فبراير 4, 2025
download (1)

عدنان علامة

  عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

أبدى ترامب إستعداده لزيارة لبنان بعد إفتتاح أكبر  سفارة أميركية في الشرق الأوسط ولكن بعد أضعاف حزب الله إلى أبعد حدود.

والمصيبة الكبرى في لبنان أن البعض يعتبر أمريكا تعمل لصالح لبنان، ولكنها في الحقيقة مجرد خادم وداعم بلا حدود للعدو الصهيوني.

ففي بداية عهد ترمب؛ أمر بتمديد بقاء الإحتلال الصهيوني 22 يومًا إضافية لل 60 يومًا التي فرضها  الإنتداب الأمريكي والفرنسي، بعد إنتهاء صلاحية إتفاقية وقف إطلاق النار، التي تفرض إنسحاب قوات الإحتلال في 26 من الشهر الماضي واصبحت الآن 18 شباط .

وكما لاحظنا  فإن العدو الصهيوني إرتكب   أكثر من 1500 خرق، ومعظم الخروقات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخرق فاضح للقرار 1701؛ فتم تدمير أكثر َمن 1000 َمنزل وحرق العشرات وحرث الطرقات العاَمة وحفر خنادق فيها لمنع التواصل فيما بينها، وتخريب البنى التحتية فيها، وتحويلها إلى بلدات غیر صالحة للعيش فيها.

وفي نفس الوقت منع الإنتداب الأمريكي والفرنسي لبنان وقوات اليونيفيل من إستعمال حقهما في الدفاع عن لبنان شعبًا وأرضًا خارقين بذلك القانون الإنساني الدولي.

ومنذ يومين فقط ظهرت النوايا الأمريكية المبيتة ضد حزب الله؛ فكان الهدف من تلك الإتفاقية الصُوَرية والتهليل الإعلامي الكبير لها؛ هو توقع خرق حزب الله لتلك الإتفاقية لتحويل لبنان إلى البند السابع.

ولدى فشل هذه الخطة أعلن ترمب، وهو الشخص الأكثر نرجسية في العالَم  عن الهدف الحقيقي لتخلي الدولة اللبنانية عن حقها الشرعي والقانوني في الدفاع عن سيادة لبنان وشعبه وأرضه حين أبدى إستعداده لزيارة لبنان بعد افتتاح أكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط لكن بعد إضعاف حزب الله إلى أبعد حدود.

 ولكن إنقلب السحر على الساحر، فوضعت أمريكا بغطرستها وهيمنتها وتسلطها  الرئيس عون في موقف صعب جدًا يهدد إستمرار عهده من الناحية الدستورية لأنه حنث بجزء من قسمه  المتعلق “باستقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه” تحت ضغط قوى خارجية ولم يعمل ضد قوى محتلة وإزالة إحتلالها. وهذا هو نص القسم : “احلف بالله العظيم انني احترم دستور الامة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه” .

 فالتدخل الأَمريكي السافر في لبنان عمره سنوات وهو خرق للسيادة اللبنانية.

وآخر الضغوطات نقلتها  رويترز: “خط أحمر أميركي على مشاركة حزب الله بالحكومة اللبنانية”.

وأما بالنسبة لإضعاف حزب الله وتشويه سمعته فهذا ليس بجديد؛ فقد عرف الشعب اللبناني تفاصيل المؤامرات الأمريكية عليه نتيجة شهادة كل من السفير الأَمريكي السابق في لبنان جيفري فيلتمان المبعوث الأَمريكي الخاص أمام لجنة خاصة من الكونغرس. وقد إخترت فقرة من تقرير في مجلة العهد الإخباري بتاريخ  10تشرين /اَكتوبر 2021 بعنوان. : “المنظمات غير الحكومية والدور الأميركي” :

 برز دور المنظمات غير الحكومية في لبنان بعد ما سمي بـ”ثورة الأرز” عام 2005 في ظل انقسام سياسي حاد. وعام 2010 ظهر إلى العلن مشروع “إضعاف جاذبية حزب الله” حين أقر فيلتمان بدفع نصف مليار دولار بين عامي 2006 و 2010، وفي عام 2020 كشف ديفيد هيل أن الولايات المتحدة أنفقت 10 مليارات دولار في لبنان على القوى الأمنية ومنظّمات المجتمع المدني لسنوات.

 وأكدت أمريكات الشهر الَماضي أن الجيش اللبناني يلعب دور “شريك رئيسي” لدعم اتفاق وقف إطلاق النار، وفي”منع حزب الله من تشكيل تهديد جديد لإسرائيل”؛ في إشارة إلى الدور الذي ترسمه الإدارة الأمريكية للجيش  من خلال المساعدات العسكرية الفجائية والمشروطة تفوق قيمتها 200 مليون دولار.

وقد فُرِضت ضغوطات أمريكية كبيرة على لبنان بعد إحتلال العدو الصهيوني القسم السوري من جبل الشيخ وتحويل قمة الجبل إلى موقع  عسكري وبالتالي تم ضم القسم اللبناني من جبل حرمون إلى العدو الصهيوني  وكما تقام العدو بإلحاق مَزارع شبعا بهضبة الجولان لإنهاء ذريعة حزب الله لمحاربة العدو الصهيوني لتحرير الأراضي المحتلة.

وللأسف هناك بعض السياسيين اللبنانيين يخدم العدو بإدعائه بأن مزارع شبعا سورية خلافًا للحقيقة الدامغة لبنانية المزارع.

وبعد إحضار أمريكا مجموعات هيئة تحرير الشام إلى سوريا بعد انشقاقها عن جبهة النصرة وتعيين أبومحمد الجولاني رئيسًا لسوريا، والذي بات يشكل خطرًا على مَحيطه ما عدا العدو الصهيوني.

وقد أعلنت أمريكا عن حقيقة مشروعها التآمري على حzب الله؛ وقد فضحت رويترز  هذه المؤامرة في تحقيق بعنوان : “خط أحمر أميركي على مشاركة حزب الله بالحكومة اللبنانية”

رويترز: خط أحمر أميركي على مشاركة حزب الله بالحكومة اللبنانية وتفاصيله في الرابط أدناه.

وفي هذه المؤامرة الحالية تكون أمريكا تسعى إلى مصادرة حق تمثيله الشرعي والقانوني في الوزارة  بنسبة تمثيله في مجلس النواب.

وإن غدًا لناظره قريب

02 شباط/فبراير 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *