الكاتب : فاضل حسن شريف
ان عاد قوم هود لحقت عليهم لعنة الدنيا قبل الآخرة لانهم لم يتبعوا أمر نبيهم هود عليه السلام. وهذه القصة القرآنية عبرة لا تتوقف في مكان وزمان معين، فالمغرورين من المقاومة العراقية التي لم تتبع أوامر المرجعية الدينية وحتى أوامر الدولة العراقية المنتخبة من الشعب ضمن نظام الشورى، وفي حالة اصابة الأبرياء والبنى التحتية العراقية بالاذى بسبب عناد هذه الشلة المغرورة، فان لعنة الله ستنزل عليهم وعلى الساكت على أفعالهم كما حصل لعاد نتيجة عنادهم. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “وأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ” (هود 60) “وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً” وبعد الموت لايبقى إلاّ خزيهم والصيت السيء “ويوم القيامة” يقال لهم “ألا إن عاداً كفروا ربّهم ألا بعداً لعاد قوم هود”. وكان يكفي تعريف هذه الجماعة بلفظ (عاد) ولكن بعد ذكر عاد جاء لفظ “قوم هود” أيضاً لتوكّد عليهم أوّلا، ولتشير الى أنّهم القوم الذين آذوا نبيهم الناصح لهم ثانياً، ولذلك فقد أبعدهم الله عن رحمته.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ” (هود 60) “وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة” من الناس، “ويوم القيامة” لعنة على رءوس الخلائق، “ألا إن عادا كفروا” جحدوا “ربهم ألا بُعدا” من رحمة الله “لعاد قوم هود”.
جاء في معاني القرآن الكريم: لعن اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره. قال تعالى: “ألا لعنة الله على الظالمين” (هود 18)، “والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين” (النور 7)، “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل” (المائدة 78)، “ويلعنهم اللاعنون” (البقرة 159). واللعنة: الذي يلتعن كثيرا، واللعنة الذي يلعن كثيرا (راجع مادة (برم) )، والتعن فلان: لعن نفسه. والتلاعن والملاعنة: أن يلعن كل واحد منهما نفسه أو صاحبه.
من مهام الرسول تبليغ رسالة رب العالمين “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي” (الاعراف 68)، و”فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ” (هود 57). ومن مهامه أيضا النصيحة “وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ” (الاعراف 68). كرر الله جل جلاله العذاب في عدد من الآيات في قصة الأنبياء للذين لا يأخذون بالنصيحة “كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 18)، و”فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ” (القمر 21)، و”لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى” (فصلت 16)، و”وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَة ” (هود 60).
عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء العراقي عقد مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2024، جلسته الاعتيادية السابعة والأربعين برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما أصدر جملة من القرارات، بينها توجيه بعقد اجتماع طارئ ورد على رسالة الكيان. وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان إن الأخير “ترأس الجلسة الاعتيادية السابعة والأربعين لمجلس الوزراء، جرى خلالها بحث مستجدات الأوضاع في البلاد، والتداول في الملفات المهمة في مختلف المجالات، وسير تنفيذ البرنامج الحكومي بأولوياته العاملة”. وتابع المجلس التطوّرات والأوضاع في المنطقة، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن “الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة”. وشدد على أن “العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق”، لافتاً إلى “رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني”. ووجه رئيس مجلس الوزراء “بعقد اجتماع طارئ اليوم للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لمتابعة التطوّرات وتأكيد الموقف العراقي”. وفي إطار الدعم الرسمي والشعبي لأهلنا في غزّة ولبنان، ومن أجل توفير المواد الإغاثية اللازمة لهم، في ظل ما يتعرضون له من ظروف قاسية، وضمن منهج الحكومة في تشجيع العمل والمبادرات التطوعية، صوّت مجلس الوزراء بالموافقة على “فتح باب التبرع بشكل طوعي أمام موظفي ومنتسبي الدولة كافة، وذلك باستقطاع نسبة (1) بالمائة، من الراتب والمخصصات، والراتب التقاعدي، لمن يرغب منهم، ويودع المبلغ في حسابات دعم غزة ولبنان بالتساوي، أو وفق الأولويات التي يحددها السيد رئيس مجلس الوزراء، على أن ينفذ هذا القرار ابتداءً من تاريخ 1-كانون الأول-2024، ونظر المجلس في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها”.