
فاضل حسن شريف
5576- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا خير في مال لا يزرأ منه و جسد لا ينال منه. المصدر: نهج الفصاحة.
5577- رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قَسَّمَ اللّه ُ العَقلَ ثَلاثَةَ أجزاءٍ، فَمَن كُنَّ فيهِ كَمُلَ عَقلُهُ، ومَن لَم يَكُنَّ (فيهِ) فَلا عَقلَ لَهُ: حُسنُ المَعرِفَةِ بِاللّهِ، وحُسنُ الطّاعَةِ للّه، وحُسنُ الصَّبرِ عَلى أمرِ اللّه ِ
5578- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن ابن شهرآشوب في المناقب: الترمذي في الشمائل، والطبري في التاريخ، والزمخشري في الفائق، والفتّال في الروضة، رووا صفة النبي صلى الله عليه وآله بروايات كثيرة. منه: عن أمير المؤمنين عليه السلام، وابن عبّاس، وأبي هريرة، وجابر بن سمرة، وهند بن أبي هالة: أنّه صلى الله عليه وآله كان فخماً مفخّماً، وفي العيون معظّماً، وفي القلوب مكرّماً، يتلألأُ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أزهر، منوَّر اللون، مشرّباً بحمرة، لم تزريه مقلة، ولم تعبه ثجلة، أغرّ، أبلج، أحور، أدعج، أكحل، أزج، عظيم الهامة، رشيق القامة مقصَداً”واسع الجبين، أقنى العِرنين، أشكل العينين، مقرون الحاجبين، سهل الخدّين صلتهما، طويل الزندين، شبح الذراعين، عظيم مشاشة المنكبين، طويل ما بين المنكبين، شثن الكفّين، ضخم القدمين.عاري الثديين، خمصان الأخمصين، مخطوط المتينين، أهدب الأشفار، كثّ اللحية ذاوفرة، وافر السبلة، أخضر الشمط، ضليع الفم، أشم، أشنب مفلّج الأسنان، سبط الشعر، دقيق المسربة معتدل الخلق، مفاض البطن، عريض الصدر، كأنَّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضّة. سائل الأطراف، منهوس العقب قصير الحنك، داني الجبهة، ضرب اللحم بين الرجلين، كان في حاضرته انفتاق، قعم الأوصال، لم يكن بالطويل البائن،ولا بالقصير الشائن، ولا بالطويل الممغّط، ولا بالقصير المتردّد ولا بالجعد القطط ولا بالسبط، ولا بالمطّهم، ولا بالمكلثم ولا بالأبيض الأمهق ضخم الكراديس، جليل المشاش، كنوز المنخر، لم يكن في بطنه ولا في صدره شعر إلاّ موصل ما بين اللبّة إلى السرّة كالخطّ، جليل الكتد، أجرد ذا مسربة، وكان أكثر شيبه في فودى رأسه صلى الله عليه وآله. وكأنَّ كفّه كفّ عطّار مسّها بطيب، رحب الراحة، سبط القصب وكان إذا رضي وسرّ فكأنّ وجهه المرآة، وكان فيه شيء من صور، يخطو تكفّؤاً، ويمشي هويناً، يبدو القوم إذا سارع إلى خير، وإذا مشى تقلّع كأ نّما ينحطّ من صبب إذا تبسم يتبسّم عن مثل المنحدر من بطون الغمام، وإذا افترّ افترّ عن سنا البرق إذا تلألأ. لطيف الخلق، عظيم الخُلق، ليّن الجانب.إذا طلع بوجهه على الناس رأوا جبينه كأ نّه ضوء السراج المتوقّد، كأ نَّ عرقه في وجهه اللؤلؤ، وريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر، بين كتفيه خاتم النبوَّة.
5579- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا خير في صحبة من لا يرى لك من الحقّ مثل ما ترى له. المصدر: نهج الفصاحة.
5580- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في قصص الأنبياء: لم يمضِ النبيّ صلى الله عليه وآله في طريق فيتبعه أحد إلاّ عرف أ نّه سلكه، من طيب عرقه. ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلاّ سجد له.
5581- جاء في كتاب أصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: إن للعقل أهمية كبرى في كيان الإنسان، وتقويم شخصيته، وتوجيه سلوكه، وتحديد مصيره. وبه تميز عن بقية الحيوانات وفضل عليه. فإنها وإن كانت تملك شيئاً من الإدراك الغريزي، إلا أنه في حدود ضيقة. أما الإنسان فهو يستطيع بعقله تمييز الأشياء، ومقارنة بعضها ببعض، ثم الترجيح بينه، واستحصال النتائج من مقدماته، وتحديد الضوابط التي ينبغي الجري عليه، مع سعة أفق وانفتاح على الواقع، قد يقطع به ذوو الهمم العالية شوطاً بعيداً في التقدم، ويرتفعون به إلى مراتب سامية من الرقي والكمال. ولذلك أكد القرآن المجيد على العقل في آيات كثيرة. قال تعالى: “وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الألبَابِ” (البقرة 269). إلى غير ذلك. كما أكدت على ذلك السنّة الشريفة في أحاديث كثيرة لا تحصى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من آله عليهم السلام، وبصيغ مختلفة في عرض ذلك. فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل) و (ولا بعث الله رسولاً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته).
5582- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: اُمّ هاني: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ذا ضفاير أربع. والصحيح أ نّه كان له ذوابتان ومبدأها من هاشم.
5583- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الشّياطين تغدوا براياتها إلى الأسواق فيدخلون مع أوّل داخل و يخرجون مع آخر خارج. المصدر: نهج الفصاحة.
5584- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن الصفّار في بصائر الدرجات: مسنداً عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّا معاشر الأنبياء تنام عيوننا ولا تنام قلوبنا، ونرى من خلفنا كما نرى من بين أيدينا.
5585- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا شيء أحقّ بالسّجن من اللّسان. المصدر: نهج الفصاحة.
5586- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في المناقب: لم يقع ظلّه صلى الله عليه وآله على الأرض.
5587- قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه لا يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يصرفه ذلك عن دينه. ثمّ قال: والله ليتمن هذا الأمر حتّى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلاّ الله والذئب على غنمه وكلّكم يستعجلون).
5588- رسول اللّه صلى الله عليه و آله: قالَ اللّه ُ جَلَّ جَلالُهُ: عِبادي، كُلُّكُم ضالٌّ إِلّا مَن هَدَيتُهُ، وكُلُّكُم فَقيرٌ إِلّا مَن أغنَيتُهُ، وكُلُّكُم مُذنِبٌ إلّا مَن عَصَمتُهُ.
5589- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن الصدوق في معاني الأخبار: بطريق عن ابن أبي هالة التميمي عن الحسن بن عليّ عليهما السلام. وبطريق آخر عن الرضا عن آبائه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسن بن عليّ عليهم السلام. وبطريق آخر عن رجل من ولد أبي هالة عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصّافاً للنبيّ صلى الله عليه وآله، وأنا أشتهي أن يصف لي منه شيئاً لعلّي أتعلّق به. فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآلهفخماً مفخّماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشنّب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن تفرّقت عقيقته فرّق، وإلاّ فلا يجاوز شعره شحمة اُذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجّ الحواجب، سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدرّه الغضب، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمّله أشمَّ. كثّ اللّحية، سهل الخدّين، ضليع الفم، مفلّج، أشنب، مفلّج الأسنان، دقيق المسربة، كأنّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادناً متماسكاً، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، عريض الصدر، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبّة والسرّة بشعر يجري كالخطّ، عاري الثديين والبطن ممّا سوى ذلك. أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفّين والقدمين.سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، فسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعاً، يخطو تكفّؤاً، ويمشي هوناً، ذريع المشية، إذا مشى كأ نّما ينحطّ في صبب، وإذا التفت التفت جميعاً. خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلّ نظره الملاحظة، يبدر مَن لقيه بالسلام. قال عليه السلام: فقلت له: صف لي منطقه، فقال: كان صلى الله عليه وآله متواصل الأحزان، دائم الفكر، ليس له راحة، طويل السكت، لا يتكلّم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلّم بجوامع الكلِم فصلا لا فضول فيه.ولا تقصير، دَمِثاً، ليس بالجافي ولا بالمهين، تعظم عنده النعمة، وإن دقّت لا يذمّ منها شيئاً، غير أ نّه كان لا يذمّ ذوّاقاً ولا يمدحه. ولا تغضبه الدنيا وما نالها فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتّى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفّه كلّها، وإذا تعجّب قلبها، وإذا تحدّث اتّصل بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وانشاح، وإذا غضب غضّ طرفه. جلّ ضحكه التبسّم، يفترّ عن مثل حبِّ الغمام. قال الصدوق رحمه الله: إلى هنا رواية القاسم بن المنيع عن إسماعيل بن محمَّد بن إسحاق بن جعفر بن محمَّد، والباقي رواية عبدالرحمان إلى آخره. قال الحسن عليه السلام: فكتمتها الحسين عليه السلام زماناً ثُمَّ حدَّثته به، فوجدته قد سبقني إليه، فسألته عنه فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبيّ صلى الله عليه وآله ومخرجه ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئاً.
5590- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتاني جبريل فقال يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه واعمل ما شئت فإنّك مجزيّ به. المصدر: نهج الفصاحة.
5591- جاء في كتاب المحكم في اصول الفقه للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: الروايات الظاهرة في المفروغية عن اقتضاء الأمر الالزام، كقوله صلى الله عليه وآله: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة) أو: (مع كل صلاة) وما في حديث بريرة: فقال لها النبي صلى الله عليه آله: (لو راجعتيه فإنه أبو ولدك)، فقالت: يا رسول الله أتأمرني؟ قال: (لا إنما أنا شفيع)، فقالت: لا حاجة لي فيه.
5592- رسول اللّه صلى الله عليه و آله: الحَمدُ للّه المُحتَجِبِ بِنورِهِ دونَ خَلقِهِ وَابتَعَثَ فيهِمُ النَّبِيِّين لِيَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ، فَيَعرِفوهُ بِرُبوبِيَّتِهِ بَعدَما أنكَروا، ويُوَحِّدوهُ بِالإِلهِيَّةِ بَعدَما عَضَدوا.
5593- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن القطب في الخرائج والجرائح: من معجزاته صلى الله عليه وآله: أنَّ الأخبار تواترت واعترف بها الكافر والمؤمن بخاتم النبوَّة الذي بين كتفيه، على شعرات متراكمة.
5594- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أناسا من أهل الجنّة يطّلعون إلى أناس من أهل النّار فيقولون بم دخلتم النّار فواللَّه ما دخلنا الجنة إلّا بما تعلّمنا منكم. المصدر: نهج الفصاحة.
5595- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن الكليني في الكافي: مسنداً، عن علي بن محمَّد النوفليّ، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ذكرت الصوت عنده.فقال: إنَّ علي بن الحسين عليهما السلام كان يقرأ، فربّما يمرّ به المارّ فصعق من حسن صوته، وإنّ الإمام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه.قلت: ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يصلّي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون.
5596- تفسير العيّاشي عن أحمد بن محمّد: وَقَفَ عَلَيَّ أبُو الحَسَنِ الثّاني عليه السلام في بَني زُرَيقٍ، فَقالَ لي وهُوَ رافِعٌ صَوتَهُ: يا أحمَدُ، قُلتُ: لَبَّيكَ، قالَ: إنَّهُ لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله جَهَدَ النّاسُ عَلى إطفاءِ نورِ اللّه ِ، فَأَبَى اللّه ُ إلّا أن يُتِمَّ نورَهُ بِأَميرِ المُؤمِنينَ. فَلَمّا تُوُفِّيَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام جَهَدَ ابنُ أبي حَمزَةَ وأصحابُهُ في إطفاءِ نورِ اللّه ِ فَأَبَى اللّه ُ إلّا أن يُتِمَّ نورَهُ. وإنَّ أهلَ الحَقِّ إذا دَخَلَ فيهِم سُرّوا بِهِ، وإذا خَرَجَ مِنهُم خارِجٌ لَم يَجزَعوا عَلَيهِ، وذلِكَ أنَّهُم عَلى يَقينٍ مِن أمرِهِم. وإنَّ أهلَ الباطِلِ إذا دَخَلَ فيهِم داخِلٌ سُرّوا بِهِ، وإذا خَرَجَ مِنهُم خارِجٌ جَزِعوا عَلَيهِ، وذلِكَ أنَّهُم عَلى شَكٍّ مِن أمرِهِم، إنَّ اللّه َ يَقولُ: (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ). قالَ: ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام: المُستَقَرُّ الثّابِتُ، وَالمُستَودَعُ المُعارُ.
5597- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: قال الحسين عليه السلام: سألت أبي عليه السلام عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: كان دخوله في نفسه مأذوناً في ذلك، فاذا آوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءً لله، وجزءً لأهله، وجزءً لنفسه.ثُمَّ جزّأ جزءه بينه وبين الناس، فيردّ ذلك بالخاصّة على العامّة ولا يدَّخر عنهم منه شيئاً، وكان من سيرته في جزء الاُمّة إيثار أهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم. والاُمّة من مسألته عنهم وبأخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته، فإنّه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبّت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلاّ ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روَّاداً، ولا يفترقون إلاّ عن ذواق ويخرجون أدلّة. وسألته عليه السلام عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله كيف كان يصنع فيه؟ فقال عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخزن لسانه إلاّ عمّا كان يعنيه، ويؤلّفهم ولا ينفرّهم، ويكرم كريم كلّ قوم ويولّيه عليهم، ويحذّر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقّد أصحابه.ويسأل الناس عمّا في الناس، ويحسّن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبيح ويوهنه. معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا، ولا يقصّر عن الحقّ ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم.أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة. قال: فسألته عليه السلام عن مجلسه، فقال: كان لا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر لا يوطّن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك.ويعطي كلّ جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتّى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلاّ بها أو ميسور من القول.قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الخلق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة.ولا ترفع فيه الأصوات ولا تُؤبن فيه الحرم. ولا تثنى فلتاته، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه؟ فقال عليه السلام: كان دائم البشر سهل الخُلق، ليّن الجانب ليس بفظّ ولا غليظ، ولا ضحّاك، ولا فحّاش، ولا عيّاب، ولا مدّاح.يتغافل عمّا لا يشتهي. فلا يؤيس منه، ولا يخيب فيه مؤمّليه. قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه.وترك الناس من ثلاث: كان لا يذمّ أحداً، ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته.ولا يتكلّم إلاّ فيما رجا ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه، كأنَّ على رؤوسهم الطير.فإذا سكت تكلّموا، ولا يتنازعون عنده الحديث.من تكلّم أنصتواله حتّى يفرغ.حديثهم عنده حديث أوَّلهم.يضحك ممّا يضحكون منه.ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتّى إن كان أصحابه يستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه.ولا يقبل الثناء إلاّ من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتّى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته عليه السلام عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال عليه السلام: كان سكوته على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكير.فأمّا التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس. وأمّا تفكّره ففيما يبقى ويفنى. وجمع له الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزّه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأي في صلاح اُمّته، والقيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة.
5598- عن صفوان قال: سألت الرضا عليه السلام ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان؟ وأحمد بن محمد بن أبي نصر قالا: سالنا أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل أوصى بسهم من ماله ولا يدري السهم أي شئ هو؟ فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر، ولا عن أبي جعفر عليهما السلام فيها شئ، قلنا له: جعلنا فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا من هذا عن آبائك. فقال: السهم واحد من ثمانية، فقلنا له: جعلنا فداك كيف صار واحدا من ثمانية فقال: أما تقرء كتاب الله عز وجل، قلت جعلت فداك إني لاقرأه ولكن لا أدري أي موضع هو؟ فقال: قول الله عز وجل: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل” (التوبة 60) ثم عقد بيده ثمانية قال: وكذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ثمانية أسهم، فالسهم واحد من ثمانية.
5599- الإمام عليّ عليه السلام: إنَّ أبا جَهلٍ قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله: إنّا لا نُكَذِّبُكَ ولكِن نُكَذِّبُ بِما جِئتَ بِهِ، فَأَنزَلَ اللّه ُ: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـكِنَّ الظَّــلِمِينَ بِـايَـتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)
5600- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أنس بن مالك، قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان أزهر اللون، كأن لونه اللؤلؤ، وإذا مشى تكفّأ، وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته، ولا مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كفّ رسول الله صلى الله عليه وآله.