Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

5726- عن كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: الواقع الجاهلي: وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عاش في وسط جاهلي غريب عن جميع المعارف الإلهية، والتعاليم الدينية. بل هو منافر لها في وثنيته وقبليته وغطرسته وسلوكه. ولم يعرف عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد اختلف إلى من عنده علم بذلك، لأن مراكز الثقافة الدينية كانت في المدينة المنورة عند اليهود، وفي نجران والشام عند النصارى. ومن المعلوم أنه لم يأخذ من اليهود، لعدم رؤيته المدينة قبل الهجرة، ولما هو المعروف من تعصب اليهود لأنفسهم ومحاولتهم حكر النبوة الخاتمة ومعارفهم الدينية على أنفسهم، وما هم عليه من نظرة الازدراء لولد إسماعيل عليه السلام عامة، وبغضهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة. كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يذهب لنجران قطع. وإنما ذهب للشام في سفرتين محدودتين لا تسمحان له بتعلم شيء من العلوم الإلهية والدينية. الأولى في صباه بصحبة عمه أبي طالب حينما سافر للتجارة، وكان أبو طالب ملازماً له، ظنيناً به، يخشى عليه من كيد الأعداء، لما كان يتوقعه له من مستقبل عظيم. بل روى أن أبا طالب لم يقض وطره من سفرته، وأنه رجع به مسرعاً خوفاً عليه. والثانية في شبابه في تجارة له بمال خديجة رضي الله عنه لا تسمح له بالتفرغ لطلب العلم، ولم يذكر عنه أنه اتصل هناك ببعض علماء أهل الكتاب وتردد عليهم. كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يحاول التعلم بتحصيل مقدماته وأسبابه، من جمع الكتب وكتابتها ودراسته. وهذا أمر معلوم من واقعه لا يحتاج إلى إثبات واستدلال. وكل ما ذكر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يختلي في غار حراء للتأله وعبادة الله تعالى والتفكر في أمره عزّ وجلّ وعظيم شأنه، والتأمل في خلقه والتدبر فيه. ومع كل ذلك جاء بالقرآن العظيم الجامع لفنون العلم والمعارف الإلهية في التوحيد الخالص، المبني على تنزيه الله تعالى عن الشريك والنظير والولد والشبيه، مع التأكيد على عظمة الله عزّ وجلّ وكبريائه، وقدرته وإحاطته وهيمنته، وتنزيهه عن كل ما لا يليق بحكمته وكماله المطلق. والتأكيد على الرسالة الخاتمة وكرامة حاملها صلى الله عليه وآله وسلم وحسن الثناء عليه وتعظيم حقه وكرامة المؤمنين المسلمين له المهتدين بهديه. وتنزيه أنبياء الله تعالى ورسله وملائكته وأوليائه، وبيان كرامتهم ورفعة مقامهم، وذكر رسالاتهم وتعاليمهم وجميل سيرهم، والتنفير من الظلم والظالمين والكافرين والمنافقين، وبدء الخلق والتكوين، وأخبار القرون الماضية والأمم الخالية وما حلّ به، ووقع عليها من قوارع وقواصم. والتذكير بالموت وما بعده من البرزخ والبعث والنشر والحشر، والحساب واستعراض مشاهد القيامة، ووصف الجنة والنار، والثواب والعقاب، والتأكيد على البعث والنشأة الآخرة. ثم الاحتجاج على كثير من ذلك بأيسر الطرق وأقربها للفطرة، من دون تكلف وتعقد. والتأكيد على آيات الله تعالى البالغة، ونعمه السابغة، ورحمته بعباده، وجميل صنعه بهم، وسطوته بمن يشاقه ويضاده، ونكاله بهم، وانتقامه منهم. والتشريع فيما يخص العقائد، وما يخص السلوك العملي، من الفرائض، والمحرمات، والسنن والآداب، والنظم الاجتماعية، ومكارم الأخلاق ومحمود الصفات والفعال. والتذكير والوعظ والتقريع والتنبيه للعبر وضرب الأمثال، والوعد والوعيد بثواب الله تعالى وعقابه في الدنيا والآخرة إلى غير ذلك مما يجعله بمجموعه مستوعباً لجميع حدود الدعوة وأصوله، وتثبيت خطوطها العامة، وبيان وجهتها الشريفة وأهدافها النبيلة “لاَ تُدرِكُهُ الأبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأبصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ” (الانعام 103). مع تأكيد جميع ذلك وتركيزه بتكرار عرضه بمختلف الأساليب والصور، كل ذلك على أكمل وجه وأرفعه، وبأجمل بيان وأروعه، بنحو يوحي بتعالي قائله ورفعته، وغناه عمن سواه مهما بلغ شأنه. وكل ذلك غريب عن مجتمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحيطه الذي عاش فيه. ويمتنع في العادة أن يهتدي لذلك بنفسه من دون مرشد ومعلم. وحيث سبق أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يتعرف على من عنده شيء من ذلك، ولم يختلط به، ليكتسبه منه، فلابد أن يكون ذلك من الله تعالى، العالم بكل شيء على حقيقته، والمحيط به، وقد أنزله عليه وعضده به، ليكون دليلاً لدعوته، وشاهداً على رسالته، ومعجزاً لنبوته. ولو كابر المكابر، وأصرّ على احتمال تعلمه صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ممن عاصره، أو اطلع على بعض كتبهم.

5727- عن النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقفَ العبد الذليل من المولى، فيقوم وأصحابه لا يدنو(ن) منه حتّى يبدأه بالتسليم ويبشّره بالجنّة).

5728- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في غوالي اللئالي: عن النبيّ صلى الله عليه وآله: كان إذا استوى على راحتله خارجاً إلى سفر كبّر ثلاثاً، ثُمَّ قال: سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللّهمَّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى ومن العمل ما ترضى، اللّهمَّ هوِّن علينا سفرنا وأطو عنّا بعده، اللّهمَّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهمَّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال. فإذا رجع قال: آئبون تائبون عابدون لربّنا حامدون.

5729- يقول سماحة الشيخ عبد الرحمن شيري: إن شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي نحتفل اليوم بذكرى مولده الشريف تمثل القيم الانسانية العليا. وهذه القيم لم تظهر فجأة بعد البعثة وانما هي موجودة منذ ولادته صلى الله عليه وآله وسلم، مع أن المجتمع الذي كان يعيش فيه وهي الجزيرة العربية كان يعبد الاصنام، واديان تشرك مع الله تعالى آلهة أخرى، ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يتأثر بقيم مجتمعه المتخلفة وانما اتبع ملة إبراهيم عليه السلام وهي التي تؤمن بالحنفية والتي حرفها مجتمع الجاهلية وان جاء بعده موسى وعيسى عليهما السلام لكن اليهود والنصارى جعلوا مع الله إلها آخر. فمع هكذا مجتمع يسوده الظلام ولد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنها ظلام العقيدة.

5730- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في الغوالي: عن النبيّ صلى الله عليه وآله: إذا كان في سفر فأقبل الليل قال: “أرض ربّي وربّك الله، أعوذ من شرّك وشرِّ ما فيك وشرَّ ما يدبّ عليك، وأعوذ بالله من أسد واُسود ومن الحيّة والعقرب ومن ساكن البلد ووالد وما ولد.

5731- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثر خطايا ابن آدم في لسانه. المصدر: نهج الفصاحة.

5732- عن كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: خطبة الزهراء عليه السلام الكبرى قال الطبرسي: ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت: يا معشر النقيبة  وأعضاد الملة وحضنة الإسلام، ما هذه الغَمِيزة في حقي والسِنة عن ظلامتي؟ أما كان رسول الله صلى الله عليه واله أبي يقول: “المرء يحفظ في ولده” سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة. ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما أطلب وأزاول. أتقولون: مات محمد صلى الله عليه واله؟

5733- تتضمن الآيات التي فيها الفعل قل الموجه للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم محاورات منها أولا مع أهل الكتاب “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ”. ثانيا الاجابة على الأسئلة “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي”. ثالثا اعلام الغيبيات “قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ”. رابعا الاعلام عن الآخرة “قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي”. خامسا الاعلام عن صفات الله تعالى “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ”، و “قل أعوذ برب الناس”. سادسا الاعلام عن صفات الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ”. سابعا الاعلام عن الدنيا “قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ”. سابعا الاعلام عن القرآن الكريم “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ”. ثامنا المحاورة مع الكافرين “قل يا أيها الكافرون”. تاسعا محاورات عن القصص القرآنية “قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ”. عاشرا الاعلام عن الأدعية “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”. حادي عشر الاعلام عن الاخلاق والسلوك “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ”، و “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.

5734- بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم).

5735- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في المكارم: عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه كان إذا لبس ثوباً جديداً قال: الحمد لله الذي كساني ما يواري عورتي وأتجمّل به في الناس.

5736- عنه صلى الله عليه و آله: لا يَكمُلُ الإِيمانُ بِاللّه ِ حَتّى يَكونَ فيهِ خَمسُ خِصالٍ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللّه ِ وَالتَّفويضُ إلَى اللّه ِ، وَالتَّسليمُ لِأَمرِ اللّه ِ وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّه ِ، وَالصَّبرُ عَلى بَلاءِ اللّه ِ. إنَّهُ مَن أحَبَّ للّه، وأبغَضَ للّه وأعطى للّه ومَنَعَ للّه فَقَدِ استَكمَلَ الإِيمانَ.

5737- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أخشى عليكم الفقر و لكنّي أخشى عليكم التّكاثر و ما أخشى عليكم الخطاء، و لكنّي أخشى عليكم التّعمّد. المصدر: نهج الفصاحة.

5738- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: كان صلى الله عليه وآله إذا نزعه نزعه من مياسره أوَّلا وكان من فعله إذا لبس الثوب الجديد حمد الله ثُمَّ يدعو مسكيناً فيعطيه خلقانه، ثُمَّ يقول: ما من مسلم يكسو مسلماً من سمل ثيابه لا يكسوه إلاّ لله عزَّ وجلَّ إلاّ كان في ضمان الله وحرزه وخيره، ما واراه حيّاً وميّتاً.

5739- عنه صلى الله عليه و آله: ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ استَكمَلَ إيمانَهُ: لا يَخافُ فِي اللّه ِ لَومَةَ لائِمٍ، ولا يُرائي بِشَيءٍ مِن عَمَلِهِ، وإذا عُرِضَ عَلَيهِ أمرانِ أحَدُهُما لِلدُّنيا وَالآخَرُ لِلآخِرَةِ آثَرَ أمرَ الآخِرَةِ عَلى أمرِ الدُّنيا.

5740- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ارحم من في الأرض يرحمك من في السّماء. المصدر: نهج الفصاحة.

5741- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: كان صلى الله عليه وآله إذا لبس ثيابه واستوى قائماً قبل أن يخرج قال: اللهمَّ بك استترت وإليك توجّهت وبك اعتصمت وعليك توكّلت، اللّهمَّ أنت ثقتي وأنت رجائي، اللّهمَّ اكفني ما أهمّني وما لا أهتمّ به وما أنت أعلم به منّي عزَّ جارك وجلَّ ثناؤك ولا إله غيرك، اللّهمَّ زوِّدني التقوى واغفر لي ذنبي ووجّهني للخير حيث ما توجّهت. ثُمَّ يندفع لحاجته.

5742- رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن جبرئيل عليه الس لا تَكمُلُ شَجَرَةٌ إلّا بِالثَّمَرِ، كَذلِكَ الإِيمانُ لا يَكمُلُ إلّا بِالكَفِّ عَنِ المَحارِمِ.

5743- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أحسن القصد في الغنى، ما أحسن القصد في الفقر و أحسن القصد في العبادة. المصدر: نهج الفصاحة.

5744- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن الغزاليّ في الإحياء: وكان إذا قام من مجلسه قال: سبحانك اللّهمَّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

5745- المعجم الكبير عن ابن عبّاس: قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله: لَيسَ بِمُؤمِنٍ مُستَكمِلِ الإِيمانِ مَن لَم يَعُدَّ البَلاءَ نِعمَةً وَالرَّخاءَ مُصيبَةً قالوا: كَيفَ يا رَسولَ اللّه ِ؟ قالَ: لِأَنَّ البَلاءَ لا يَتبَعُهُ إلَا الرَّخاءُ وكَذلِكَ الرَّخاءُ لا تَتبَعُهُ إلَا المُصيبَةُ، ولَيسَ بِمُؤمِنٍ مُستَكمِلِ الإِيمانِ مَن لَم يَكُن في غَمٍّ ما لَم يَكُن في صَلاةٍ، قالوا: ولِمَ يا رَسولَ اللّه ِ ؟ قال: لِأَنَّ المُصَلِّيَ يُناجي رَبَّهُ، وإذا كانَ في غَيرِ صَلاةٍ إنَّما يُناجِي ابنَ آدَمَ.

5746- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما اجتمع الرّجاء و الخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه اللَّه عزّ و جلّ الرّجاء و آمنه الخوف‏. المصدر: نهج الفصاحة.

5747- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: عن الشيخ في المجالس: مسنداً عن عبد الله بن الحسن عن اُمّه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن عليّ عليهم السلام: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا دخل المسجد قال: اللّهمَّ افتح لي أبواب رحمتك. فإذا خرج قال: اللّهمَّ افتح لي أبواب رزقك.

5748- عنه صلى الله عليه و آله: لا يُؤمِنُ أحَدُكُم حَتّى يُحِبَّ لِأَخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفسِهِ.

5749- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما الّذي يعطي من سعة بأعظم أجرا من الّذي يقبل إذا كان محتاجا. المصدر: نهج الفصاحة.

5750- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: مسيلمة الكذاب: ذكر ابن هشام أنّ مسيلمة بن حبيب قد كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مِنْ مُسَيْلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك. أمّا بعد، فإنّي قد أُشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشاً قوم يعتدون”. فلما جاء الكتاب، كتب رسول الله إلى مسيلمة: “بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذّاب، السلام على من اتّبع الهُدى. أمّا بعد، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمُتَّقين”. وذلك في آخر سنة عشر. وذكر الطبري أنّ وفد بني حنيفة أتوا رسول الله مع مسيلمة، فلما رجعوا وانتهوا إلى اليمامة، ارتدّ مسيلمة وتنبّأ وتكذّب له، وقال: “إنّي قد أُشركت في الأمر معه”. ثم جعل يسجع السجاعات ويقول لهم فيما يقول، مضاهاةً للقرآن. وذكر من كلامه هذا: “لقد أَنْعَمَ الله على الحُبْلى، أَخرّج مِنْها نَسَمَةً تسْعى، بين صِفاق وحَشَى”. أنّ هذين الكلامين، يكفيان شاهداً على ما لم نذكره. أمّا كتابه، فهو دليل على أنّه جعل دعوى النبوّة أداة للحكومة، فلأجل ذلك قسّم الأرض بينه وبين رسول الله. فانظر إلى جواب رسول الله، المُقْتَبس من القرآن الكريم: “إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” (الأعراف 128). وأما قرآنه المنحول، المفترى على الله سبحانه، فما هو إلاّ جُمَل وفصول توازن سجع الكهان، حاول أن يعارض بها اوزان القرآن في تراكيبه. وممّا اصطنعه في هذا المجال: “الفيل، ما الفيل، وما أدراك ما الفيل له ذنب وبيل، وخرطوم طويل”. “يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدِّرين، ولا الشارب تمنعين”. وعلى هذا الغرار سائر كلمه المنسوبة إليه. وكلها تعرب عن جهل وحماقة فيه. ولذلك، لما ذهب الأحنف بن قيس مع عمّه إلى مسيلمة، وخرجا منعنده، وقال الأحنف لعمّه. “كيف رأيته؟”، قال: “ليس بمتنبيء صادق، ولا بكذّاب حاذق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *