ما بعد طوفان الأقصى

الشيخ حسن عطوان

📌 في رسم شكل العلاقة مع ( الكيان الإسرائيلي الّلقيط ) يوجد رأيان أو موقفان رئيسيان ، وهما وإنْ كانا موقفيَن قديميَن ، لكنّهما أُبرزا بشكل لافت بعد عملية ( طوفان الأقصى ) :

أحدهما يدعو للتطبيع مع ذلك الكيان ، وإلى الخضوع للإملاءات الأميركية ؛ لأنّه لا فائدة من صراعٍ تقف على الجانب الآخر منه كل دول الإستكبار العالمي .

ويكاد أنْ يكون هذا الموقف هو ما تميل له الكثرة الكاثرة من العرب والمسلمين .

والآخر يدعو للمقاومة والرفض للجبروت والظلم والطغيان الذي يمارسه ( الكيان الّلقيط ) ومن خلفه بل ومعه أميركا ومَن يدور في فلكها .

📌 ولست هنا بصدد الحديث عن العدو ، فهو قد أبرز عن أنيابه وأهدافه بنحو صريح لم تعدّ معه تلك الأنياب والأهداف خافية على أحد .

إذ أعلن وعلى رؤوس الأشهاد : أنّه بصدد غلق ملف القضية الفلسطينية الى الأبد بتدمير غزّة وتهجير أهلها ، بل وتهجير جميع الفلسطينيين بما في ذلك فلسطيني الضفة الغربية ، الذين لم يشفع لهم إلتزام سلطتهم بإتفاقية ( أوسلو ) مع اسرائيل ، بل ولم يشفع لسلطتهم حتى تعاونها الأمني مع أجهزة الأمن الإسرائيلية .

بل إنَّ إسرائيل تهدد بالتهجير حتى مَن يُصطلَح عليهم بفلسطيني الداخل ، وهم الذين بقوا في الأراضي التي اغتصبتها العصابات الصهيونية عام ( 1948 م ) ، مع أنَّ هؤلاء يحملون الجنسية الإسرائيلية ، ويخدم بعض أبنائهم في الجيش الإسرائيلي وفي أجهزته الأمنية !!

📌 والعدو يصرّح ايضاً بأنَّ على الدول العربية كالعراق ومصر والسعودية والأردن ولبنان أنْ تستقبل الفلسطينيين ، بل وعليها أنْ تتحمل التكاليف المالية التي تحتاجها عمليات التهجير والإسكان والتوظيف وتأمين مستقبل هؤلاء ودمجهم مع مجتمعات تلك الدول ؛ لكي لا يحنّوا لبلدهم ، ويعودوا مرّة أخرى ( لتصديع ) رأس اسرائيل ، مدللة هذا العالَم وشعب الله المختار !!

ومخطط التهجير قديم ، يعودون لطرحه كلّما رأوا فرصة لتطبيقه ، وليس ممّا ترتب على عملية ( طوفان الأقصى ) كما يرّوج الإعلام المشبوه .

📌 لذلك فكلامنا ليس مع العدو ، إنّما هو مع المخدوعين والمشفقين منّا ، فأقول :

إنَّ الأنظمة العربية في غالبها كانت ولم تزل مع خيار التطبيع ، بل وتعدّت ذلك ، لا سيّما بعد عملية ( طوفان الأقصى ) الى دعم علني ومباشر لإسرائيل ، عسكرياً ومخابراتياً ولوجستياً وماليّاً وإعلامياً .

📌 بل ليس هناك موقفاً أكثر خسّة وأشدّ دناءة من موقف تلك الأنظمة .

ففي الوقت الذي رفعت جنوب افريقيا دعوى على حكومة الكيان في محكمة العدل الدولية على جرائم الحرب والإبادة في غزّة ، تخلتْ الأنظمة العربية عن أبسط واجباتها ، بل اصطفتْ مع العدو .

– فالأردن مثلاً شاركت – وبنحو معْلَن – في التصدي لصواريخ الجمهورية الإسلامية ومسيّراتها ، لكي لا تؤذي أحداً من الصهاينة !!

– وعِبْرَ قناة السويس كانت السفن تبحر محملة بالأسلحة والصواريخ والقنابل الثقيلة نحو موانيء اسرائيل .

– والإمارات ومعها السعودية كانتا في غاية الحرص ( والكرم ) بمدِّ جسور برّية وجوّية لإرسال جميع أنواع البضائع ومجّاناً الى اسرائيل .

– وقد أبلت الفضائيات العربية – لا سيّما فضائيتي العربية والحدث وأفراخهما – ( بلاءاً حسناً ) ، وقدّمت خدمات جبّارة لم يكن كل الإعلام الصهيوني بمستواها ، إذ خاضت حرباً إعلامية ضروساً ، دفاعاً عن اسرائيل ، وتنكيلاً وتسخيفاً لما قام به محور المقاومة من رفض للطغيان في الدفاع عن شرف الأمّة ومقدساتها ومبادئها بما استطاع عليه .

– أمّا أوردگان الإسلامي الإخواني الذي يحج له بعض قادة حماس بنحو البيعة له ، فهو لم يتوقف عن إرسال ما تحتاج له اسرائيل حتى وهي تصبّ جام غضبها وحقدها التوراتي على غزّة ، وفُضح الأمر بعد أنْ استهدف شجعان اليمن سفينة تركيّة في طريقها الى اسرائيل ، فأزبد اوردگان وأرعدّ وهدد اليمن بالويل والثبور !!

– بل وتآمر ودعم ودفع الجولاني للتربع على السلطة في سوريا .

وفي الوقت الذي دمرت اسرائيل القدرات العسكرية لسوريا ، فلم تُبقِ طائرة ولا صاروخاً ولا دبابة ولا مخزن سلاح ، بل وأحتلت أراضٍ جديدة في الجولان والقنيطرة .

– وبدلاً من أنْ يندد الجولاني على الأقل بذلك ، كانت ميليشياته تصول وتجول في قرى ومناطق الشيعة والعلويين تمارس تنكيلاً وتعسفاً وقتلاً على الهوية ؛ للتنفيس عن حقد قديم ، ولتذكيرنا – ونحن بلا ذاكرة – بغدر قديم ، وشجت عليه أصولهم وتأزرت عليه فروعهم .

📌 وإذا كان هذا ليس بغريب على أنظمة لا هدف لها سواء البقاء في السلطة ، فما بال الشعوب العربية والإسلامية قد صمتت صمت القبور ، وكأنَّ أفواهها قد أُلجمت ، وأيديها قد غُلّت ولو عن إشارة ؟!

📌 وما بال تلك الشعوب قد سُيّرت طائفياً بحيث أنّها فرحت وشمتت بإستشهاد السيد حسن نصر الله ورفاق دربه ، وكلُّ حكامهم ومنظريهم ووعّاظهم إنْ ارتقوا فلن يساووا شسع نعله .

📌

بعض ذلك كان بتأثير ماكنة الإعلام العربي الرسمي بل وغير الرسمي ، المدعوم بفتاوى وتبريرات جاهزة من قبل وعّاظ السلاطين ، نعم ، لكن أين النخب العربية من كل ذلك ؟!

📌

من هنا وبعد كل هذه المواقف العربية الدنيئة ، نتساءل : هل أكتفى العدو الأميركي والإسرائيلي بذلك من العرب ؟؟!! أم كان هذا الهوان والخنوع دافعاً إضافياً للعدو لمزيدٍ من الغطرسة والطلبات المُذّلة والمهينة لهم ؟؟!!

📌

وهل لإسرائيل وأميركا إلتزام بإتفاق وتفاهم ؟؟ وأمام أعينكم بمجرد أنْ حانت الفرصة نقضت اسرائيل تفاهم وقف اطلاق النار مع سوريا ، ودمرت ما دمرت واحتلت ما احتلت ، وقبل ذلك ألغى ( ترامب ) الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية . هل التزمت اسرائيل بإتفاق ( اوسلو ) مع الفلسطينيين الذي قام على مبدأ حل الدولتين ؟! هل تحققت وعودهم بالإنفتاح والرفاهية للشعب المصري بعد اتفاق كامب ديفيد ؟! ولو أُغلق ملف القضية الفلسطينية ، ونفذ العرب كل ما تريده أميركا واسرائيل بهذا الشأن ، فهل ستقف اسرائيل عند هذا الحد ؟؟! أم أنَّ تمددها لتحقيق حلمها ( التلمودي ) بدولة يهودية من النيل الى الفرات ، ولتنتقم من سبي البابليين لهم ، سيكون هدفها التالي ، الذي سيكون أسهل منالاً بعد كسر محور المقاومة لا سمح الله ؟!!

📌

وبعد كل هذا الذي كشف عنه العدو بمواقف وبلسانٍ وإنْ لم يك عربياً ولكنه مبين ، فهل من لومٍ للموقف المبدئي الذي وقفه الشيعة وجمهوريتهم الإسلامية ؟؟ هل المطلوب منّا أنْ نكون مع هذا الصف الذليل المُهان ، الذي لم يُبقِ له العدو ذرة من كرامة وشرف ؟؟!! فبدلاً من أنْ تندد مصر والأردن بتصريحات ( ترامب ) المُهينة لبلديهما ، وتجاوزه السافر على بلدين يفترض أنّهما ذا سيادة ، قام رأسا النظام بالحج الى العاصمة الأميركية ، ليطلبا أنْ يكون ذلك بخطة مشتركة لتقليل قدر الصراحة والوضوح في تلك الإهانة !

📌

بل أنَّ السعودية لم تسمح حتى لإعلامها بمجرد ردٍّ على ما طرحه ( نتنياهو ) من تهجير الفلسطينيين الى صحرائها الواسعة بحسب وصفه !

📌

نعم ، بعد أنْ خسر محور الشرف هذه الجولة ، وقدّمنا فيها قرابين ليس من السهولة تعويضهم ، فلا بد ألّا نسمح للعدو أنْ يجرّنا لحربٍ شاملة مباشرة ، يقف فيها الشيعة لوحدهم أمام كل هذا الجنون الأميركي والغربي والإسرائيلي ، مع إصطفاف من قبل أغلب الأنظمة العربية مع العدو ، وتخاذل بعضها الآخر .

📌

بل الواجب أنْ نتوقف في إستراحة محارب ، في حالة أسميتها في مقالة سابقة : حالة ( الّلا حرب والّلا سِلْم ) ، فهي القرار الأنسب لوضعنا الحالي ، بمعنى تأجيل المعركة الشاملة المباشرة مع العدو كلّما كان ذلك ممكناً ، ولكن بدون إستسلام وخضوع لمطامعه . استراحة ليست للدّعة والغفلة والنوم ، فإنْ نامت عينك فعين عدوك لن تنم .. إنّما هي عبارة عن وقفة لمراجعة شاملة ، لأسباب ما حصل ومكامن الخلل ..

📌

وهل كان السبب إختراقاً أمنياً كبيراً ؟! فلابد من تحقيق دقيق بصبر وطول نَفَس ، لا تُهْمَل فيه أبسط الجزئيات من جهة ، ولا ينبغي أنْ نستمع فيه لتسريبات وإشاعات إعلامية قد يقف العدو ورائها لتضليل ذلك التحقيق ، ولزرع التشكيك بالقيادة الأمينة من جهة أخرى .

📌

هل كان سبب الخسارة أخطاء في التقدير ، أخطاء في تقدير قوة العدو ، وأخطاء في تقدير ما أعددناه نحن لمعركة بهذا النحو ؟!

📌

هل كان السبب هو خطأ في التقدير عند القيادة الأمينة ، وإذا كان كذلك فهل كان سبب الخطأ الإتكاء على الغيب بنحو مطلق ؟؟ أم أنّه كان بسبب تغرير وإيصال معلومات خاطئة لتلك القيادة من القادة الأمنيين والعسكريين المسؤولين عن إيصال ذلك ، غروراً أو تملقاً أو خيانة حتى ؟!

📌

هل كان أصل قرار الدخول في معركة مباشرة مع العدو دعماً لغزّة في هذا الوقت صحيحاً ؟! هل كان السبب دخولنا المعركة بالتنسيق مع حلفاء لا يؤمَن جانبهم ، فباعونا في أول صفقة ؟!

📌

يجب دراسة كل ذلك بنحو دقيق ، بمشرط جرّاح ، حكيم ، شجاع . ولكن بدون إحباط ، وبدون إلقاء الّلوم على هذا الطرف أو ذاك من أطراف هذه الجبهة التي تقف بشرف أمام عدو متغطرس مدعوم من كل قوى الإستكبار غرباً وشرقاً ، ومعه كل الأنظمة الوضيعة في المنطقة .

📌

نعم إنْ أصرّ العدو على عدوانه وغطرسته كما هو ظاهر الصورة الآن ، لا سيّما وقد ملأه الزهو والغرور ، وهو ما قد يبدو واضحاً من إملاءات فرعون البيت الأبيض . إنْ أصرّ العدو على ذلك وركز بين إثنتين : إمّا السلّة ( إستلال السيوف لقتلنا ) أو الذلة ، فهيهات منّا الذلة .

📌

فحينها ستكون المعركة دفاعية وستكون كلمة الإمام الحسين في يوم العاشر من محرم هي التكليف ، فبعد أنْ رشقهم القوم بالسهام ، قال ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) لأصحابه : ( قوموا رحمكم الله … فإنَّ هذه السهام رسل القوم إليكم ) . ولله الأمر من قبْل ومن بعْد .. ولا حول ولا قوة إلّا به سبحانه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل . [ حسن عطوان ] 13 / شعبان / 1446 هج .

5 thoughts on “ ما بعد طوفان الأقصى

  1. اعرفوا مصادر قوة الاسرائيليين الداخلية…ستعرفون مصادر ضعفكم..
    كل ادوات اسرائيل التي هزمتكم…هي ادوات الشعب الاسرائيلي متفق عليها..بينما ادوات محور المقاومة مرفوضه من قبل الشعوب بغالبيتها..التي تخترقها محور المقاومة..
    محور المقاومة مصادر ضعف للدول التي يهيمنون عليها..
    اسرائيل هزمتكم بجيشها الذي يتفق عليه الشعب الاسرائيلي..
    .. بالمقابل محور المقاومة حقق لاسرائيل استحقار واضعاف الجيوش الوطنية التي كان لها باع طويل بالقتال ضد اسرائيل..كالجيش العراقي والسوري واللبناني..واليمني..
    سبب ضعف بدعة محور المقاومة..انها صنعت لتدور بالفلك الايراني..وليس لتحرير فلسطين…اساسا..

    مسبق رد بسيط..و
    لدي رد عليكم قريبا…اذا شاء الله

  2. تبحثون عن علاكات لوضع فشلكم عليها.. يا محور المكاومة والمقاولة..
    ولم نجدكم تذكرون اسباب فشلكم داخليا..
    مصادر قوة اسرائيل كدولة.. هي مصادر ضعفكم كمليشيات..
    جعلتكم من مقاومة اسرائيل من كونها حرب بين دول.. الى حرب دولة اسرائيل ضد عصابات مرفوضة شعبيا كمليشة حزب الله والحوثي ومليشيات ايران بسوريا ومليشةالحشد والمقاومة..
    اسرائيل عبركم همشت جيوش خاضعت حروب معها.. كالجيش العراقي واللبناني واليمني والسوري..
    اسرائيل عبركم همشت دول ومؤسساتها.. بالعراق وسوريا ولبنان واليمن.. فاستبدلتم وزارات الاقتصاد والمالية بمكاتب اقتصادية لاحزابكم ومليشياتكم تستنزف الموارد والاموال.. وتهربونها لايران.. ووزارات الدفاع والداخلية اصبحت رهن مليشيات..
    اسرائيل عبركم وجدت شعوب تريد فقط ان تخلص من حكم احزابكم الاسلامية ومليشياتكم بالعراق وسوريا ولبنان واليمن.. فاصبحت بشكل او باخر هي المنقذ للشعوب ..
    الدول المعتبرة تبني اوطانها.. والدولة الفاشلة تبني المليشيات سلاحها وخزائنها على حساب الدولة والشعب والمؤسسات الرسمية..

  3. للكاتب حسن العطواني.. تحية طيبة..
    من رفع شعاراات المقاومة لتحرير فلسطين.. هم سبب ضعف القضية الفلسطينية منذ 1948 لحد يومنا هذا..
    وحملتم ا لقضية الفلسطينية نكسات كبيرة.. وسحبتكم لها سلبيات الانظمة القمعية الدكتاتورية القومية والاسلامية وا لشيوعية.. فتحملت القضية الفلسطينية اكبر من طاقتها واسئ لسمعتها..
    سحبت البساط من تحت اقدام الفلسطينيين..
    فكل المقاومات بالعالم للتحرر.. بليبيا عمر المختار ا لليبي.. وبفيتنام وهوشي منه.. تفاوض المحتلين مع قادة المقاومة من ابناء شعوب تلك المناطق..
    الا بفلسطين حينا المقبور جمال عبد الناصر المصري ومصر .. وحينا القذافي الليبي وحينا الخميني ثم خامنئي وقبلها حافظ الاسد وصدام.. وكلهم ليسوا فلسطينيين..فعزل الفلسطينيين عن قضيتهم.. وا صبحوا مجرد ذيول وسلاح للايجار للانظمة الاقلميية التي تستغل قضيتهم الفلسطينية والقدس لابعادالانظار عن وحشيةوفساد ودكتاتورية السلطات الحاكمة بالعراق ومصر وسوريا وليبيا واليمن وايران وغيرها.. بمراحل زمنية..
    دعمتم الارهاب الاخوانية كحماس في فلسطين وهي حركة مرفوضة لانها حركة تؤدي لاثارة الفوضى بدول كمصر وا لاردن والعراق وسوريا ..

  4. والواقع يؤكد بان (الفلسطينيين من حماس والتكفيريين والجهاد) هم الخطر الحقيقي على امن واستقرار المنطقة وشعوبها

    حتى يخيل لنا عندما تستقل غزة.. ستكون بؤرة للتطرف مثل أفغانستان بزمن القاعدة.. فإسرائيل مسورة ومحاطة نفسها بجدار.. بالمقابل.. القوميين والإسلاميين والشيوعيين اصبحوا وما زالوا عامل بنشر عدم الاستقرار وتحطيم النسيج الاجتماعي.. لشعوب ودول المنطقة..ولا خلاف بذلك ..

    عليه نجد شعار (لتموت فلسطين ونحيا نحن) ونقصد بنحن.. الشعوب والدول الناطقة بالعربية بالشرق الأوسط

    التي سحقت وشهدت انقلابات عسكرية دموية ووصول حكم الجنرالات واحزابهم القومية الفاشية من ناصرية وبعثية انقلابية دموية.. وبعدهم الإسلاميين ومليشياتهم الاخوانية والدعوة والمجلس وحزب النهضة والولائيين .. الخ.. وكانه المراد (تموت شعوب المنطقة وابناءها لتعيش فلسطين) والحقيقة تعيش إسرائيل..

    (ونذكر بان ضعف القضية الفلسطينية لدى عموم شعوب المنطقة ومنها العراق.. واقصد شعبيا.. هو انهم يرون):

    كيف ان الدول التي تتهم بالتطبيع مع إسرائيل ناهضة وعمرانية وتتقدم ومستقرة.. ونجد إسرائيل مدنها وقراها مثال النظافة والبناء والاعمار.. في حين نجد الدول والشعوب الخاضعة لحكم أعداء إسرائيل من جنرالات ومليشيات وأحزاب إسلامية ومعممين.. هي مثال التخلف والتراجع والفساد.. فكيف تثور شعوب المنطقة لنصرة قضية فلسطين وتجد نفسها هذه الشعوب وضعها اسوء من فلسطين.. فاليس ملايين السوريين والعراقيين هجروا .. اليس ملايين العراقيين والسوريين يعيشون الفقر والعوز وتفتك بهم المخدرات والبطالة المليونية.. اليس الكهرباء والطاقة منهاره بتلك الدول التي تقودها أنظمة معادية لإسرائيل.. ليتبين بان أعداء إسرائيل من قوميين واسلاميين هم سبب خراب المنطقة وشعوبها.. اليس سبب قوة إسرائيل بان القرار السياسي والاقتصادي والأمني بيدها.. في حين دول كالعراق قرارها السياسي مرهون إيرانيا.. والسوري مرهون روسيا.. واليمن مرهون إيرانيا.. ولبنان مرهون إيرانيا.. أي قراراتها ليس بيد شعوبها..

    من ما سبق.. رؤيتنا .. لحل للقضية الفلسطينية.. تعبر عن مخاوفنا كعراقيين.. من ما بعد حلها..

    لذلك نتخوف بان عندما يوضع حل تهجير اهل غزة والضفتين للاردن ومصر.. ان تقوم قوى مأبونه جديدة.. تؤجج الوضع بالأردن.. ليتم اسقاط النظام الأردني او بقاءه ولكن ضعيف.. لتسيطر الأحزاب الإسلامية والمليشيات.. لتقوم بعمليات عسكرية ضد إسرائيل من الأراضي الأردنية.. لتزحف إسرائيل مجددا وتطرح تهجير سكان نهر الأردن ثم تصل للعاصمة عمان.. ثم ليهجرون للعراق.. ثم يبدأ صفحة جديدة.. بالعراق لتقوم المليشيات بمهاجمة إسرائيل بالاراضي الأردنية.. ليطرح أيضا تهجير اهل العراق جميعا من شرق غرب الفرات.. .. ليصل الإسرائيليين لغرب الفرات.. وتكمل خارطة إسرائيل للوصول للفرات.. وبعدها أيضا تبدأ إسرائيل تزحف لسيناء وتطلب من اللاجئين الفلسطينيين الموطنين بسيناء للهجرة لداخل مصر.. بدعوى سيطرة المليشيات الإسلامية الإرهابية كحماس وداعش وتقوم بمهاجمة إسرائيل من ارض سيناء.. ليرسل الفلسطينيين كمهجرين لداخل الأراضي المصرية لتصل إسرائيل خطوة خطوة لنهر النيل.. لتكتمل شعار المتطرفين اليمنيين بإسرائيل (ارضك يا إسرائيل من النيل للفرات).. ولا ننسى انه تم تهجير وقتل اكثر من 15 مليون سوري .. لذلك سوريا نسيجها وكيانها هش.. والعراق يعيش بالفساد المهول وملايين من شعبه نازحين.. والمخدرات التي تاتي من ايران تفتك به.. والأحزاب الإسلامية ومليشياتها الحاكمة بالعراق تفسد بالأرض.. وبس الله يستر.. (وننبه.. بان موقف مصر بمنع دخول اللاجئين الفلسطينيين لسيناء.. هو موقف وطني مصري وليس قومي.. لان لو كان قوميا لسمحوا بذلك بكل سذاجة).. (ولكن مصر تدرك ان ازمتها بسيناء هي ازمة متطرفي داعش والقاعدة.. فكيف الحال اذا جاء ملايين الفلسطينيين لسيناء.. وموبوئين بمرض العصر الإرهاب المتطرف كحماس الاخوانية)؟

  5. ولا تنسى استاذ حسن العطوان..
    العراقيين والعراق واقع بين مطرقة ايران وتوسعها واحتلالها للعراق.. وبين سندان ازمة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني..

    وبين أطماع تركيا بشمال العراق (ولاية الموصل).. وسيطرتها عسكريا اليوم على مساحات واسعة شمال ارض الرافدين.. واطماع الأردنيين بعرش العراق.. وطموحات السعودية بالوصول لشرق نجد بالعراق .. وفي كل ذلك العراق بظل ذيول ايران وقطيع الصدر.. يعيشون ماسي لم يمرون بها بالتاريخ ..من فساد ينهب الميزانيات الانفجارية وتهريب الدولار وخاصة للاردن وايران.. والجفاف.. والتلوث.. والبطالة المليونية..وانهيار الصناعة والزراعة والخدمات والتعليم والصحة .. الخ من القطاعات.. وتمييع الحدود والمنافذ الحدودية.. وانتشار المخدرات القادمة من ايران.. وهيمنة المليشيات و الأحزاب الإسلامية الموالية التي لا هم لها الا استنزاف العراق ودماء ابناءه وزجهم بكل المستنقعات الداخلية والخارجية.. ليبقون بالسلطة ويجعلون شعار (مصلحة ايران بالعراق أولا) مطبقا قولا وفعلا..

    عليه الحل هو:

    ضم الضفتين للاردن.. وضم غزة لمصر.. او توضع سيناء الموطن فيها اللاجئين الفلسطينيين من غزة وغير غزة.. تحت رقابة دولية.. او الانطلاق من استراتيجية تبقى الضفتين وغزة.. تحت رقابة دولية.. وامن داخلي مراقب دوليا.. حتى لا تتوسع إسرائيل.. (كما نزلت قوات دولية للبوسنة والهرسك لتحمي البوسنيين من الإبادة على يد الصرب)..ولكن مع ذلك ستبقى ازمة فلسطين بؤرة للصراع بالشرق الأوسط.. وخاصة ان إسرائيل تريد دائما عدو لها لتستعطف العالم الغربي ليدعمها بكل المجالات.. لذلك تخاف إسرائيل من نهوض دول المنطقة واستقرارها واعمارها.. وانفتاحها على الغرب شعوبها ودول.. لان عند ذلك تشعر إسرائيل بانتفاء الحاجة لها.. وإسرائيل استراتيجيتها بعد حرب 1973 .. هو جعل مليشيات ترفع العداء لها وليس دول.. من اجل بقاء (قوانة إسرائيل مهددة بان ترمى بالبحر لتحصل على دعم دولي لها).. لذلك الجيش الإسرائيلي معد لمحاربة دول عدة بان واحد.. وليس مليشيات.. ولكن السر بذلك.. ان إسرائيل تريد أحزاب إسلامية و مليشيات تعاديها من اجل تبرير توسعها وتهجير السكان منها.. (وايران اليوم خير من يحقق لها ذلك)..

    .. ولنفهم حقيقة.. ان الدول الكبرى.. حالها حال (الفيل .. ينظر بمستوى اعلى من بقية الكائنات.. فاذا داس على النمل

    والصراصر والعقارب وبقية الكائنات تحته.. لا يحاسب أصلا ولا يقال له لماذا فعلت ذلك).. كذلك الدول الكبرى مع الدول الصغيرة والشعوب المتخلفة.. فهذه الدول الكبرى ترسم استراتيجياتها.. ولا يعنيها ما دونها.. وهي من جهة محقة بذلك.. لان عجلت التاريخ والتغيير لا تتوقف على السذج من شعوب العالم المتخلف.. ومثال اخر.. (من يسكن بالطابق العشرين بعمارة سكنية.. ينظر للامور والاحداث .. بشكل أوسع من الذي ينظر بالطابق الأول).. لذلك رؤية الطابق العشرين شاملة.. اما الطابق الأول فمحدوده..

    عليه..

    (لا يتكلم احدهم عن العدالة والحق والإنسانية.. فهي نسبية..)..

    فنحن مثلا مع ترحيل كل من جاء لإسرائيل الحالية للشعوب التي جاء منها اباءهم واجدادهم.. ويعاد سكان فلسطين اليها.. ولكن هذه أحلام العصافير .. لان مصدر القوة ليس بيد الفلسطينيين.. والدول التي هاجر منها اليهود لا يرحبون أصلا بعودتهم.. وكلنا راينا كيف ان ملايين العراقيين الذين هاجروا لاوربا وامريكا وأستراليا وكندا لا يعودون للعراق حتى لو العراق اصبح مستقرا ومرفها.. بالمقابل.. حل تهجير الفلسطينيين بالكامل من غزة والضفتين.. وهو اقرب للتحقيق.. لان مصادر القوة لدى إسرائيل ومن يساندها.. والحل الاخر حل الدولتين.. وهو حل مثير للسخرية.. وحل ضم الضفتين للاردن وغزة لمصر.. وهذا لا يطرحه حتى المصريين والاردنيين.. ولا ننسى انه فعلا كانت الضفتين بيد الأردنيين وغزة بيد المصريين وخسروها بحرب 1967.. وقامت الأردن ومصر بنزع سلاح الفلسطينيين آنذاك.. فعندما زحفت إسرائيل عليهما لم تجد مقاومة تذكر .. بعد انسحاب الجيوش الأردنية والمصرية.. لان الفلسطينيين رهنوا مصيرهم بيد غيرهم وهذا سبب نكساتهم).. واذا استلم الفلسطينيين السلاح.. لم يبنون استقرار وسلام وبناء واعمار.. بل نجد قيادات الأحزاب والمليشيات الفلسطينية يعيشون بترف.. والشعب الفلسطيني بغزة والضفتين يعيشون تحت خط الفقر باغلبهم.. ويؤسسون بؤر توتر لمهاجمة إسرائيل نيابة عن من يدفع اكثر من الاجندات الخارجية..

    وننبه العراقيين:

    جعل القضية الفلسطينية (القضية الاولى) للعراق سبب (تردي الوضع بالعراق) واي دولة تجعل اي قضية خارجية هي الأولى

    لديها تسقط هذه الدولة بالفوضى والازمات والاستنزاف.. (لو جعل العراقيين العراق هو اولا واخرا).. لكان اليوم العراق ارقى من الامارات بالرفاهية ومن كوريا الجنوبية بالصناعة.. ولكان يمكن ان يدعم القضية الفلسطينية اكثر فعالية .. علما (الثقل الاكبر يحمله اهله).. فالفلسطينيين هم المسؤولين عن تحرير ارضهم.. لا ان يتم التعامل معهم هم (مواطنين درجة اولى بالدول التي يذهبون لها) كما حصل بعد 1948.. بالعراق وغيرها.. ليزداد الكراهية للفلسطينيين بين تلك الدول.. (اللاجئين الفلسطينيين يتنعمون .. بدول المنطقة خارج فلسطين.. وشعوب المنطقة تحرق وتستنزف ويحكمها الجنرالات والمليشيات و الاحزاب الفاسدة والمعممين تحت شعارات واهية من تحرير فلسطين).. فمن يريد ان يحرر فلسطين فليذهب لحدودها بجنوب لبنان والجولان وغيرها.. لا ان يحرق ويستنزف دولته وشعبه ووطنه.. ويبعد الانظار عن ماسي الداخل لملفات خارجية كشعارات فلسطين الزائفة… والمضحك عراقيي الخارج مزدوجي الجنسية (الاجانب من اصول عراقية) يطبل الكثير منهم لفلسطين.. واولادهم بالخارج يتنعمون.. ويريدون من ولد الخايبة بالعراق اني يستنزفون.. على شنو؟ والاحزاب والتيارات والمليشات يتنعم ابناءهم وعوائلهم بالمليارات والقصور والارصدة الضخمة.. ويريدون من ولد الخايبة ان يقاتلون ويستنزفون بفلسطين.. وينشغلون بعيدا عن سرقات حيتان الفساد الحاكمة بالعراق..

اترك رداً على حسين كاظم إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *