الكاتب : نعيم الخفاجي
باتت الصورة واضحة، في عودة المجاميع الإرهابية الذين تم تجميعهم من كل محافظات سوريا، من ارياف دمشق والقصير وحماة وحمص ووضعهم في محافظة إدلب، بحماية تركية، لمهاجمة الدولة السورية من جديد.
ماحدث خلال الثلاثة ايام الماضية، يعيد الذاكرة لما حدث بالعراق عام ٢٠١٤، قام أكثر من خمسين ألف إرهابي في مهاجمة نقاط الجيش السوري، بعد مضي مايقارب ثمان سنوات على توقف القتال مابين الجيش السوري والعصابات الإرهابية، والبدء بصفحة مفاوضات برعاية روسية وتركية، الهجوم الإرهابي مخطط له، وبموافقة كاملة من طيب أردوغان، الهجوم أدى إلى انسحاب القوات السورية، وتقدم العصابات الارهابية، ورغم محاولات مخابرات دول الناتو وتركيا ايهام العالم، أن هؤلاء السوريين ليس إرهابيين. لكن نفسهم الإرهابيين. قاموا في رفع أعلام القاعدة وداعش، نعم لايمكن ترويض الحيوانات المتوحشة التي تنطلق من منطلقات عقائدية تكفيرية.
ظهور جماعات متطرفة في هجوم المجاميع التي يدعون انها معارضة سورية معتدلة، يكشف أن هؤلاء عصابات تكفيرية اجرامية تريد إبادة الشعب السوري وخاصة من الأقليات المسيحية والعلوية والشيعية والدرزية، وليس بالأمر المستبعد أن يتم نقل المعركة داخل العراق، فقد رأينا آلاف من حسابات قوى بعثية سنية طائفية في منصة إكس وقفوا مع العصابات الارهابية بهجومهم على مدينة حلب السورية، وقالوا هذا نصر إلى أهل السنة، وسوف يكون ذلك حسب قولهم لصالحنا لاسقاط النظام السياسي بالعراق.
على جميع القوى العربية والاسلامية والانسانية العمل على عدم دعم العصابات الارهابية في سوريا، لأن البديل عن النظام القاعدة وداعش والنصرة، يبقى أردوغان يطمح في أحياء خلافته العثمانية من خلال العصابات الإخوانية المتوهبة، الفكر الإخواني لايمكن اصلاحه، بعد أن وهبت السعودية مؤسسي حركة الإخوان البنا وسيد قطب، لذلك لايمكن إيجاد حركات إسلامية سنية معتدلة، دون إلغاء الوهابية و أدبيات الاخوان، وعمل حركة اسلامية سنية تستند في أفكارها على عقائد رجال دين ليسوا من الوهابية، أردوغان موظف لدى قوى الاستعمار، هو من دعم الإرهابيين لتحطيم سوريا والعراق، لايعقل أن المجاميع الإرهابية هاجمت مدينة حلب واحتلت عشرات القرى والبلدات، بدون معرفة أجهزة مخابرات أردوغان، لننظر استخبارات أردوغان فى ايام قليلة قامت بالقبض على قتلة الحاخام الإسرائيلي الذي اغتيل في الامارات، المجموعة المنفذة لعمليات الاغتيال مجموعة اسلامية اخوانية تكفيرية اوزبكية، وقام بتسليم منفذي عملية الاغتيال إلى محمد بن زايد، في اتصال هاتفي.
اردوغان هو من أصدر اوامره لقوات المعارضة السورية التابعة له بالهجوم على حلب بعد تهديد نتنياهو لبشار لدعمه إلى قوات حزب الله، أعجبني مغرد مسيحي لبناني، وجه تغريداته إلى القوى المسيحية التابعين إلى سمير جعجع، بعد عرض مقطع فيديو إلى معارض سوري يحمل الجنسية الاوزبكية يتوعد السوريين بالذبح، كتب تعليق بغاية الأهمية هذا نصه( هذا الارهابي التكفيري الآسيوي، عذراً(المعارض السوري)، من الحزب التركستاني الإسلامي قبل الهجوم على ريف حلب الغربي البارحة.. طبعاً هدفه إقامة الدولة الاسلامية التكفيرية القاعدية.. شو رأيكم تشوفوه بالاشرفية و جونية..؟’ لأن هذا ما سيحدث لو دخل إلى حلب..
اغبى منكم ما شفنا. و لا رح نشوف).
شر البلية ما يضحك، معارضة سورية، المفتي سعودي المُحَسني، وغالبية إرهابيين هم مرتزقة مستوطنين قدموا من الشيشان،والتركستان و الايغور و الاوزبك، لايعقل يوجد لواء إرهابي يضم ثلاث كتائب شيشانية، ويتم تقديمهم معارضة سورية؟؟؟.
مغرد سوري اسمه زهير قاسم كتب التغريدة التالية ( ماهر الأسد: سيدي شو بدنا نعمل؟؟
الرئيس بشار الأسد : نبعثهم يتعشوا مع الصحابة).
ناشط سوري آخر اسمه sam كتب (اللواء سهيل الحسن قائد القوات الخاصة في الجيش العربي السوري يصل مع أفواج القوات الخاصة إلى محاور القتال غرب حلب).
منصة اخبار موسكو نشرت الخبر التالي( مصادر سورية : طيران سوري روسي مشترك يمسح رتل كامل للفصائل السورية المسلحة وسط إدلب كان يتجهز للذهاب للخطوط الأمامية).
بالمقابل قناة الجزيرة تطبل وتهلل ان المجاهدين اقتحموا حلب، اعلام المجاميع الإرهابية كافية لكشف حقيقتهم التكفيرية.
مغرد عربي كتب ( مهما حاول أردوغان تغطية وجوههم الكالحة، تخيلوا، هؤلاء هم معارضة بشار الأسد عبارة ارهابيين دواعش وقاعدة، هدفهم بالحياة قتل كل شيء يختلف مع عقيدتهم الارهابية اذا كان هؤلاء هم بديل الأسد اتمنى من المجتمع الدولي دعم بشار بكل قوة لا طاقة لنا بدواعش جدد ويجب التعامل معهم بكل قوة وابادتهم بالطيران الحربي).
المغرد المعروف مجتهد نجران كتب (سنه وشهرين واطفال ونساء غزه تنادي وينكم ، وبكلمة من نتنياهو خرج الدواعش من كل صوب لتنفيذ اوامره ضد سوريا، عام ونصف وأبو عبيدة يناشد الأمة بالتحرك لإيقاف الإبادة وإدخال الغذاء والدواء فقط لأهل غــزة بلا جدوى، ونتنياهو في تلميح في خطابه تحركو أفواج).
الحسابات البعثية السنية العراقية باركوا العمليات الإرهابية في سوريا وقالوا سوف ننقلها إلى العراق، منهم عمر الجمال، ومصطفى الدليمي، الكثير من العراقيين ردوا على هؤلاء البعثيين والطائفيين الاراذل، منهم الإعلامية العراقية زينب الغانم ردت عليهم بالتغريدة التالية( سنة العراق مشكلة ، أدري ما اتعظتوا ، ما انلچمتوا ؟! خلوا المعارك ع الكد ، شي نكدر عليه تسريبات ، تزوير ، فساد ، مناصب ..
هي معركة اختيار رئيس البرلمان بألف يا الله يلا فضت ، وينكم وين دواعش سوريا ، حولتوا منصاتكم لمنابر تدعو وتبتهل بنصر مشابه في العراق وتدعمون وتهللون وتستبشرون !! صدك تحجون ؟ مو ذولة الدواعش اللي هجروكم وقتلوكم واستباحوا مدنكم ، يعني مو كافي يمتى ترضخون للأمر الواقع ؟ زينب الغانم).
المحامي عبدالعزيز بو مجداد كتب(المعارضة السورية،أو المجاهدين،أو الثوار، سنة كاملة وفلسطين تتعرض للقصف وشعبها يتعرض للإبادة .. لم نر كلب منهم في ميدان القتال، وبعد قصف اسرائيل للأراضي السورية .. خرجوا فجأة وقالوا نريد الجهاد في سبيل الله ضد النصيريين، ترى أي عقول تصدق هؤلاء ؟!!).
الخبير والمحلل السياسي العميد فاضل ابو رغيف كتب التغريدة التالية( الوضع بسوريا،جدا معقد ، ففي الوقت الذي تتقدم به هيئة تحرير الشام ، وهي طبعا نِتاج جبهة النصرة التي يتولاها المنشق عن ايمن الظواهري ابو محمد الجولاني ( طبيب أسنان لم يكمل دراسته)، ومعه الحزب الإسلامي التركمستاني وانصار الإسلام وأجناد القوقاز وسرايا اهل الشام وجيشي العزة والنصر وظهور للكتيبة الأوزبكية فضلاً عن تأييد الأخوان المسلمين بسوريا له، …….).
مشكلة النظام في سوريا ليست مع الإرهابيين في إدلب والحسكة ومدينة الطبقة وفي قرى درعا النائية، مشكلة النظام في سوريا مع اسرائيل، متى ما اقتنع النظام في سوريا ان العرب طبعوا بدون أي مقابل، وعليه يرسم حدود بلاده مع اسرائيل، ومشكلة ترسيم الحدود بين سوريا واسرائيل محصورة في فقرة اختلفوا عليها بزمن إدارة بيل كلينتون، الفقرة اسرائيل تريد سبع أمتار فقط تحتفظ بها، وتسلم كل الجولان إلى سوريا، السبع الأمتار ياسادة ياكرام هي الضفة الشرقية لنهر ينبع من الجولان ويصب في بحيرة طبريا، قبول النظام في سوريا ترسيم الحدود مع اسرائيل، يعني انتهاء الارهاب في سوريا، وهروب قادة الجماعات التكفيرية لخارج سوريا، واستسلام عشرات آلاف المغرر بهم لطلب العفو من الدولة السورية، الدول الكبرى والاقليمية تستفيد من وجود معارضات الدول لتحقيق مكاسب على حساب سيادة الدول التي بها معارضات تسير في نهج الدول الاستعمارية، يمكن إلى بشار الأسد يوقع على ترسيم حدود بلاده مع اسرائيل ويقوم في تغير نظام الحكم من جمهوري إلى ملكي دستوري، ويلغي حزب البعث، ويؤسس حزب سياسي جديد، ويطرح نفسه ملكا دستوريا على الشعب السوري، بالتأكيد الشعب السوري شعب محترم ويرغب بوجود نظام حكم يحكم بطريقة ديمقراطية، مثل مانحن كنا نعاني من اجرام البعثيين الاراذل ونظام صدام الجرذ القمعي، كذلك الشعب السوري سأم من البعثيين ومن الحكم الفردي، الحاكم الذي يريد خدمة شعبه، عليه أن يؤسس نظام سياسي محترم، وتوجد فرصة ذهبية إلى بشار الأسد ليؤسس ملكية دستورية يحكمها ال الأسد إلى قرون من الزمن، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
29/11/2024
