ديسمبر 7, 2024
download (2)

الكاتب : سليم الحسني

بعد يوم واحد من مقال مايكل نايتس الكاتب اليهودي الأمريكي بعنوان: (إخراج الميليشيات من المنطقة الدولية في بغداد) قدّم مقتدى الصدر بالاسم المستعار مجموعة من المقترحات الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، كانت في حقيقتها نسخة مطابقة لأهم محور في المقال الأمريكي وهي إخراج الحشد الشعبي من المنطقة الخضراء.

لقد ردّد مقتدى الصدر بدقة وأمانة ما كتبه مايكل نايتس، ولا يمكن أن يكون الأمر مصادفة عابرة، فالترجمة العربية للمقال انتشرت صباح الأول من أيلول، وبعد ساعات جاءت تغريدة مقتدى الصدر. فهل هي رسالة للسفارة الأمريكية بأني خير من يمكن الاعتماد عليه؟

يبدو أن الأمر كذلك، فمقتدى الصدر زاد على كلام مايكل نايتس بأن طالب بحل فصائل المقاومة، وهو المطلب الأمريكي الذي يقف على أول قائمة الاهتمامات الأمريكية.

ثم قدّم الصدر تبريراً مغرياً للأمريكان، حين أظهر قلقه على حياة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من وجود الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء، وكأنه يريد أن يقول لهم، بأني حريص على سلامة رجلكم كل الحرص، فهو في عيني أكثر منكم.

بين أحداث الاثنين الأسود وبين تغريدة الأول من أيلول تطور خطير في مواقف الصدر، فمن اعتزال السياسية الى هجوم شديد بالغ الانفعال على قيس الخزعلي، وكأنه خطاب حرب جديد. وأردف ذلك بمقترحاته الى الكاظمي التي تستهدف صميم الحشد الشعبي، وتحاول جعل المنطقة الخضراء متاحة لعمل انقلابي جديد.

على المستوى الجماهيري العراقي، فان الصدر جازف بتغريدته هذه بسمعته أكثر من السابق، فهو تراجع مكشوف عن شكره السابق للحشد الشعبي في خطاب البراءة مما حدث في الاثنين الأسود. يبدو أن مقتدى الصدر وبعد فشل الانقلاب لم يعد يكترث بأنصاره أو أنه لم يعد يعوّل عليهم في تنفيذ ما يريد، فاتجه نحو السفارة الأمريكية ليعرب عن التزامه بتوجهاتها، وقد اختار الهجوم على الحشد الشعبي باعتباره أفضل وثيقة يتزكى بها وينال عندها القبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *