Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

جاء في الموسوعة الحرة: اعلان الجهاد الكفائي: شعار الحشد الشعبي في بداية إنشائه: في 14 يونيو وبعد وصول داعش إلى أطراف بغداد دعا المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني إلى (الجهاد الكفائي لكل مَن يستطيع حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعاً عن بلده وشعبه ومقدساته، إذ عليهم من سنّة وشيعة التطوع للانخراط في القوات الامنية، لأن (داعش) يستهدف جميع المحافظات من دون استثناء، فبعد نينوى وصلاح الدين اعلنوا انهم قادمون إلى بغداد والنجف وكربلاء مستهدفين كل العراقيين في جميع مناطقهم، ومن هنا فأن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم في العراق هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون أخرى أو بطرف دون آخر). بعد هذا الإعلان تم تشكيل قوات الحشد الشعبي الذي ضم بعض الفصائل المسلحة بعد أن أصدر نوري المالكي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك، أوامر بتعبئة الجماهير وتشكيل هيئة الحشد الشعبي، كي يقفوا بوجه التهديدات داعش لبغداد وأطرافها، وبدأ الحشد الشعبي يوم 13 مارس 2014 بعد اجتماع بين نوري المالكي وقادة الكتائب المسلحة، ومن ثم ذهاب الكتائب إلى الفلوجة. وتم الاتفاق على حماية بغداد وسامراء والمناطق الغربية، وقد تشكل الحشد في البداية من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر وقوات الشهيد الصدر. ثم توسع الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم بغالبهم من الشيعة وانضم إليهم لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين والتركمان والأكراد.

ان المرجعية الدينية هم أحفاد الرسل والأئمة عليهم السلام تربي أتباعها ومنهم الحشد الشعبي بشكر الله عز وجل على نعمه والقوة والاستعداد لرد كل من يعتدي على نعم الله تعالى، وهم الأكثر الناس خوفا من خالقهم رب العالمين، ويأخذون العبر من الظالمين المعتدين مثل صدام وزبانيته الذين تنعموا بثروات العراق وهزموا تاركين بلدا مدمرا نهض وينهض بسواعد أبنائه ومنهم الحشد الشعبي. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل جلاله “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” ﴿فصلت 15﴾ أحذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. بعد البحث المهم الذي تضمّنته الآيات السابقة حول التوحيد ومعرفة الخالق جلّ وعلاه تنذر الآيات ـ التي بين أيدينا ـ المعارضين والمعاندين الذين تجاهلوا كلّ هذه الدلائل الواضحة والآيات البينات، وتحذرهم أن نتيجة الإعراض نزول العذاب بهم، يقول تعالى: “فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود”. عليكم أن تخافوا هذه الصاعقة المميتة المحرقة التي إذا نزلت بساحتكم تفنيكم وتحل بداركم الدمار. لاحظنا في بداية هذه السورة المباركة أنّ بعض زعماء الشرك في مكّة مثل (الوليد بن المغيرة) وبرواية اُخرى (عتبة بن ربيعة) جاءوا إلى النّبي صلى الله عليه وآله وسلم للتحقيق حول القرآن ودعوة الرّسول وطرحوا عليه بعض الأسئلة وفي سياق إجابة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لهم تلا عليهم الآيات الاُولى من هذه السورة، وعندما وصل النّبي في تلاوته إلى الآيات أعلاه وهدّدهم بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، ارتعشت أجسادهم وأصيبوا بالخوف بحيث أنّهم لم يكونوا قادرين على الإستمرار في الكلام، لذلك عادوا إلى قومهم وذكروا لهم تأثرهم العميق واضطرابهم ووجلهم من هذه الكلمات. (الصاعقة) كما يقول الراغب في المفردات، تعني الصوت المهيب في السماء، ويشتمل على النّار أو الموت أو العذاب. (ولهذا السبب تطلق الصاعقة على الموت أحياناً، وعلى النّار في أحيان اُخرى). والصاعقة ـ وفقاً للتحقيقات العلمية الراهنة ـ هي شرارة كهربائية عظيمة تحدث بين مجموعة من الغيوم التي تحمل الشحنات الكهربائية الموجبة، وبين الأرض التي تكون شحنتها (سالبة) وتصيب عادة قمم الجبال والأشجار وأي شيء مرتفع، وفي الصحاري المسطحة تصيب الإنسان والأنعام، كما أن حرارتها شديدة للغاية بحيث أنّها تحيل أي شيء تصيبه إلى رماد، وتحدث صوتاً مهيباً وهزّة أرضية قوية في المكان الذي تضربه. الله تبارك وتعالى كما تنص على ذلك آيات القرآن عاقب بعض الأقوام الأشقياء من الأمم السابقة بالصاعقة. والطريف هنا أنّ عالم اليوم برغم التقدم الهائل في العلوم، بقي عاجزاً عن اكتشاف وسيلة لمنع الصاعقة. وسيبقى هذا السؤال: لماذا ذكر هنا قوم عاد وثمود من بين جميع الأقوام السابقة؟ السبب يعود إلى أنّ العرب كانوا على اطّلاع بخبر أُولئك الأقوام، وكانوا قد شاهدوا بأعينهم آثار مدنهم المدّمرة، إضافة إلى أنّهم كانوا يعرفون أخطار الصواعق، لأنّهم يعيشون في الصحراء والبادية.

عن تفسير الميسر: قوله جل جلاله “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” ﴿فصلت 15﴾ فأما عاد قوم هود فقد استعلَوا في الأرض على العباد بغير حق، وقالوا في غرور: مَن أشد منا قوة؟ أولم يروا أن الله تعالى الذي خلقهم هو أشدُّ منهم قوة وبطشًا؟ وكانوا بأدلتنا وحججنا يجحدون.

جاء في موقع البيان عن الطغاة والطغيان في القرآن الكريم للكاتب خالد رمضان عثمان احمد: أسباب الطغيان الداخلية أو (الباطنية): الكبر والعلو: ويكاد يكون هذا السبب هو الجامع الرئيسيُّ بين الطغاة، ويصنف على رأس أوَّليات أسباب الطغيان، وأبرز الشخصيات التي تمثل هذا السبب على الإطلاق شخصية الطاغية فرعون، الذي اجتمعت فيه كلُّ أسباب الطغيان الداخلية والخارجية، ومارس كل صنوف الطغيان بحق قومه. قال الله  سبحانه  عن فرعون: “إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ” (القصص 4)، وقال  تعالى: “وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْـحَقِّ” (القصص 39). العجب والغرور: وهذه آفة الطغاة في عتوهم وتجبُّرهم وعدم قَبُولهم الحق والانصياع له، ولذلك قال الله  عز وجل  ذاكراً حال قوم عاد لما طغوا وتكبروا على ربهم، ثم على نبيهم: “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْـحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً” (فصلت 15). ومن صور مباهاة الطاغية فرعون ومفاخراته أنه جعل يستحقر الآخرين ويعيبهم عجباً وغروراً فقال عن موسى  عليه السلام: “أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ” (الزخرف 52). الحقد والحسد: وهو الداء الذي يحرق قلب صاحبه إذا ما رأى لله على غيره منَّة أو أسبغ عليه نعمة، فيدفعه ذلك إلى ممارسة الطغيان، وهذا كان سبب طغيان اليهود ورفضهم قبول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه مكتوب عندهم في التوراة، فقد أنكر الله عليهم حسدهم لرسوله صلى الله عليه وسلم على الرسالة وحسدهم لأصحابه على الإيمان. قال الله  تعالى: “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِه” (النساء 45)، ولا شك أن ذلك ناتج عن الحقد والحسد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال  سبحانه: “وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً” (المائدة 64).

جاء في موقع بي بي سي عن الحويجة: المعقل الأخير للدولة الاسلامية في العراق بتأريخ 21 سبتمبر 2017: بدأت القوات العراقية و قطعات من الحشد الشعبي عملية تحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك شمالي العراق من سيطرة مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. ومركز القضاء هو مدينة الحويجة الواقعة جنوب غربي كركوك وشمال غربي العاصمة بغداد وكان عدد سكانها 150 الف شخص قبل سقوطها بيد التنظيم أواسط 2014. والغالبية العظمى من سكان القضاء هم من العرب السنة الى جانب أقلية من الشيعة التركمان. ومنذ سيطرة التنظيم على القضاء فر منه نحو نصف مليون شخص، لجأ أغلبهم إلى محافظة كركوك. وقبيلة الجبور أكبر القبائل في المنطقة التي كانت تعتبر من معاقل القاعدة والتمرد المسلح بعد 2003. احتل التنظيم المدينة والقضاء 2014 دون مقاومة تذكر بعد فرار فرقة كاملة من الجيش العراقي كانت تتمركز فيها وهي الفرقة 12. وبعد تحرير “بيجي” و”تكريت” في إطار الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل تم عزل القضاء عن بقية المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وبات محاصرا من قبل الجيش العراقي من جهة الجنوب والغرب وقوات البيشمركة من جهة الشمال. وسقط القضاء بيد التنظيم بسهولة نظرا لوجود عدد كبير من أنصار نظام صدام حسين وبقايا حزب البعث المنحل. وبسبب قرب الحويجة من مدينة كركوك تحولت المدينة إلى مركز لانطلاق الهجمات على كركوك وكان آخرها في شهر اكتوبر/تشرين الاول 2016 عندما تمكن العشرات من مسلحي التنظيم من تجاوز الخطوط الدفاعية لقوات البيشمركة ودخلوا مدينة كركوك. وأسفرت المواجهات بين قوات الامن والمهاجمين عن مقتل 74 مهاجما بينهم عدد كبير من الانتحاريين. وبغية الحد من هجمات التنظيم على كركوك وتهديده لامن كركوك قامت قوات البيشمركة عام 2015 بدفع خط المواجهة مع التنظيم حتى التلال المطلة على قضاء الحويجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *