اسم الكاتب : رياض سعد
لان الكلب أرفع شأناً منك , والحجر أغلى مقارنة بثمنك الحقيقي ؛ لن ألقمك حجرا ؛ وسوف اتركك تنبح الى ان يبح صوتك , و يجف حبر يراعك الاصفر وينكسر قلمك الاسود ؛ وانا واياك كما قال الشاعر :
لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا *** لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ
كثيرة هي الكلاب التي تحيط بنا , او التي نصادفها في طريقنا , واكثر هي (المجلوبة منها ) ولو أردنا أن نردّ على كل عواء لما بقي من الحجارة (التي نطرد بها الكلاب) إلا القليل الأقلّ، وبهذا يرتفع سعر الصخر أو الحجر- حسب قانون العرْض والطلب … ؛ وشاعرنا هذا يقارب شاعرًا آخر في المعنى إذ قال :
لقد جلّ قدر الكلب إن كان كلما *** عوى وأطال النبح ألقمته الحجر
وطالما علقت في ذاكراتنا منذ كنا اطفالا , صور الكلاب وهي تلاحق بأقصى سرعة كل شيء متحرك القطارات والسيارات والدرجات النارية والهوائية … الخ ؛ وكانت كل هذه الاشياء تسير ولا يهمها نباح الكلاب بل لا يثير اهتمامها .
فما ان نكتب مقالا او تعليقا , او ننشر خبرا , قد يغيض بعض البعثيين والطائفيين والارهابيين والفاسدين والدجالين و المؤدلجين والمرتزقة والمأجورين والمنكوسين ؛ حتى تنهال علينا اللعنات والشتائم والتهديدات ؛ فضلا عن الغمز واللمز ( البسامير) والافتراء والردود الباهتة والبعيدة كل البعد عن الموضوعية والحيادية ؛ علما ان البعض منهم لم نره ولم نتحدث اليه قط ؛ وهكذا هم يقيمون الناس رجما بالغيب , ويخبطون خبط عشواء , ارضاء لأسيادهم واولياء نعمتهم .
ثمة مثل سوداني يقول: “الداير تهريه اسكت وخليه” ومعنى المثل : الذي تريد إغاظته من الخصوم اتركه ينبح ولا تكلف نفسك عناء الرد عليه او رميه بحجارة ، لأن الكلاب خلقت لتنبح ، والاحرار خلقوا للعلم والعمل ؛ فكلما رميت الكلب فرح ظنا منه انك رميته بالعظم ؛ فلا تفرح الكلاب بالرد .
…………………………………….
- للعلم انا من دعاة حقوق الحيوان ولكن من باب مخاطبة الاخرين بما درجوا عليه او من باب الزموهم بما الزموا به انفسهم او من باب ( حشرا مع الناس عيد ) بالمختصر المفيد ذكر الكلب هنا للتوضيح والمثال وليس انتقاصا من الحيوانات , اذ ان للكلب ميزة خاصة تميزه عن باقي الحيوانات , الا وهي وفاءه الذي اصبح مضربا للأمثال ؛ وصدق الشاعر عندما قال : شبهتهم بالكلب فقال ظلمتني … ؛ فالبعض لا يرقى الى منزلة الكلب ؛ وهذا ما اشار اليه كتاب القران الكريم في بعض الآيات (هم كالأنعام بل اضل سبيلا ) .