ديسمبر 6, 2024
Dr Fadhil Sharif

الكاتب : فاضل حسن شريف

الآية تبين أن يوسف عليه السلام قد إستقبل المهاجرين الى مصر (أهله) بحفاوة وكرم بالغين ودعاهم لتناول الطعام على مائدته، ثمّ بعد ذلك أمر يوسف عليه السلام بأن تهيّأ لهم الغرف ليستريحوا فيها ويناموا. هذا درس قرآني يطبق في كل مكان وزمان، والآن الأهل اللبنانيون في محنة التهجير بل القتل والتدمير مما يتطلب الأقتداء ينبي الله يوسف بأطعامهم وايوائهم. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ﴿يوسف 69﴾ ومعنى الآية: “ولما دخلوا على يوسف” بعد دخولهم مصر “آوى” وقرب “إليه أخاه” الذي أمرهم أن يأتوا به إليه وكان أخا له من أبيه وأمه “قال” له”إني أنا أخوك” أي يوسف الذي فقدته منذ سنين والجملة خبر بعد خبر أوجواب سؤال مقدر”فلا تبتئس” ولا تغتم “بما كانوا” أي الإخوة “يعملون” من أنواع الأذى والمظالم التي حملهم عليها حسدهم لي ولك ونحن أخوان من أم أولا تبتئس بما كان غلماني يعملون فإنه كيد لحبسك عندي. وظاهر السياق أنه عرفه نفسه بإسرار القول إليه وسلاه على ما عمله الإخوة وطيب نفسه فلا يعبأ بقول بعضهم إن معنى قوله: إني أنا أخوك: أنا أخوك مكان أخيك الهالك وقد كان أخبره أنه كان له أخ من أمه هلك من قبل فبقي وحده لا أخ له من أمه ولم يعترف يوسف له بالنسب ولكنه أراد أن يطيب نفسه. وذلك أنه ينافيه ما في قوله: “إني أنا أخوك” من وجوه التأكيد وذلك إنما يناسب تعريفه نفسه بالنسب ليستيقن أنه هو يوسف. على أنه ينافي أيضا ما سيأتي من قوله لإخوته عند تعريفهم نفسه: “أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا” فإنه إنما يناسب ما إذا علم أخوه أنه أخوه فاعتز بعزته كما لا يخفى.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ﴿يوسف 69﴾ أواه إليه: ضمه إليه في مأواه. يقال: أوى البيت وإلى البيت يأوي أويا: نزل فيه، ومأوى اسم مكان. وآواه يؤويه: أنزله في مأواه. آوى إلَيْهِ أَخاهُ: كان ينام هو و بنيامين في غرفة واحدة. ولما دخل إخوة يوسف عليه في منزل ضيافته ومعهم شقيقه، ضم يوسف إليه شقيقه، وقال له سرًا: إني أنا أخوك فلا تحزن، ولا تغتمَّ بما صنعوه بي فيما مضى. وأمره بكتمان ذلك عنهم. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ” قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (يوسف 69) “ولما دخلوا على يوسف آوى” ضم “إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس” تحزن “بما كانوا يعملون” من الحسد لنا وأمره ألا يخبرهم وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ﴿يوسف 69﴾ ذكر أهل التفاسير، ومنهم الطبري والرازي والطبرسي وأبوحيان الأندلسي، ذكروا في شرح هذه الآية تفصيلات لا دليل عليها من القرآن، ولا هي من خصائص الواقعة التي لا تنفك عنها، ولكنها تلائمها وتناسبها، ومن أجل هذا نلخص أقوالهم بأن إخوة يوسف لما وصلوا إلى مصر دعاهم إلى طعامه، وأجلسهم مثنى مثنى لغاية أرادها، وهي ان يبقى أخوه بنيامين وحيدا ليجلسه معه على مائدته، تماما كما آخى الرسول الأعظم  صلى الله عليه واله وسلم  بين أصحابه مثنى مثنى، وأبقى عليا لنفسه، وبعد الطعام أنزل يوسف كل اثنين من إخوته في حجرة، وبات أخوه بنيامين معه في حجرته، وعند ما اختلى به قال له: أتحب ان أكون أخاك؟. فأجابه: ومن يجد أخا مثلك ؟. ولكن لم يلدك يعقوب، ولا راحيل، وراحيل هي أم يوسف وبنيامين، فعانقه وقال: أجل، لقد ولدني يعقوب وراحيل، فأنا أخوك، ولا تحزن بما كان من إخوتك معي ومعك.. ففرح بنيامين للمفاجأة السارة، وحمد اللَّه.

عن موقع السومرية: وجه زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، رسالة لنصر لبنان وفلسطين. وقال السيد الصدر في بيان ورد لـ السومرية نيوز، “انصروا المجاهدين في لبنان وفلسطين بما يلي: أولا رفع الأعلام اللبنانية والفلسطينية الى جانب العلم العراقي فوق سطوح المنازل والمحال والعمارات في الطرق والازقة. ثانيا قراءة دعاء اهل الثغور لنصرة بيروت والقدس الشريف بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب يومياً.
ثالثا- المجاهدون لا سيما في لبنان بحاجة الى العلاج والدواء والأطباء، فعلى من يستطيع معونتهم فلا يقصر في ذلك رجاء أكيداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *