download (1)

الشيخ عز الدين محمد البغدادي

يعرف كثير من الاخوة والمتابعين اني كثيرا ما كنت انتقد السياسة الايرانية في المنطقة، واعتقد ان كثيرا من الساسة الايرانيين سواء في الاتجاه المعتدل او المحافظ يقرون الآن بوجود اخطاء كثيرة.

لكن من جهة اخرى لا احد يستطيع ان ينكر ان ايران دعمت وبشكل كبير المقاومة في لبنان وفلسطين، لا سيما وان معظم الدول العربية كانت مواقفها ضعيفة ان لم نقل متواطئة مع العدو. كما ان ايران دعمت البوسنة والهرسك في مرحلة تاريخية في وقت تخلت عنها كل دول العالم بما فيها العربية والاسلامية في ازمتها ما بين 1991- 1993، حيث تجاوزت القرارات الدولية ودعمت البوسنة بشكل كبير وزودتها بالسلاح والخبرة.

لكن من جهة فإن ايران بقيت اسيرة الرؤية الطائفية، وهو ما اوقعها في مواقف معقدة، فضلا عن اخطاء كبيرة لا سيما في الملف العراقي في دعم النظام السياسي الفاسد. بل اعتقد ان كثيرا من الواقع المؤسف الان في العراق والمنطقة هو نتاج السياسية الايرانية الخاطئة.

الآن ايران ليست في وضع جيد اقتصاديا، وهناك اختراقات واسعة وخطيرة في المجتمع الايراني، وكذلك توجد ضغوط كبيرة واحتمال وارد وقوي في ان توجه لها ضربة بسبب ملفها النووي ان لم تدخل في مفاوضات تؤول الى نتائج مفيدة.

لكن بعد اختلال محور المقاومة، وما حصل في غزة ولبنان وسوريا؛  ماذا لو سقط النظام في ايران؟

الكثير من العرب – وفيهم عراقيون – سيفرحون فيما لو سقط نظام الحكم في ايران، لكن السؤال هل سينفعنا سقوط النظام في ايران؟ المؤكد انه لن يكون نافعا لنا لا سيما في هذه المرحلة، والسبب هو ان اي بديل سيكون نظاما قوميا عنصريا معاديا للعروبة وللاسلام حليفا بل مواليا للصهيو نية، وبالتالي سيمثل ضغطا مرعبا على العرب عموما والعراق خصوصا.. الرؤية الطائفية او الوطنية الداخلية واقص بها الوطنية التي لا تدرك تاثيرات الوضع الخارجي سترتكب خطأ كبيرا في حساباتها، والعاقل والوطني من يحسب حسابات صحيحة ويبتعد عن التصورات العاطفية الساذجة.

عز الدين البغدادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *