Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

د. فاضل حسن شريف

جاء في كتاب المهدي حقيقة لاخرافة للمؤلف محمد بن اسماعيل: قوله عز و جل: هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‌ََ وَ دِينِ اَلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ” (التوبة 33) و مما يؤيد ذلك قوله صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (إن اللّه زوى لى الأرض، فرأيت مشارقها و مغاربها، و إن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لى منها). الحديث، و قوله صلى اللّه عليه و على آله و سلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار، و لا يبقى بيت مدر و لا وبر إلاّ أدخله اللّه هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزّا يعز اللّه به الإسلام، و ذلاّ يذل به الكفر). (ب) و هذا يؤكد حتمية عودة الخلافة الإسلامية و سيادتها على العالم كله -و الخلافة لن تسقط على المسلمين فى قرطاس من السماء، و لكن للنصر أسبابه المتعددة، و قد بشر صلى اللّه عليه و على آله و سلم بفتح رومية، و هذا الفتح لن يتم إلا بالجهاد فى سبيل اللّه عز و جل و الصبر عليه و بذل الأموال و الأنفس، و الخلافة التى يقيمها هذا الجهاد خلافة راشدة على منهاج النبوة كما أخبر النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم، و لذلك فلا بد أن تكون هذه الفئة سالكة طريق النجاة فى الدارين حتى لا يطول بها السرى فى صحراء الخلافات و الفتن، و طريق السلامة من فتنة الفرقة التى تنبأ بها صلى اللّه عليه و على آله و سلم فى قوله: (فإنه من يعش بعدي فسيرى اختلافا كثيرا). و قد سقطت دولة الخلافة، و ابتعد أكثر المسلمين عن القرآن رويدا رويدا فتناولتهم السبل، و مخروا عباب بحر الفرقة اللجب و ابتعدوا عن شاطى‌ء النجاة، فاستوت بهم سفينة الحيرة على صخرة الاختلاف، و بلغ بهم الأمر إلى أنهم نبذوا كتاب ربهم وراء ظهورهم، و ذابوا فى غيرهم حتى صار من بين المسلمين من لا تستطيع أن تميزه من الكافر لا فى المظهر فحسب، بل حتى فى الصميم من الأخلاق و الأفكار و العادات. و على حين غفلة من هذا المارد النائم لملمت فلول الشرذمة المغضوب عليها قواها المبعثرة و أعادوا الكرة على الذين نبذوا كتاب ربهم وراء ظهورهم، فأذلوهم، و أذاقوهم ألوان الخزى و العار، و انهالت الإمدادات على أمة القردة و الخنازير من أمة الضالين و عبدة الطاغوت فأصبح اليهود أكثر نفيرا على المسلمين‌ “وَ جَعَلْنََاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً” (الإسراء 6).

ويستطرد بن اسماعيل قائلا: و ها هم قادة الأمة و قد نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم: حاربوا أولياء اللّه الداعين إلى طريق النجاة، و تبرأوا من الإسلام، و تنكروا له و أرادوا أن يحلّقوا فى الدنيا بجناح المادة فخذلهم جناح الإيمان، فكبكبوا على وجوههم، و تولى اللّه تأديبهم على يد من لا يرقبون فيهم إلا و لا ذمة، فتراهم متخبطين فى كل قطر أذلة فى كل وجه، يسومهم أعداء اللّه سوء العذاب و يفرضون عليهم الخزى و العار، و يتخذونهم مطية رخيصة ليصلوا عليها إلى مآربهم التوراتية و التلمودية، و لكن لن يتم لهم ذلك و لن يجنوا ثماره بإذن اللّه-لأن اللّه عز و جل قضى و هو أحكم الحاكمين، و وعده  سبحانه الذى لا يخلف الميعاد: “فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ اَلْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَ لِيَدْخُلُوا اَلْمَسْجِدَ كَمََا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ لِيُتَبِّرُوا مََا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسى‌ََ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنََا وَ جَعَلْنََا جَهَنَّمَ لِلْكََافِرِينَ حَصِيراً” (الاسراء 7-8) أى إن عدتم للإفساد و العلو فى الأرض عاد اللّه عليكم بتسليط أعدائكم عليكم.  كما فعل فى الإفساد الأول إذ قال سبحانه: “فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ أُولاََهُمََا بَعَثْنََا عَلَيْكُمْ عِبََاداً لَنََا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجََاسُوا خِلاََلَ اَلدِّيََارِ وَ كََانَ وَعْداً مَفْعُولاً” (الاسراء 5) و فى المرة التالية قال تعالى: “وَ لِيَدْخُلُوا اَلْمَسْجِدَ كَمََا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ لِيُتَبِّرُوا مََا عَلَوْا تَتْبِيراً” (الاسراء 7) تى تعود فلسطين المسلمة بعد أن يستيقظ المارد النائم ليصب على الأمة الغضبية جام غضب اللّه عليهم، و يحرر الأقصى الأسير و لعل تعقيب الآيات بقوله تعالى: إِنَّ هََذَا اَلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” (الاسراء 9) الآية فيه إشارة لطيفة إلى أن سلاح العودة إلى بيت المقدس و قبلتنا الأولى هو كتاب ربّنا لا غير، و يقتضى هذا أيضا أن قضية فلسطين لن تحل سلميا و لن ينعم اليهود أبدا بالسلام الأبدى الذى يحلمون به، و إن استمرت موجات هجرتهم إلى الأرض المقدسة: “فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ اَلْآخِرَةِ جِئْنََا بِكُمْ لَفِيفاً” (الاسراء 104) فإنهم سيجتمعون لفيفا فى أرض (الميعاد) من كل حدب و صوب، و من كل فج عميق يلبون نداء القدر الذى قضى اللّه به عليهم منذ الأزل، و إن استمر الإمداد المادى من عبّاد الصليب و غيرهم فهذا ما أخبر به عز و جل فى قوله: “وَ جَعَلْنََاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً” (الاسراء 6).

وعن الخاتمة نسأل اللّه حسنها إذا بلغت الروح المنتهى‌ كما يقول مؤلف الكتاب محمد بن اسماعيل: دونك أخى المسلم هذا المجموع الذى لم آل جهدا فى ترتيبه و تنسيقه، فأحسن بجامعه الظن، و إن كان قاصرا ليس من أهل هذا الفن، و قد عرض عليك بضاعته، فلك غنمه، و عليه غرمه، ولك صفوه، و عليك عهدته و هفوه، فلا يعدم منك أحد الأمرين: إمساكا بمعروف، أو تسريحا بإحسان. و رحم اللّه عبدا بلغه الحق فانصاع، و لم يعده إلى التكذيب و الابتداع‌ “إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ اَلْإِصْلاََحَ مَا اِسْتَطَعْتُ، وَ مََا تَوْفِيقِي إِلاََّ بِاللََّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ” (هود 88).

1 thought on “اشارات قرآنية في كتاب المهدي حقيقة للمؤلف بن اسماعيل (ح 5)‎

  1. كل ما كتبته .. من مصدرك.. لم تذكر اي دليل على وجود المهدي..
    وعجبا ان يظهر المهدي اخر الزمان وقبل قيام الساعة (السؤال على شنو يظهر بعد ذلك)؟؟ الدنيا راح تنتهي.. على شنو طلع بعد ذلك؟
    مجرد سؤال..
    وهناك حديث منسوب للرسول يقول (تركت فيكم ا لثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي)؟؟ المهدي 1280 سنة مختفي.. والقران 2000 حديث يروج بانه محرف..فعن اي كتاب الله وعترته بعد ذلك من بعده؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *