديه مرض خبيث، يريد من الطبيب يقول له، انت تملك صحة جيدة وقوة بدنية تفوق قوة الحصان،  من الأفضل ان يعرف المريض  حقيقة وجود مرض خبيث أصابه،  مبكراً قبل أن ينتشر المرض  ويصبح علاجه مستحيلاً، لذلك  الكلمات الجميلة وشعارات الوحدة الوطنية، والتغني بالقيم، بوسط بيئة عربية مأزومة، ومنكوحة، فاقدة للشرف، هذه الكلمات التي ترفع شعارات الوحدة الوطنية، ليست دائماً صادقة، وإنما تضليل إلى عامة الناس، وخداعهم، وتوريطهم بطرق تسبب لهم الهلاك والدمار.

‏‎للأسف الشديد، الغالبية من الناس، لا يعون حقيقة مايخطط له الأعداء، وهناك من الذين اوصلتهم الظروف لتصدر المشهد السياسي، مصابين بمرض الكِبر، و الجهل، نتاج بيئة جاهلة وساذجة، تم تربيتهم على الكلمات الغير صادقة،  معتاد هؤلاء على العيش بالذل وتقبيل أيدي أعدائهم من شركاء الوطن،  إن قلت لهم الحقيقة، يسيئون الظن بك، والكثير منهم  يجيدون العنتريات، وهو لا يفقه من الواقع اي شيء، يعرف يأكل ويشبع وينام.

للأسف في مجتمعاتنا العربية، الناس ‏‎يحبون الأشخاص الذين  يعطوهم  الوهم، اقسم بالله من تكرار ماحدث من مآسي لو حتى الحمار أيضا لفهم اللعبة، كنا بشمال العراق، شاهدت استعمال البغال، للصعود إلى الجبال، البغل مرة واحدة يصعد، بعدها يأخذ الطريق بكل رحابة صدر وعنفوان، لكن هناك بعض الجنود يقومون بضرب البغل، ردة فعل البغل يرمي نفسه من الجبل إلى الوادي ليموت، نعم ينتحر ويرفض أن يضربه احد.

الشيعة الفاطميين خسروا مصر ووجودهم كمذهب شيعي في بلاد الشام وشمال افريقيا بسبب فلسطين، رفض الشيعة الإسماعيلية التوصل إلى اتفاق مع الصليبيين، ودارت بينهم حروب استمرت أكثر من مائة عام، والنتيجة قضى عليهم صلاح الدين، وحجي صلاح الدين سمح لليهود بالعودة الى بيت المقدس، بشهادة مؤرخين مصريين منهم المستشار أحمد عبده، وللأسف الشيعة اليوم وقفوا مع شعب فلسطين العربي السني، رغم أن قضية فلسطين وغزة تخص العرب السنة بشكل أساسي، لكن مع من نتحدث، أيها الشيعي قف مع شعب غزة بالمعقول.

للأسف تكرار الأخطاء مستمرة، اقسم بالله  لو  تخاطب الحجارة لفهمت مايخطط له الاعداء، 

‏‎المشكلة ليس في قول الحقيقة فهي افضل من الإنكار، المشكلة في التدليس عند قول الحقيقة وخلط الأمور،  والمشكلة أيضا في عدم احترام الناس، ودمائهم والتعامل مع الأحداث الجارية للاسف،  كأنها لعبة كرة قدم.

‏‎يُحكى أن الفيلسوف الإغريقي خريسيبوس قام بعمل مقلب أو نكتة  في حماره،  وذلك حين سقاه الخمر ، وظل يضحك عليه ، وهو يترنح  ويصطدم بما حوله حتى مات من الضحك…

وصل حال أمة العرب إلى مستوى منحط وضحل، ياسادة ياكرام، قرأت تغريدة لشخص من المعارضة السورية في إدلب اسمه آرون، نشرها بصفحة القرقوز فيصل القاسم هذا نصها(  ‏يا عرب يا سوريين عدوك الحقيقي هو الفلسطيني وليس الإسرائيلي، الفلسطيني قتل السوري في سنوات الثورة السورية، الفلسطيني قتل اللبناني في الحربين الأهليات 

الفلسطيني قتل الإردني في أيلول الأسود، الفلسطيني يلعن الخليج العربي ومصر ليل نهار، اسرائيل كل ما يهمها ازدهار بلدها وحماية مواطنيها).

ههههه هذا هو حال شباب الأمة العربية المجيدة.

قيل( أن لغةُ الاحترام لم تعد مفهومة، البعضُ يفسّرها حبًّا. والآخر يظنّها مصلحةً،  ومنهم من يعتبروها وسيلةً لإستغلاله.. لكنها في الحقيقة ما هي إلاّ أخلاقٌ تربينا عليها، جوزيه ساراماغو).

بكل الاحوال، العالم تحكمه مصالح، وليس قيم وأخلاق، صاحب الأخلاق لا يورط نفسه بالدخول بحروب  مع دول مجرمة تتفنن بقتل الأطفال والنساء، وتجد الطرف الذي تقتل أطفاله ونسائه متمسك بالقيم والأخلاق وعدم الرد بالمثل، عالم تحكمه قوى مجرمة، لذلك على ابو صاحب الأخلاق، أن يغير أخلاقه نحو الأسوأ، ينتهز الفرص نحو الافضل، لانطلب منه التنحي جانبا، ويترك منصبه وزعامته، بل نطلب منه يغير اخلاقة، رب العالمين ذكر بالقرآن العين بالعين والسن بالسن.

نعيش بزمن بائس وحقير، أصبح القرقوز فيصل القاسم ذو خلفية دينية دورزية يدعي العلمانية، ويؤيد داعش والقاعدة في سوريا والعراق ولبنان يقدموه على أنه مفكر وفيلسوف، وقد أعجبني معلق يمني يكنى الزبيدي في منصة إكس كتب التعليق التالي، إلى القرقوز فيصل القاسم، ( إلى فيصل القاسم 

‏‎تريد نضحك عليك ونقول لك انت اعلامي عربي 

لا عمي من الاخير انت اعلامي صهيوني (ليش نكذب عليك ونجاملك )عيش لحظة العمالة 

واستمتع بالازدواجية الدرزية والعمالة الصهيونية 

وعيش ويعمي عيش ….).

نختم مقالنا عن اخواننا شعب الصين، الصينيين لديهم فترة زمنية احتلتهم دول الاستعمار الغربي واليابان، سموا هذه الحقبة الزمنية  ب (قرن الإذلال) أو (قرن الإهانة)، من  الفترة الممتدة منذ عام 1839 حتى عام 1949 التي كانت فيها الصين غير مستقلة، وتحكمها القوى الأوروبية واليابانية الأجنبية، وصفوا هذه الفترة بقرن الذل والمهانة، بسبب كراهيتهم الشديدة للاحتلال الأجنبي،  بينما نحن بالعراق شركائنا بالوطن من ساسة فلول البعث وهابي، يتوسلون في نتنياهو للهجوم على العراق، ويتوسلون قي ترامب لاحتلال العراق،  لأن العرب عبر تاريخهم خونة وعملاء أدوات رخيصة بيد الدول الاستعمارية، اقول إلى اخي الشيعي المقاوم، انت مخطأ العرب ليسوا مثل شعب الصين، أنصحك أن لا تكون مثل لطم شمهودة تلطم مع الكبار وتأكل مع الصغار، خير الامور اوسطها،  الف لعنة على العربان الخونة، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

24/11/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *