نصر من الله في تشييعٍ مهيب

ضياء ابو معارج الدراجي

السماء ترتدي سوادها، والريح تحمل أصداء التهليل والتكبير، أن الأرض تستقبل دماً طاهراً ارتفع شاهداً على عهد لا ينكسر. ها هو سيد المقاومة، الشهيد السعيد (نصــ الله ــر)، يرحل جسدًا لكنه يبقى روحًا، فكرةً، ونهجًا لا يُمحى. في العراق وإيران ولبنان واليمن وفي كل مكان كان للمقاومة اثر فيه ، وعلى امتداد جغرافيا الحق، تدوي خطوات المشيعين كأنها طبول حرب، وكأنها قسم جديد في مسيرة الدم مقابل السيف.

إنها بركة ربانية أن يجتمع الأحرار في وداعه، أن تتشابك الأيدي على تابوته، لا حزنًا فقط، بل عزمًا على المضي في ذات الطريق، حيث القتال شرف، والشهادة ميلاد جديد. لم يكن (نصــ الله ــر) مجرد رجل، بل كان بذرةً غرستها السماء في تربة الأرض، فتورق اليوم شجرة عزّ وفداء، تمتد أغصانها من جنوب لبنان إلى كل أرض تصرخ بالحق، وكل أمة لم تخضع للظلم.

أليس هذا ما جرى يوم الطف؟ يوم ارتفع رأس الحسين عليه السلام على الرماح، فأضاءت به دروب الثائرين حتى آخر الزمان؟ تلك المسيرة التي لم تتوقف عند نهر العلقمي، بل انسابت مع كل دم زكيّ يراق لأجل العدل، مع كل صرخة تزلزل العروش الظالمة. واليوم، يرحل (نصــ الله ــر) ليكون نداءً جديدًا، ليُكتب اسمه في سجل الأوفياء الذين أدركوا معنى الحياة فاختاروا الموت بكرامة على العيش بذل.

التشييع ليس وداعًا، إنه بداية. مشاهد الحشود الهادرة، الأكف التي تمتد لملامسة الجثمان الطاهر في لبنان او الى التابت الرمزي في الكاظمية والنجف وكربلاء وكل بقعة في الارض عقدت على الوفاء بالعهود لصاحب المقام الرفيع، العيون التي تدمع من الفقد لكنها تلمع بالعهد، كلها تقول للعالم: نحن هنا، والدم الذي يسيل على الأرض ليس نهاية القصة، بل بدايتها. وإن كانت الأيام ستمضي، فإن دماء الشهداء تبقى، تتجذر، تتحول إلى صواعق في وجه الطغاة.

رحل (نصــ الله ــر) لكنه لم يمت، فمن سار في طريق الحسين لا يموت، بل يُخلّد في صفحات المجد، حيث لا تمحوه السنون، ولا تطويه صفحات النسيان. دماؤه التي روت الأرض اليوم ستنبت أجيالًا، وسيتذكرها كل من مشى في درب المقاومة، كل من رفض أن يكون عبدًا لسيف الباطل.

السلام عليك يا شهيد المقاومة، يوم ولدت مقاومًا، ويوم استشهدت شامخًا، ويوم تُبعث في جموع الأحرار، نورًا لا ينطفئ، وشعلةً لا تنكسر.

ضياء ابو معارج الدراجي

One thought on “نصر من الله في تشييعٍ مهيب

  1. هههه.. حسن نصر الله شيع بملعب كرة قدم..(كميل شمعون).. ههههه
    حزب الله اللبناني الموالي لايران لم يبني بلبنان شيء يذكر لا مجمعات سكنية للفقراء ولا مستشفيات ولا بنى تحتية.. ولا حتى ملعب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *