تطبيقات الوصل أولى (صلى) في القرآن الكريم من سورة البقرة (ح 1)‎

فاضل حسن شريف

د. فاضل حسن شريف

إن القراءة الصحيحة للقرآن الكريم هي ما تواتر نقله عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها علامة (م) تفيد لزوم الوقف، وعلامة (قلى) تفيد أولوية الوقف، وعلامة (ج) تفيد جواز الوقف والوصل، وعلامة (صلى) تفيد أفضلية الوصل، وعلامة نقاط التعانق التي يفضل الوقف على واحدة منها دون الأخرى. قال الله عز وجل في سورة البقرة عن آيات تظهر علامة الوصل أولى (صلى) “أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (البقرة 5)، “خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (البقرة 7)، “فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ” (البقرة 10)، “يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (ج: جواز الوقف) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ (ج: جواز الوقف) إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة 20)، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة 22).

الوصل أولى يعني تلاوة الآية كلها دفعة واحدة بلا توقف عند عدم وجود علامات. قال الله سبحانه في سورة البقرة “فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ” (البقرة 24)، “وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا (لا: النهي عن الوقف) قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 25)، “ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها (ج: جواز الوقف)  فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا (م: لزوم الوقف)  يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا (ج: جواز الوقف)  وما يضل به الا الفاسقين” (البقرة 26)، “كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (البقرة 28).

الوصل اولى يعني تلاوة الآية كلها دفعة واحدة بلا توقف عند عدم وجود علامات وقف او الوقف عند وجود علامة وقف كقوله سبحانه وتعالى “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة 30)، “قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” (البقرة 32)، “قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ” (البقرة 33)، “فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ” (البقرة 36).

 جاء عن معهد آفاق التيسير للكاتبة نورة الأمين: (مبتكرات القرآن): -عدم التزامه بأسلوب واحد، بل اختلفت سوره وتفننت، فتكاد تكون لكل سورة لهجة خاصة، فإن بعضها بني على فواصل وبعضها ليس كذلك. وكذلك فواتحها منها ما افتتح بالاحتفال كالحمد، ومنها ما افتتح بالهجوم على الغرض من أول الأمر نحو: “الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم”. -صلوحية معظم آياته لأن تؤخذ منها معان متعددة كلها تصلح لها العبارة باحتمالات لا ينافيها اللفظ. -الحذف بما لا يخلو الكلام من دليل عليه من لفظ أو سياق مع عدم الالتباس كما في سورة المدثر. -سلوك مسلك الإطناب لأغراض من البلاغة ومن أهم مقامات الإطناب مقام توصيف الأحوال التي يراد بتفصيل وصفها إدخال الروع في قلب السامع كقوله: “كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق”. -استعمال اللفظ المشترك في معنيين أو معان إذا صلح المقام بحسب اللغة العربية لإدارة ما يصلح منها، واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهما. -الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها وهو من أسباب اختلاف كثير من القراءات مثل: (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا) قرئ (عند) بالنون دون ألف وقرئ “عباد” بالموحدة وألف بعدها. -الجزالة والرقة مثل قوله: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” وقوله: “يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *